العودة   منتديات القطرية > ๑۩۞۩๑ المنتديات الفرعية ๑۩۞۩๑ > المنتدى الاسلامي
الإهداءات
البرواز و الصورة من الفوز بكاس اسياء : الف مبروك للمنتخب القطري الفوز بكاس اسياء للمرة الثانية على التوالي بعد فوزه بالبطولة الماضية عام 2019

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-06-2015 , 11:15 PM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,330
أخر زيارة : اليوم 02:40 PM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة غير متواجد حالياً

Icon375 الصبر الجواد الذى لا يكبو



ناجح ابراهيم

يتقلب المؤمن فى حياته كلها بين عبادتين هما «الصبر و الشكر».. و فى طريقه إلى الله قد يركب تارة جواد الصبر فى سيره إلى مولاه الحق سبحانه و ذلك عندما تنزل به الشدائد .. و هذا الجواد لا يكبو بصاحبه أبدا بل إن هذا الجواد العظيم «الصبر» لا يوصله إلى ربه فحسب .. بل يحمله إلى الإمامة فى الدين .. ألم يقل الله تعالى : «وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّة يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ».. و أتم الله النعم على بنى إسرائيل و أحسن إليهم بالحسنى و النصر و الفتح لما صبروا لأمر الله«وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الُحسْنَىٰ عَلَىٰ بَنِى إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا». و الصبر مر كالعلقم .. و قيل «الصبر مر كالصبر» «أى كنبات الصبار».. و لكن لابد للعبد من تجرع كأسه .. فكل إنسان لا ينفك عن أيام أو ساعات أو لحظات مؤلمة و صعبة و شاقة لا ينقذ الإنسان من الانهيار خلالها سوى «الصبر».. و خاصة عند وقوع المصائب و البلايا الكبرى و الفتن الماحقة .. مثل موت الابن فى حادث مفاجئ أو موت الزوج فجأة أو هدم البيت أو احتراقه أو كساد تجارته أو سجنه فجأة . و قد أسمى الرسول صلى الله عليه وسلم الصبر على المصيبة الكبرى المفاجئة بـ«الصبر عند الصدمة الأولى».. و ذلك عندما كانت المرأة تنتحب عند قبر ابنها .. فأشار إليها الرسول (ص) بالصبر وكانت لا تعرفه فقالت له : «إليك عنى فإنك لم تصب بمصيبتى».. فلما عرفته اعتذرت له عن جفوتها فى الحديث معه فقبل عذرها ثم علمها ما أراده منها قائلا لها بلطف و دون عتاب «إنما الصبر عند الصدمة الأولى». و هذا الصبر أسميه «الصبر قصير المفعول».. و قد لا يوجد هذا النوع من الصبر عند بعض الناس فتفلت منهم مشاعرهم و لا يتحكمون فى ألسنتهم و قد يكفرون بربهم فى هذه اللحظة العصيبة و هم يصيحون : «لماذا يارب قدرت على هذا» أو يتسخط على ربه .. أو يشك فى حكمة قدره و قضائه . و قد يكون البعض يملك هذا النوع من الصبر .. و لكنه لا يملك النوع الآخر من الصبر و هو «الصبر طويل المفعول».. فهناك ابتلاءات و مصائب ممتدة لأمد طويل و أسميها مجازا بـ«طويلة المفعول» و قد تستمر سنوات و سنوات .. و قد وجدت أن الشلل و خاصة إذا أصاب الشاب هو أشد أنواع البلاء ممتد المفعول و هو يحتاج إلى صبر مستمر و متواصل و رضا عن الله و قدره لا يحول و لا يزول و لا يهتز .. و هذا ما أسميه بـ«الصبر ممتد المفعول».. و هو يحتاج إلى إيمان قوى و هدوء أعصاب و سكينة نفس .. و خاصة إذا فقد هذا الشاب عادة التحكم فى البول و البراز و قدرته الجنسية مع عدم قدرته على الحركة و الكسب فيضيق صدره اكتئابا و حزنا و ينفد صبره تدريجيا كلما طالت به المدة . و قد يكون لديه الصبر قصير المفعول فى بداية الشلل .. و لكنه لا يملك «ممتد المفعول» الذى يحتاج إلى عزيمة فولاذية .. و كذلك كل الأمراض المزمنة مثل الفشل الكلوى و الكبدى و فشل النخاع أو سرطانات الدم . و قد رأيت عجبا من تقلب هؤلاء بين حالات الصبر و الجزع .. و لذا استعاذ الرسول (ص) من «جهد البلاء» و هو البلاء الطويل الممتد الذى يجهد صاحبه و يحتاج لأولى العزمات لتحمله .. و قد قال لنا الصالحون الذين دخلوا السجون من قبلنا : «إن السجن القصير نعمة و السجن الطويل نقمة و لا يصمد أمامه إلا الأفذاذ». فالسجن القصير تحفظ فيه القرآن و الأحاديث و تتعبد فيه كثيرا و تتأمل فيه طويلا و تخلو فيه بربك و تستغفر فيه حقا من ذنبك و يصل العبد فيه إلى مقامات إيمانية قد يزول بعضها بعد خروجه و انشغاله بطلب الكسب . و لذا يحزن على هذه الأحوال و المقامات التى عاشها فى خلوته بربه و مولاه .. و من الذين ينطبق عليهم القدرة على الصبر الجميل كل من تحملوا و صبروا و رضوا عن الله سنوات طويلة سواء فى السجن أو المرض أو ما شابههما .. و لذلك جعل الله سيدنا يوسف حجة على السجناء .. و سيدنا أيوب حجة على المرضى فى هذا النوع من الصبر . و قد خلصت من حياتى و قراءاتى أن حياة الإنسان لا تخلو من بلاء و كرب يحتاج لـ«جواد الصبر» كى تصل به إلى الله .. أو نعمة و سعة و فرحة تحتاج لـ«جواد الشكر» كى يقطع الطريق إلى مولاه الحق . و الفرق بين الصبر و الشكر أن الصبر صعب و مر .. و الشكر حلو و جميل .. و الصبر فيه ألم و مشقة .. و الشكر فيه عافية و رحمة .. و كلاهما عبادة موصلة إلى الله و هما أشبه بالفقر و الغنى .. فالفقر قدر مؤلم و الغنى قدر مسعد . و لذلك كان الرسول (ص) يقول لأصحابه :«لا تتمنوا لقاء العدو و اسألوا الله العافية».. و كان أهم دعاء له فى أعظم ليلة فى العام و هى ليلة القدر : «اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّا».

 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

أدوات الرقـابة :
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من الذي لا يرث ؟ البرواز و الصورة المنتدى الثقافي 0 14-08-2016 02:40 PM
ست محطات في حياتي البرواز و الصورة المنتدى الثقافي 2 09-03-2016 11:51 PM
من ذا الذي ما ساء قط ومن له الحسنى فقط قيثارة شجن المنتدى الاسلامي 2 24-03-2015 01:18 PM
فن كتابة المقال البرواز و الصورة المنتدى الثقافي 0 16-09-2013 04:30 AM
ما هو الجواد العربي الأصيل ؟ البرواز و الصورة المنتدى العام 0 16-07-2013 02:22 PM


الساعة الآن 07:33 PM