[البرواز و الصورة]

ناجح ابراهيم

أعلنت داعش قيام الخلافة الإسلامية كما أعلنت أن زعيمها «أبوبكر البغدادى هو خليفة للمسلمين» و دعت كل الحركات الجهادية أن تنضوى تحت لوائه وتبايعه .. وقررت إلغاء اسمى «العراق والشام» فى تعاملاتها الرسمية. تأملت البيان فلم أستغربه على فكر داعش الذى يصدق عليه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من قال هلك الناس فهو أهلكهم» فهم لا يقولون هلك الناس ولكن كفر الناس فمساحة التكفير لديهم من أوسع المساحات. هذا الإعلان ذكرنى بشاب تونسى أزال العلم التونسى ورفع علماً أسود سماه علم الخلافة .. وداعش تشبه الشاب التونسى حيث تظن أن الخلافة تقوم بإزالة علم ورفع آخر .. أو السيطرة على بقعة من الأرض بالحرب والقتال والمتفجرات أو بإلغاء أسماء الدول أو عملتها. هؤلاء لا يعرفون حقا معنى الخلافة العظيم الذى قصده الإسلام .. ولا يعرفون أن رجلا ً مثل عمر بن الخطاب لم يصدر للأمم الأخرى التفجيرات وذبح الأسرى وتكفير المسلمين .. ولم يسس الناس بالقسوة ولا الجبروت وهو الذى انتصر لمواطن مصرى مسيحى جاءه من بلاد بعيدة يشكو ابن عمرو بن العاص حاكم مصر .. ولولا أن هذا المسيحى كان يعرف عدل عمر ما ذهب إليه .. فإذا به يأمره أن يضرب ابن الحاكم .. ثم يطلب منه أن يضرب صلعة عمرو بن العاص الصحابى الجليل قائلا ً : لولاه ما ضربك ابنه فيرفض المواطن المسيحى قائلا ً : لا ذنب له .. فيهتف عمر بن الخطاب بهتاف الخلافة الحضارى العظيم «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا».

إن أمثال عمر بن الخطاب لم يصدروا القتل والذبح والتفخيخ للأمم الأخرى .. ولكنه صدر قيم الحضارة الكبرى مثل العدل والزهد ومحاسبة الحاكم لنفسه ولأسرته والأمانة والعفة والاهتمام بالرعية. بهذه القيم وحدها ظل ذكر عمر ملء السمع والبصر عبر الزمان والمكان والأيام .. فلم تمحه السنون .. ومن يظن أن الخلافة ستقام بالسيف والسلاح والتفجيرات والاغتيالات فهو واهم غاش .. وإذا أقام ملكا ً بهذه الطريقة فهو لا علاقة له بدين الإسلام العظيم. إن الصورة المثلى لإقامة الخلافة الآن هى صورة الاتحاد الأوروبى حيث تتجمع الدول العربية أو الإسلامية فى شكل واحد تتكامل فيه اقتصاديا ً أولا ثم سياسيا ً ثانيا ً ثم تنشئ قوة عسكرية مشتركة مثل حلف الأطلنطى ثالثا ً.. بحيث يتحرك المواطن العربى من دولته إلى أخرى بالبطاقة ويكون هناك إعفاء جمركى .. وتوحد ضريبى .. وهذا هو المتاح والممكن الآن. و ذلك لأن كل الدول العربية الآن بلا استثناء لا تقبل أن يدمج جيشها مع الجيوش الأخرى .. أو تذوب مخابراتها وأجهزتها الأمنية مع الآخرين .. ولا تقبل أن يذوب اقتصادها فى اقتصاديات الآخرين . و هذا الرفض يعرفه العامة والخاصة قديما ً.. والآن أسباب الرفض أكثر من ذى قبل .. و إنى لأتعجب لأولئك الذين يدغدغون مشاعر الشباب بإقامة الخلافة وهم لا يستطيعون إقامة دولة واحدة متقدمة ومتطورة .. ولا إقامة تعليم جيد أو صحة متطورة أو طرق لائقة أو صناعة حديثة.

إنهم لا يفهمون شيئا ً فى فقه الأولويات .. والأخطر من ذلك أن البعض يظن أن إقامة الخلافة ستكون بإلغاء الآخرين أو بحربهم أو بالدخول فى قتال مع كل الدول العربية التى يريدون إدخالها قسرا ً فى هذه المنظومة. الخلافة يا سادة أكبر من علم يرفع أو بيان يذاع أو شخص يرشحه أتباعه للخلافة ويلزمون الآخرين بطاعته .. وهو لا يملك من مقومات الحكم سوى السيف والنطع والقنبلة والمفجر وكلمات يدغدغ بها عواطف البسطاء. الخلافة يا سادة هى ابن الخطاب فى عدله وصدقه مع الله ورعيته .. وهى عثمان فى تورعه عن الدماء ورغبته فى حقنها وحيائه .. وهى «الصدّيق» فى عبقريته وذكائه السياسى وحسن توظيفه لكل طاقات الأمة .. وهى عمر بن عبدالعزيز الذى أصلح الله به بين الذئب والغنم فما بالنا بالبشر؟! و هو الذى رفع كل المظالم وأعاد كل الأموال التى استلبها بنو أمية مخاطراً بنفسه. هذه هى الخلافة ونحن اليوم حكاما و رعية أبعد ما نكون عنها .. وداعش هى أبعد الناس عن كل شىء يخص الخلافة. أما المالكى فهو أسوأ الحكام طائفية وظلما ً وبغيا ً.. وهو السبب الرئيسى بعد أمريكا فى تمزيق العراق ووجود داعش .. وهو الذى قدم العراق على طبق من ذهب غنيمة باردة لأمريكا وإيران.

* نقلا عن "المصري اليوم"

[شفافية]

المقال جداً رائع وهو صادر من فكر مستنير ويريد تحقيق الأمن والسلام والاستقرار للعالم اللإسلامي

أما داعش ومن هم على شاكلته فنسأل الله القوي العزيز أن يرد كيدهم في نحورهم ويجعل تدميرهم في تدبيرهم

حتى تتخلص الأمة الإسلامية منهم وتستطيع القيام من كبواتها المتكررة وتستطيع تضميد جراحها التي تسبب فيها هؤلاء وأمثالهم

من ذوي الفكر المظلم الذي تعشعش فيه العناكب والخفافيش ولا تعرف الشمس اليه طريقاً

اقتباس :

إن الصورة المثلى لإقامة الخلافة الآن هى صورة الاتحاد الأوروبى حيث تتجمع الدول العربية أو الإسلامية فى شكل واحد تتكامل فيه اقتصاديا ً أولا ثم سياسيا ً ثانيا ً ثم تنشئ قوة عسكرية مشتركة مثل حلف الأطلنطى ثالثا ً.. بحيث يتحرك المواطن العربى من دولته إلى أخرى بالبطاقة ويكون هناك إعفاء جمركى .. وتوحد ضريبى .. وهذا هو المتاح والممكن الآن. و ذلك لأن كل الدول العربية الآن بلا استثناء لا تقبل أن يدمج جيشها مع الجيوش الأخرى .. أو تذوب مخابراتها وأجهزتها الأمنية مع الآخرين .. ولا تقبل أن يذوب اقتصادها فى اقتصاديات الآخرين . و هذا الرفض يعرفه العامة والخاصة قديما ً.. والآن أسباب الرفض أكثر من ذى قبل .. و إنى لأتعجب لأولئك الذين يدغدغون مشاعر الشباب بإقامة الخلافة وهم لا يستطيعون إقامة دولة واحدة متقدمة ومتطورة .. ولا إقامة تعليم جيد أو صحة متطورة أو طرق لائقة أو صناعة حديثة.

وهذ الكلام جداً رائع لو طُبق في الدول العربية والإسلامية لأنه هو ما يقتضيه الواقع وهو ما تحتاجه الأمة الإسلامية

لتكون قوة في وجه اعدائها المتربصين بها سواء من الغرب أو من الإرهابيين أمثال داعش

شكراً أستاذ برواز على روعة النقل وحُسن الانتقاء للخبر

[البرواز و الصورة]

شيء مثير للاسى أن يكون هذا الفكر المتخلف موجود و بكثرة في هذا الوقت الذي مفروض أنة يوجد حد ادنى من الفكر المستنير نتيجة انتشار المعرفة و سهولة الاتصال و الحصول على المعلومة . لكن في نفس الوقت هذا جرس انذار عالي جدا" أننا محتاجين اصلاح التعليم و الفكر الاسلامي االذي انتج لنا هذا التطرف و الانحراف في فهم الدين . أنها مهزلة المهازل أننا في 2014 و نتقاتل و نتباعد بسبب التناحر المذهبي بين سنة و شيعة بينما المفروض أن الدين بين العبد و ربة و ليس مطلوب من احد أن يغير مذهبة إلا برغبة و قناعة شخصية . اشلون دين الرحمة صار سبب للحقد و الكرة ؟ هذا والله الضلال المبين نسأل الله العفو و العافية . سعدت بمرورك و دمتي بود ...