[البرواز و الصورة]

باريس- أ. ف. ب- يكتسي هذا المستند طابعًا استثنائيًا ، فهو يتضمن الرسائل المتبادلة بين فرويد وابنته آنا الوحيدة بين إخوتها التي سارت على منواله ، وهو يسلط الضوء على الحياة التي كانت تمضيها عائلة نمساوية في القرن العشرين سيطر التحليل النفسي على علاقاتها . ويتضمن هذا المستند حوالي 300 رسالة متبادلة بين صاحب نظرية التحليل النفسي وابنته الصغرى من العام 1904 إلى العام 1938، قبيل وفاة سيغموند فرويد. وقد تولت دار «فايار» نشر هذا الكتاب . وتعكس هذه الرسائل العلاقة الوطيدة بين الأب وابنته ، بالرغم من التباعد الجغرافي . وكانت آنا تخاطبه بعبارة «أبي العزيز» وهو يرد عليها بـ «عزيزتي آنا».

وقد كتب سيغموند فرويد لابنته في نهاية العشرينيات «عندما انظر إليك ، أدرك إلى أي مدى تقدمت في السن . فأنت من عمر التحليل النفسي ولقد واجهت صعوبات كثيرة بسببكما أنتما الاثنان ، لكنني على ثقة من أنني سأفرح بك كثيرًا» . ولدت آنا فرويد سنة 1895 وهي الطفلة السادسة للزوجين سيغموند ومارتا وابنتهما الثالثة . وبات الوالد المحلل النفساني لابنته التي سرعان ما انضمت إلى الجمعية العالمية للتحليل النفسي الحديثة النشأة . وبقيت آنا عزبة لا أولاد لها ، لكنها كانت تعتني بأولاد أختها صوفي المتوفاة وتتشارك في تربيتهم مع والدها فرويد.

وباتت آنا الممثلة الرئيسة عن التيار النمساوي في وجه حليفه الكبير وهو التيار الإنجليزي الممثل بميلاني كلاين . وفتحت آنا عيادة في إنكلترا بعد نفي عائلاتها إليها في العام 1938 وتوصل التياران في نهاية المطاف إلى اتفاق ودي . وفرويد طبيب الأعصاب النمساوي أسس مدرسة التحليل النفسي وعلم النفس الحديث . واشتهر بنظريات العقل واللاواعي ، وآلية الدفاع عن القمع وخلق الممارسة السريرية في التحليل النفسي لعلاج الأمراض النفسية عن طريق الحوار بين المريض والمحلل النفسي.