العودة   منتديات القطرية > ๑۩۞۩๑ المنتديات الفرعية ๑۩۞۩๑ > المنتدى الاسلامي
الإهداءات
البرواز و الصورة من الفوز بكاس اسياء : الف مبروك للمنتخب القطري الفوز بكاس اسياء للمرة الثانية على التوالي بعد فوزه بالبطولة الماضية عام 2019

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-09-2014 , 03:07 PM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,330
أخر زيارة : اليوم 02:40 PM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة غير متواجد حالياً

Icon29 بحجة الخوف على الموروث هناك من يحاول إعاقة مسيرة الإبداع



عادل الكلباني

لا مقارنة في الواقع الإسلامي بين ما كان و ما هو كائن ، و شتان بين من علموا فعملوا و فكروا فأبدعوا و سطروا الملاحم في كل أصقاع الحياة بجهودهم الجبارة ، و بين مَن يريد نقل ماضي الأجداد الذي كان حضارةً في آنِهِ و أسطورةً في زمانِهِ يريد نقله حرفًا بحرف دون النظر إلى معنى التقادم الزمني و الاختلاف الحتمي في مراقي الصعود الحضاري ، فقد أصبحت أفعال و أقوال كثير من الناس تُبنى على التأسف على الماضي و الإحباط من الحاضر ، فيقف موقف الناقد لكل ما لا يحسنه و يهدم ما يحاول الآخرون بناءَه نقدًا مُنطلقاً من نظرته السوداوية إلى واقعه ، فتراه يرهق ذهنه و يطوي ساعاته و لياليه مفتشاً عن ما يكون وجبة دسمة لقلمه و لسانه مما يظنه أخطاء للآخرين حتى وصل به الأمر إلى الغوص في لجج النوايا و بحار الظنون ، فيبني على الظن أحكاما و يتخذ من تلك الأحكام منهجاً و نظاما ، لم يعط لفكره مضمارًا ينطلق فيه بالإبداع ، و غاية إبداعه لذع الآخرين بسنان قلمه و لسانه ! و يتساءل الناظر من خارج الدائرة هل هذا قصور في الوارث أم في الموروث ؟ و الجواب الذي لا ريب فيه أن القصور ناجم ممن ورث و إلا فموروثنا الإسلامي غني بخامة الإبداع إذا أعملنا العقول و أحسنا التنقيب ، لكن بكل الأسف نقول إن هناك من لم يفهم معنى الإبداع ، و لذلك يقف على مراسيم و حروف وضعت قبل مئات السنين يشرحها و يفصلها ، و ربما شرح موضع الفاصلة بين الجملة و الجملة حتى غدا هجيّراه فلان أحلّ وفلان حرّم و كأن الدين في متون الأولين و ليس في الكتاب المبين ! نعود و نعطف على ما به بدأنا فنتساءل أين المبدعون المجددون لما اندرس ، الآخذون من الماضي ما يكون سلماً للصعود ؟ إننا و نحن نحاول تصحيح مسار هؤلاء فإننا أيضاً نحاول أن نرسم الطريق لمن يحاول تحرير عقليته من قيود التقليد الممقوت و نقول له لا يكن همك انتقاد مخالفيك ، و إن كان النقد حتما في كثير من الأحيان لمعرفة الخلل و السعي للإصلاح ، لكن يكفيك طرح كلمة الصواب و فتش في مواطن الإبداع فكم نحن بحاجة إلى المبدعين . إن هناك من يحاول إعاقة مسيرة الإبداع و يوقف عجلة التجديد و يحارب مساعي التغيير بحجة الخوف على الموروث و كأن الموروث لا يمكنه مواكبة التطور و الحضارة و النمو مع المتغيرات ، و التكيف مع التقنية و التعامل معها ، هؤلاء هم من عطل أهم ما يملكونه و هو عقولهم و أرخوا سُتُر الخمول على فكرهم . العاطل الذي لا يعمل شيئا و لكنه يسعى جهلا منه أو حسدا من عند نفسه ليرى المبدع مثله مكبلا في أصفاد الكسل و التقليد ، مؤجرا عقله لمن يفكر بالنيابة عنه و يظن أنه يمسك بالطرف الآخر من الحبل الذي يقوده به و يجره إليه و يتحكم فيه به . و العجيب أن معجزة هذه الأمة الكبرى معجزة محفزة للعقل , مثيرة للتساؤلات , داعية للنظر ، مثيبة على التفكر و التدبر . نحن بحاجة إلى إبداع فكري يخرج عن الروتين الممل الذي يدور في حلقة مفرغة ، إبداع استنباطي استدلالي ينأى بالسائرين إلى الله عن شطط الغلو و هاوية التفريط ، ففي الأدلة الشرعية من كتاب و سنة مُتسعٌ لإعمال العقول ، بل إن مما لا شك فيه أن قرآننا جاء ليفتح العقول و يعملها ، و ينشطها ، فلا حياة حقيقة بلا عقل ينظر و يفكر ، يتدبر و يخترع و يطوع ما في الكون المخلوق لأجله لراحته و ليسهل عليه أمر حياته بل و عبادته . أو لسنا نرى أنفسنا عالة على الناس نتلقف ما يخترعون و نتبع ما يقننون ، و نسير خلفهم نستفيد مما ينتجون في دعوتنا و عبادتنا ؟ الإبداع رباني فالله تعالى بديع السموات و الأرض ، فينبغي للمسلم أن يكون مبدعا ، منتجا ، فلقد فتحنا حين كنا مبدعين عقول العالم و مهدنا لهم طريق الخير في دنياهم و أخراهم بتفوقنا الماضي الساحق صنعنا ما لم يكن له في التاريخ نظيرا ، فكنا نفتح البلاد فنجذب أهلها إلى تعلم لغتنا و اعتناق ديننا ، و أخذوا منا عاداتنا و تقاليدنا . و في الوسائل المتاحة اليوم كما في الإعلام المعاصر من تلفزة و صحافة و انترنت و نحوها مجالٌ للعطاء ، و في قول الله " واعتصموا " ملتقى لكل الأطياف التي همها النهوض بالأمة و تجديد الطرح العلمي و العملي ، و ينبغي للعلماء و المفكرين و ذوي الكلمة أن يهيئوا المجتمع لقبول الطرح الإبداعي و التأقلم مع الأفكار التي من شأنها الرقي بالعقل المسلم ، و لا ينبغي لهؤلاء أن يغرسوا في أوساط المجتمعات المسلمة مبدأ الرفض الفكري ليس إلا لأنه يخالف عادة جرى عليها الناس ، أو يصادم فتوى روّج لها أهلها و أن الحق و الإتباع لا يكون إلا بإعمالها و الأخذ بها ! لقد آن الأوان للمسلمين عامة و علمائهم خاصة لإعطاء المساحة الكافية للطرح الإبداعي و اجتثاث جذور الإحباط من نفوس المقبلين على حاضر لا يرقى في سمائه إلا ذو فكر نيّر و عقل حر !

*نقلا عن "الرياض"

 
قديم 25-09-2014 , 06:04 PM   مشاركة رقم 2
نجمة القطرية
 
الصورة الرمزية شفافية
تاريخ التسجيل : Jan 2014
رقم العضوية : 37
المشاركات : 2,453
أخر زيارة : 14-07-2016 12:01 AM
الدولة : وطني الذي أعشقه .


بيانات إضافية

الجنس : انثى

الحالة : شفافية غير متواجد حالياً

افتراضي رد : بحجة الخوف على الموروث هناك من يحاول إعاقة مسيرة الإبداع


المقال جداً رائع ويعبر عن فكر منفتح يواكب العصر مع الحفاظ على الهوية الإسلامية والموروث الإسلامي

بصراحة كثير من العقول المنغلقة المفروض ان تفهم مثل هذه النقاط المهمة اللي ذكرها الكاتب

لأنه فعلاً الإبداع ومواكبة الحضارة والتطور لا يتعارض مع تعاليم الإسلام وسنن النبي عليه الصلاة والسلام ومنهج السلف الصالح

ديننا يدعونا للتفكير بتعقل ورؤية صحيحة للأمور بدون تأثيرات عكسية تؤثر على عقلياتنا

قال تعالى : ( قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا

ما بصاحبكم من جِنّة ، إن هو إلا نذير بين يدي عذابٍ شديد )


الله يدعونا أن نتفكر بمفردنا أو مع شخص آخر ونناقش الأمر المختلف فيه بعقل ولا نسمح للعقول المغيبة للحقائق أن تؤثر على تفكيرنا

وبالتالي نحكم على الأمور بمنطق العقل الواعي المتأمل وليس تبعاً لأفكار أخرى مضللة

شكراً أستاذ برواز على اختيار هذا الموضوع الأكثر من رائع جداً استمتعت بقراءته




توقيع : شفافية

 
قديم 25-09-2014 , 08:39 PM   مشاركة رقم 3
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,330
أخر زيارة : اليوم 02:40 PM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة غير متواجد حالياً

افتراضي رد : بحجة الخوف على الموروث هناك من يحاول إعاقة مسيرة الإبداع

مقال مهم جدا" لمفكر و عالم مستنير يبدد بعلمة هذا الظلام الدامس من التخلف و الجهل و العقول السطحية التي تريد اعاقة الابداع و النور لانها ببساطة هذي هي امكانياتها الفكرية و ترى أن تقصير الثوب و اطلاق اللحية هوا قمة اتباع السلف و هو الطريق للتقدم الحضاري . اضيف لة قهر المراة و خلط العادات الجاهلية بالدين حتى يعطلو نصف المجتمع , لذلك هولاء هم اعداءنا الجهلة الذين يريدون استمرار هذا التخلف المهين و المشين و وقف أي تحرك نحو الحضارة و التسامح و الأنسانية . سعدت بمرورك و دمتي بود ...

 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3)
 

أدوات الرقـابة :

الساعة الآن 07:29 PM