العودة   منتديات القطرية > ๑۩۞۩๑ المنتديات الفرعية ๑۩۞۩๑ > المنتدى الثقافي
الإهداءات
البرواز و الصورة من الفوز بكاس اسياء : الف مبروك للمنتخب القطري الفوز بكاس اسياء للمرة الثانية على التوالي بعد فوزه بالبطولة الماضية عام 2019

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-03-2013 , 03:20 PM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,330
أخر زيارة : يوم أمس 09:11 PM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة غير متواجد حالياً

B17 التاريخ المكتوب و غير المكتوب - تحويل الوقائع إلى واقع ؟



بقلم : خالص جلبي (كاتب ومفكر انساني)

التاريخ الإنساني المكتوب الذي بدأ مع اختراع الكتابة تلك التي بدأت قبل حوالي خمسة آلاف سنة قريب العهد صغير السن تافه المحتوى مضطرب النصوص ، تحفل كتاباته المنقولة بالكثير من أهواء الإنسان وكوارثه ، فالنصوص التي نقلت لنا أشبه بسجلات الشرطة عن ملهاة الملوك الكبرى : الحروب ؛ فكما كانوا يتسلون بالصيد وقتل الحيوان ؛ فإن الحروب كانت منظراً مثيراً لهم وهم يتأملون عمليات الذبح الجماعية بين أيديهم من العبيد التي تتقاتل وتسفك دماءها تحت الأوامر الموجهة لقتل بعضهم بعضاً . كانت الحالة هكذا ومازالت ، حتى يتم استبدال قانون (نفذ ثم اعترض) بقانون (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق) وبتحويل الإنسان من (آلة) إلى (إرادة). نحن نعرف اليوم من التاريخ أن (داريوس) الملك الفارسي خلَّد على الصخر انتصاراته وفتوحاته ومجازره بكثير من الفخر والاعتزاز ، ولكننا بالكاد نشم رائحة الإنسان الفعلية في طياته . رائحة الإنسان جاءت من عطر النبوة وإشعاع القديسين والفلاسفة والمفكرين.

مع هذا فهذه النصوص المنحوسة هي التي أعطتنا فكرة عن بدايات التاريخ ، وكيف عاش الإنسان والوضع الاقتصادي وتركيبة المجتمع السكانية والطبقية ، والدين وتأثيره ، وعقيدة اليوم الآخر ، التي تجلت بأعظم زخمها في الحضارة الفرعونية ، التي كانت خلف البناء العملاق للأهرامات ، والنظام الأخلاقي والسياسي ، وعلى أي نحو كان يفكر الناس ، هذه الفكرة تفتح النافذة لفكرة التقدم في التاريخ ، فبدايات التشريعات مثل حمورابي ألقت الضوء على الوضع التشريعي قبل آلاف السنوات ، وبمقارنته مع وضع الإنسان الحالي يمكن الإمساك بفكرة التقدم في التاريخ ، والتقدم المعني به هنا التقدم الإنساني وليس التكنولوجي ، فالتقدم التكنولوجي حاصل أكيد ، ولكن المشكلة التي تثار هي في التقدم الإنساني ، حتى أن هناك من يعتقد بأن نظام العبودية ساري المفعول مع تغير الاسم لا أكثر ، وهذا يحتاج إلى بحث تفصيلي منفرد ؛ هل التقدم حقيقي في التاريخ ؟

تاريخ النصوص هو إذن الذي تم بعد وصول الإنسان إلى اختراع الكتابة ، ولكن تاريخ الإنسان لم يبدأ قبل خمسة آلاف سنة مع موعد اختراع الكتابة ، بل يعود الرجعى إلى ملايين السنوات ، وفي هذا الحقل بالذات يعمل علم آخر هو (الانثروبولوجيا = علم الإنسان) ؛ فالتاريخ الإنساني الحديث نقل لنا بواسطة النصوص وبقايا الحضارة ، التي اعتمدتها علوم التاريخ المساعدة مثل علم اللغات (الفيلولوجيا) أو فقه اللغة (PHILOLOGY) من الخطوط ـ الوثائق ـ الأختام ـ الرنوك وهي العلامات المميزة التي تظهر على الأختام والدروع أو على ملابس النبلاء والجند أو على الأعلام (HERALDRY) ـ النمنميات أو علم معرفة العملات وقطع النقود (NUMISMATICS) ـ الجغرافيا ـ الاقتصاد ـ فنون الرسم والتصوير والنحت والعمارة (يراجع في هذا كتاب منهج البحث التاريخي ـ تأليف الدكتور حسن عثمان ـ دار المعارف ـ ص 216)
ولكن هل العثور على النصوص يحل الإشكالية التاريخية ويعطينا كل شيء عما حدث ؟

للجواب عن هذا السؤال حاول العلماء القيام بعملية تفكيك ودراسة متعمقة في محاولة للوصول إلى ما خلف السطور والكلمات ، وهذا ما فعله الذين بحثوا تاريخ حضارات أمريكا الوسطى كما فعل المؤرخ (تزفيتان تودوروف) عندما حاول استنطاق النصوص الاسبانية لمعرفة ما خلفها في محاولة تعقب الحقيقة ومحاولة الاقتراب منها , للكشف عن هول المأساة التي حلت بشعوب القارتين ، ومن هنا فإن ابن خلدون شق الطريق إلى علم جديد في الاتجاه التاريخي المقارن في محاولة فهم ما خلف النصوص ، ولم يعتمد على مجرد النقل مهما كان مصدره ثقيلاً ، وأحال (الوقائع) إلى (الواقع) حسب كلماته : (أصول العادة وقواعد السياسة وطبائع العمران ومقارنة الذاهب بالحاضر والغائب بالشاهد) فاعتمد بذلك الواقع مصدراً للمعرفة ، وهي التي استفادت منه بعد ذلك الفلسفات الوجودية على طريقتها الخاصة . فصخرة ما أو شجرة أو جبلاً أدل على نفسها من أي نص كتب عنها ، لأن الواقع هو كلمة الله الحقيقة الأصلية التي لم تزور ولم تبدل حسب الهوى الإنساني وذيوله من التشيع والتحزب والضعف والقصور، الذي هو سمة مرافقة للنشاط الإنساني على نحو حتمي ، لذا اعتمد المؤرخون منطقاً صارماً لتحري النصوص في محاولة للاقتراب من الحقيقة التاريخية .


تعليق : شيء مثير فعلا" عندما تفكر فية , و هو أن التاريخ الانساني ملايين السنين و المعروف منة فقط 5 الاف ؟

 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

أدوات الرقـابة :

الساعة الآن 01:57 PM