العودة   منتديات القطرية > ๑۩۞۩๑ المنتديات الفرعية ๑۩۞۩๑ > المنتدى العام
الإهداءات
البرواز و الصورة من الفوز بكاس اسياء : الف مبروك للمنتخب القطري الفوز بكاس اسياء للمرة الثانية على التوالي بعد فوزه بالبطولة الماضية عام 2019

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-01-2015 , 02:11 PM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,330
أخر زيارة : اليوم 02:40 PM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة غير متواجد حالياً

Icon38 الجان الطيب يداعبنا



علي سالم

واحدة من أشهر حيل الاختصار و الاختزال عند الحدوتة الشعبية القديمة هي حكاية الأخين المتناقضين الطيب و الشرير . هي تحكي هذه المرة عن الأخ الطيب و قد استولت عليه نوبة اكتئاب دعته للسير هائما على وجهه حتى وجد نفسه خارج المدينة بين التلال و قد هبط عليه الظلام . شعر بالخوف و لكنه وجد نفسه فجأة أمام سرادق يشع بالضياء و مقرئ صاحب صوت قوي جميل و بشر يقابلونه بابتسامة ترحيب كبيرة . فدخل و جلس على مقعد وثير و في لحظات شعر باكتئابه ينسحب من خلايا عقله و أن إحساسا غامرا بالراحة بدأ في الاستيلاء عليه . شعر بالرغبة في الانصراف فنهض من مكانه فخف أحد منظمي السرادق إليه و قال له بود كبير : نرجو أن تكون قد شعرت بقدر من راحة القلب و راحة العقل عندنا .. هل أعجبك السرادق ؟ رد بصدق : أعجبني ؟ كل ما فيه مريح يشع جمالا و بهجة .. أشكركم و أحمد الله على هذه اللحظات الهانئة التي قضيتها معكم . فقال له الرجل : حسنا .. نرجو أن تتفضل و تقبل منا هذه الهدية البسيطة .. نرجو أن تفتحها في البيت . هذه هي طريقة الحواديت القديمة في إثراء أبطالها الموعودين لفة يفتحها البطل في البيت فيجد كمية كبيرة من الماس و الجواهر و اللآلئ فيتحول في لحظات إلى شخص شديد الثراء في عصور الحواديت الجميلة التي لم تكن تعرف قانونا اسمه : من أين لك هذا ؟ كانت الناس جميعا في ذلك الوقت تعتنق نظرية «ملك الملوك إذا وهب لا تسألن عن السبب». ينتهي هنا دور الأخ الطيب ليبدأ دور الأخ الشرير ، كان من الطبيعي أن يسأل أخاه عما حدث له و نقل أحواله من النقيض إلى النقيض ، فحكى ما حدث له بأمانة . انتظر هبوط الليل بفارغ الصبر و خرج إلى التلال التي وصفها له أخوه , جلس في قلق في انتظار اللقطة الأخيرة التي يحصل فيها على العطية , وصل توتره إلى قمته فنهض من مكانه في طريقه للخارج خف إليه أحد أصحاب السرادق و سأله : نرجو أن تكون قد شعرت معنا ببعض الراحة . فأجاب بتأفف : يعني .. سأترك لكم عنواني أنا أستطيع أن أدلكم على سرادقات أفضل من هذه .. ثم من الذي نصحكم بهذا المقرئ ؟ في تلك اللحظة اختفى كل شيء وسادت الظلمة و صفرت الريح بين التلال الموحشة ، أصحاب السرادق لم يكونوا بشرا كانوا من الجان الطيب الذي يسلي نفسه بمداعبة البشر . لا توجد ثروة حقيقية في غياب إحساس خاص بالجمال ، قد تكون دارسا للقانون في أرقى جامعات العالم غير أن ذلك لا أهمية له عندما تكون نفسك غير تواقة للعدل . في غياب الإحساس بالجمال يستولي عليك الإحساس بالفقر إلى الأبد مهما كانت أرصدتك في بنوك العالم , في غياب الإحساس بالجمال تغيب الحضارة و يغيب العدل و كل قيم الحياة النبيلة و تسود الداعشية . ربما تكون صاحب عقل قوي جبار عندها أشعر باحترام كبير لك غير أني عندما أكتشف أنك صاحب نفس جميلة فأنا أحبك .

 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

أدوات الرقـابة :

الساعة الآن 11:11 PM