العودة   منتديات القطرية > ๑۩۞۩๑ المنتديات الفرعية ๑۩۞۩๑ > المنتدى العام
الإهداءات
البرواز و الصورة من الفوز بكاس اسياء : الف مبروك للمنتخب القطري الفوز بكاس اسياء للمرة الثانية على التوالي بعد فوزه بالبطولة الماضية عام 2019

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-10-2015 , 03:20 PM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,330
أخر زيارة : 30-04-2024 02:15 AM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة غير متواجد حالياً

Icon37 هل نتعلم من رواندا ؟



عدنان حسين

هل تتذكرون رواندا ؟.. نعم إنها هي الجمهورية الأفريقية شبه المنسية التي طغت أخبارها على ما عداها من كل أخبار العالم على مدى 100 يوم كانت فيها البلاد برمتها مسرحاً لواحدة من أبشع حروب الإبادة الجماعية في تاريخ البشر .. هي حرب مارسها "المكونان" الرئيسان في البلاد الهوتو و التوتسي ضد بعضهما البعض فمات منهما نحو 800 ألف إنسان في تلك المدة القصيرة . كان ذلك في العام 1994 و في غضون سنوات قليلة بعد ذلك نجح شعب تلك الجمهورية الواقعة في أواسط القارة السمراء حيث منبع نهر النيل في التعافي و وضع أيام المجزرة وراء ظهره بفضل قيادة حكيمة توفّرت له . رواندا صارت اليوم أنموذجاً للبلدان النامية فقد سجلت قصة نجاح مميزة حيث تحقق لها الاستقرار السياسي و الاجتماعي و التنمية الاقتصادية التي أسفرت عن مضاعفة الدخل ثلاث مرات في السنوات العشر الأخيرة ، فيما تعتبر حكومة البلاد من أكثر الحكومات كفاءة و نزاهة في القارة الأفريقية . كما سجل مجلسها التشريعي لنفسه أنه أول برلمان في العالم تحتل النساء أغلبية مقاعده فيما تصنف عاصمتها كيغالي بوصفها أول مدينة في أفريقيا تمنح جائزة زخرفة المساكن و جائزة شرف لاهتمامها بالنظافة و الأمن و المحافظة على نظام المدينة الأنموذجية . يعزى قسم كبير من نجاح رواندا في التعافي من محنة الإبادة الجماعية الى انتهاج حكومة ما بعد الإبادة سياسة "الاتحاد و المصالحة" المستندة الى نظام قضائي تقليدي يعرف باسم "غاكاكا", أمكن بموجبه التعامل مع مئات الآلاف من الأشخاص المتهمين بجرائم الإبادة الجماعية و تحقيق التسامح بين الناس و استئناف العيش المشترك . و بموجب هذا النظام يجتمع سكان القرية بأكملها ليشهدوا على عمليات الاعتراف و على صدقيتها و تشجيع الضحية على الصفح و الغفران ، و الاتفاق على بعض التعويضات مثل المساعدة في حراثة حقل الضحية لفترة من الوقت . و قد نجح هذا النظام إلى حد كبير في تحقيق المصالحة و الاستقرار في رواندا . ما مناسبة هذا الكلام ؟ مناسبته إعلان رئاسة الجمهورية منذ ثلاثة أيام عن اتفاق الرئاسات الثلاث على تشكيل لجنة تحضيرية من هذه الرئاسات للمباشرة في مشروع المصالحة الوطنية الذي أعلن عنه الرئيس فؤاد معصوم أخيراً . و هذا الكلام هو لتذكير الرئاسات الثلاث و الأعضاء الذين ستتشكل منهم اللجنة التحضيرية و كذلك قيادات الأحزاب و القوى و الكتل و الائتلافات و الميليشيات و العشائر و القبائل التي ستكون معنية بمشروع المصالحة الوطنية .. تذكيرها بأن بلداً صغيراً (26 ألف كيلومتر مربع) ببنية سياسية و اجتماعية متخلفة في مجاهل أفريقيا نجح في تحقيق مصالحة وطنية و أصبح بلداً مستقراً و مزدهراً مع أنه يفتقر إلى التاريخ الحضاري كتاريخنا . من المفترض أن نستحي على حالنا و قد فشلت مشاريعنا المصالحاتية التي ظلت تتتابع و تتدفق كما ماسينا و محننا و مجازر إبادتنا . لنتعلم من رواندا في الأقل مادمنا لم نقدر على التعلم من جمهورية جنوب أفريقيا مثلاً أو غيرها . عسى أن نتعلم هذه المرة و عسى ألا يقتصر تشكيل اللجنة التحضيرية للمصالحة على المسؤولين و الموظفين الحكوميين البيروقراطيين كما حصل في الماضي ، و كما حصل مثلاً مع تشكيل المجلس الأعلى لمكافحة الفساد المعلن عنه أخيراً و الذي لم يضم أية شخصية أكاديمية أو سياسية أو اجتماعية مشهوداً لها بالخبرة و الكفاءة و النزاهة ، ما يثير علامة استفهام كبيرة عما إذا كانت رئاسة مجلس الوزراء جادة حقاً في مكافحة الفساد المالي و الإداري !

 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

أدوات الرقـابة :

الساعة الآن 02:46 PM