العودة   منتديات القطرية > ๑۩۞۩๑ المنتديات الفرعية ๑۩۞۩๑ > المنتدى العام
الإهداءات
البرواز و الصورة من الفوز بكاس اسياء : الف مبروك للمنتخب القطري الفوز بكاس اسياء للمرة الثانية على التوالي بعد فوزه بالبطولة الماضية عام 2019

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-04-2013 , 12:48 AM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,330
أخر زيارة : يوم أمس 02:40 PM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة غير متواجد حالياً

Icon29 سوريا و طوائفها



بقلم : جهاد فاضل

لو سُئلتُ عن أصل المشكلة الكيانية التي تتخبط فيها سوريا اليوم ، لأجبتُ إن أصل هذه المشكلة يكمن في أن الذي حكم سوريا في نصف القرن الماضي لم يكن ابنًا بارًّا من أبنائها بل واحدًا من ألدّ أعدائها. وقد أمكن هذا العدو الذي وصل إلى السلطة في غفلة من الزمن أو في غفلة من الوعي الشعبي ، أن يجمع بيده كل السلطات ، وأن يحكم سوريا بقبضة من حديد ، وأن يصل نفوذه إلى حدّ تغيير أقدار سوريا ومصائرها الوطنية والقومية ، ولدرجة إعلانه الحرب على القضية الفلسطينية ، ولدرجة تحويل سوريا التي كانت تُسمّى قلب العروبة النابض من المدار العربي إلى المدار الإيراني.

هذا هو أصل المشكلة السورية ، فإذا تغافل المرء عنه وقع في الخطأ أو غرق في تفاصيل لا تقدم أو تؤخر في عملية التشخيص . فسوريا وقعت فيما وقعت فيه بسبب الغليان العروبي الذي كان يجتاح شعبها ، وبسبب انهيار الوحدة مع مصر وبقية الخيبات التي تجرّعتها ، فجأة تقدم إلى الميدان ضابط انقلابي من الطائفة العلوية ، ينتمي إلى أحد أجنحة حزب البعث ، قال إنه يندب نفسه لإنقاذ سوريا من كل أمراضها ومشاكلها . صدّقه البعض لأول وهلة ، دون أن يتفحصوا أوراقه ومستنداته جيدًا ، السوريون ليسوا طائفيين ، فما المانع إذن من وصوله إلى السلطة ؟ ومع أن الكثيرين كانوا متحفظين في البداية على هذا الضابط العلوي ، وبخاصة بعد أن عرفوا بدوره ودور رفاقه الضباط العلويين الآخرين في تسليم الجولان لإسرائيل ، إلا أن ما قام به لاحقًا على سفح جبل الشيخ من ألعاب نارية مشهورة ضد الإسرائيليين ، بدّد ما أثير حوله من شبهات ، وهكذا وبالحيلة وصل إلى السلطة ، وبالحديد والنار والرعب والقتل والدم حكم سوريا نصف قرن هو وابنه .

سوريا ليست طائفية في الأساس فطائفتها الحقيقية هي العروبة لا سواها . صحيح أنها مثل لبنان من حيث الفسيفساء الطائفية ، ولكن لبنان بلد طوائفي قبل كل شيء وقد تأسس عام ١٩٢٠ على هذا الأساس . أما سوريا فبلد تسامح وانفراج في الرؤية والروح ، بدليل أن أحد أبنائها المسيحيين وهو فارس الخوري ، ترأس الحكومة وكذلك مجلس النواب عدة مرات في تاريخها . والطريف أن مديرية الأوقاف الإسلامية العامة كانت تتبع في بعض المراحل في الماضي رئاسة الحكومة ، فكان رئيس الحكومة السورية المسيحي هذا رئيسًا لمديرية الأوقاف دون أن يثير ذلك اعتراض أحد . إذ كيف يثور اعتراض من هذا النوع بوجه أحد قادة سوريا الأبرار العاملين ضد الاستعمار الفرنسي ؟! والمناضلين من أجل استقلالها ؟ والواقع أنه قبل وصول العلويين إلى السلطة في سوريا ، كان الوئام الوطني هو طابع الحياة المدنية والسياسية السورية . فالكل سوريون ، والكل يتبارون ويتنافسون من أجل سوريا ديمقراطية بوصلتها هي العروبة والوحدة العربية ومن أجلها تخلّى رئيس الجمهورية السورية شكري القوتلي عن السلطة وسلّمها لجمال عبدالناصر ، وكان كل المسيحيين السوريين مثل فارس الخوري إخلاصًا لسوريا وغيرةً عليها . كان هناك على الخصوص مفكران عروبيان بارزان هما ميشيل عفلق وقسطنطين زريق تزعما حركتين وحدويتين ، بل إن من الغبن إيراد بعض الأسماء دون سواها ، فالواقع أنه لم تنشأ يومًا في سوريا مشكلة بين "مسلمين" و"مسيحيين" فالكل مواطنون والكل سوريون وعرب .

ومع الدروز لم تكن هناك مشكلة ، فدويلة جبل الدروز التي أنشأها الفرنسيون في العشرينيات من القرن الماضي سرعان ما أوت إلى النسيان ، وكان الدروز أول رافضيها . بل كان الدروز أول من حمل لواء الثورة ضد الفرنسيين وفي تاريخهم ، وتاريخ سوريا الحديث ، سجّلوا صفحات مشرّفة منها الثورة التي قادها سلطان الأطرش ومن بعدها ومن قبلها كان الدروز على الدوام جزءًا من النسيج الاجتماعي في بلدهم . بقي العلويون الذين ظلوا على مدار التاريخ ينظرون إلى المسلم وإلى السنّي بوجه خاص نظرة مختلفة بل نظرة سلبية خالصة. هو عدوّهم الأول وربما الأوحد . وهذا ما يمكن أن يستنتجه الباحث اليوم من سيرة اثنين بارزين من النخبة العلوية يمكن اعتبار أولهما وهو الرئيس حافظ الأسد ، بمثابة القوميسير السياسي لطائفته ، وثانيهما ، هو الشاعر والمفكر علي أحمد سعيد ، الملقب بأدونيس ، بمثابة القوميسير الثقافي لهذه الطائفة ، كل واحد من هذين القائدين للطائفة العلوية ، لم يكن يختلف عن الآخر في درجة غليان ذاته بالحقد على الإسلام ورسوله وأتباعه عن بكرة أبيهم .

يولد العلوي كارهًا بالفطرة للمسلم . وقد كان هذا العلوي صريحًا ومباشرًا عندما خاطب المستعمر الفرنسي الذي دخل سوريا قائلاً له لكي يقنعه بضرورة إنشاء دويلة مذهبية خاصة به على الساحل السوري : «ديننا غير دينهم , يكرهوننا كما نكرههم ، عاداتنا وتقاليدنا غير عاداتهم وتقاليدهم . لا نريد أن نكون جزءًا من سوريا . نحن علويون لا سوريون . فأنقذونا منهم» أما من يقرأ مؤلفات أدونيس ، فإنه سيجد أبلغ خطاب فكري ضد المسلمين ، شعوبي في القرن العشرين . قرأ أدونيس التاريخ العربي القديم قراءة مذهبية خالصة . نظر إلى هذا التاريخ على أنه عبارة عن ليل أسود مدْلهم لا يضيئه إلا الخوارج والقرامطة وزنج البصرة وسائر الغلاة . وكانت ذروة حقده الذي لم يعرف الفتور يومًا ضد العرب المسلمين ثلاثة كتب حملت اسم (الكتاب) جعل فيها المتنبي أعظم شاعر عربي (وعروبي) في التاريخ ، مجرد جاسوس ضد العرب يدور على أقسام الشرطة في بغداد ليجمع منها مستندات تفيد أن العرب شعب دموي متوحش وأن تاريخهم كله هو تاريخ القتل والغدر وسفك الدماء .

طبعًا ليس العلويون كلهم من صنف حافظ الأسد وأدونيس ، هناك مثقفون كثيرون شرفاء رفضوا الثقافة والتربية المذهبية الذميمة التي خضع لها هذان القائدان العلويان . ولكن المشكلة أن صوت هؤلاء المثقفين كان خافتًا ، ولم يتمكن بالتالي من أن يكون فعالاً وأن يتحول إلى حركة تقوم بثورة ثقافية في أوساط العلويين تنزع من قلوبهم ومن كتبهم السرية قبل كل شيء تلك الجرثومة الفتّاكة ، وأن تعيدهم إلى دائرة الإسلام , أو على الأقل إلى دائرة المواطنية البريئة البسيطة . لقد أتاح لهم تاريخ سوريا الفاتح صدره لكل أبنائه إمكانية المصالحة مع أنفسهم ومع مجتمعهم فضاعت هذه الإمكانية سدىً ، وتبين أن حزازات الصدور تدوم أحيانًا إلى مالا نهاية.

فهل يمكن القول على ضوء ما تقدم وبخاصة على ضوء حكم العلويين لسوريا وما تخلّله من ممارسات مذهبية وكراهية عمياء للأكثرية السنّية إن العروبة وحدها كجامع مشترك بين العرب لا تكفي وإنه لا بد من اقترانها بالإسلام ؟. يبدو أن الأمر كذلك . فرغم تطلّعنا كنخب إلى أنظمة مدنية ديمقراطية يتساوى فيها الجميع أمام القانون ويتكافأ فيها الجميع في الفرص ، فإن عروبة العربي لا تكتمل إلا بإسلامه. لا يدعو أحد إلى فرض الإسلام على أحد من أبناء الأقليات العربية غير المسلمة ولكن عروبة العربي لا تكتمل بنظرنا وبوصلته الروحية والفكرية والثقافية تفقد اتجاهها السليم إن لم يكن مسلمًا بطريقة من الطرق في قلبه ووجدانه . إن الإسلام هنا هو الذي يعصم من الزلل ، وبالاحتكام إليه يعرف المرء الصحيح من سواه ، وكيف يصّح لأبناء هذه الأقليات أن يعترفوا بأنبياء اليهود ولا يقفون نفس الموقف من رسول به بدأ التاريخ العربي , وبرسالته استضاء العالم القديم ، ونتج عن كل ذلك حضارة وارفة استمرت ألف سنة ؟.

تقدّم المأساة السورية الحالية الكثير من الدروس لأجيال سوريا الجديدة . ويقيننا أنه من رحم هذه المأساة ستولد سوريا أخرى لا مكان فيها للحقد والغلو والتعصب والانغلاق المذهبي على النحو الذي نشاهده الآن.

 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

أدوات الرقـابة :
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مناطق شمال سوريا ليست كردية تاريخيا" One More Night المنتدى العام 0 30-06-2015 08:35 PM
سوريا : هذا أقل ما ينبغي فعله البرواز و الصورة المنتدى العام 2 21-12-2013 04:23 AM
من القاهرة.. علماء المسلمين يدعون إلى الجهاد في سوريا البرواز و الصورة منتدى الاخبار العربية و العالمية 0 13-06-2013 11:14 PM
رجل دين إيراني يصف سوريا بالمحافظة الإيرانية الـ35 البرواز و الصورة منتدى الاخبار العربية و العالمية 0 16-02-2013 02:17 AM
رياض حجاب: سوريا محتلة من إيران ويديرها سليماني البرواز و الصورة منتدى الاخبار العربية و العالمية 0 14-02-2013 10:11 PM


الساعة الآن 12:41 PM