[البرواز و الصورة]

صالح الشايجي

كثرة الأخبار والإشاعات والتقولات الصادق منها والكاذب والتي تتناول بعض الأخطاء وأمور الفساد وخراب الذمم في البلاد ، شجعت الكثيرين على الخوض في عالم القيل والقال ودس أنوفهم فيما يعنيهم وما لا يعنيهم وما يعرفون فيه وما لا يعرفون. هذه الأرض الخصبة التي تنبت فيها الإشاعة وتختلط بالحقيقة سمحت للفضوليين أن يتخذوا منها مرعى ومرتعا يجوبون أطرافه آناء الليل وأطراف النهار ، يبثون فيه ومنه الأخبار يدخلون من الأنوف ويخرجون من الآذان. آخر من قرع هذا الباب وحاول الدخول منه «أستاذة» للغة العربية زعمت أنها اكتشفت خطأ نحويا في ورقة «العشرين دينارا» من عملتنا الجديدة التي بشرونا بأنها ستكون «عيدية» رمضان لنا والتي سيطرحونها في أول أيام رمضان. أما الخطأ المزعوم الذي ادعت «الأستاذة» اكتشافه فهو وحسب ما وهبها الله من علم اللغة العربية ونحوها وقواعدها هو قولها بأن كلمة «دينارا» التي تلي رقم «عشرين» في الورقة المذكورة خطأ !! أما الصحيح حسب زعمها فهو «دينار» أي دون حرف الألف الواقع آخر الكلمة !! واجتهدت وكان اجتهادها صحيحا حينما قالت : وذلك لأن «دينار» تمييز وما دام تمييزا فيجب كسره ليصبح «دينار» لا «دينارا» بالنصب !! ما تعلمناه وعلمناه وتحدثنا به وكتبنا وما سمعناه وعرفناه هو أن تمييز الأرقام من أحدعشر حتى التسعة والتسعين يكون مفردا منصوبا وما أعتقده وأعتقد أنكم تعتقدونه مثلي أن العشرين واقعة ضمن هذا الشريط العددي لا بعده ولا قبله ، فكيف إذن يكون تمييزها بالكسر لا بالنصب ؟! هل تغيرت القواعد العربية وهل من تدخل لتغييرها في السنوات الأخيرة حين استبيح التعليم وتهتكت أستاره وصار تجهيلا لا تعليما ؟ لا أدري فأنا لست ذا صلة بالتعليم منذ عقود طويلة فربما غيروا قاعدة «التمييز» لتصبح مثل ما ذكرته «الأستاذة» أو أن القاعدة كما هي ومازالت على حالها منذ سيدنا «سيبويه» ورهطه الكرام ، ولكن علم الأستاذة ناقص فلم تفرق بين تمييز الأرقام فاعتبرت «العشرين» من العقود التي تميز بالمفرد المكسور كالمائة والمائتين أو الألوف. ربما التبس عليها الأمر أو أن كثرة الإشاعات والأخطاء شجعتها على الاجتهاد فاجتهدت وأخطأت!

تعليق : من يقدر يفيدنا ايش الصح دينار أو دينارا يكون جزاءة الله خير لتوضيح القاعدة النحوية و تعميم الفائدة .