العودة   منتديات القطرية > ๑۩۞۩๑ المنتديات الفرعية ๑۩۞۩๑ > المنتدى الاسلامي
الإهداءات
البرواز و الصورة من الفوز بكاس اسياء : الف مبروك للمنتخب القطري الفوز بكاس اسياء للمرة الثانية على التوالي بعد فوزه بالبطولة الماضية عام 2019

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-07-2021 , 05:12 AM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,320
أخر زيارة : اليوم 12:01 AM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة غير متواجد حالياً

Icon37 الحركات الإسلامية .. و الخطأ المتكرر



ناجح ابراهيم

أزمة الحركة الإسلامية و جمهورها العريض تكمن فى أمور منها عدم التفريق بين الداعية و الفقيه ، و الواعظ و المفتى ، و الداعية و السياسى ، و الأديب و الفقيه ، فإذا بالشباب يترك الفقيه و المفتى في المسائل الخطيرة ليتلقى من الواعظ و الداعية فتواه و كلماته و أحاديثه فى أخطر مسائل الدماء و الحروب و تكفير الحكام و العوام أو استباحة دماء الجيوش الوطنية أو الشرطة المحلية أو الخروج المسلح على الدولة و أجهزتها السيادية . و قد يخلط هؤلاء بين الأديب و الفقيه فيأخذ عن الأديب كلماته الرنانة و عباراته التى تدغدغ العواطف . و هذا ما حدث مع كل من تأثروا بسيد قطب فأنزلوا المعانى الأدبية العامة و كلماته الفضفاضة التى تحمل عشرات الأوجه منزلة المحكم من القرآن أو الثابت من السنة أو المجمع عليه من الدين دون أن يفرقوا بينه كأديب و بين المفتى و الفقيه الذى يزن كلماته بميزان الذهب . و زاد الطين بلة إنزال كلمات الثائر المهتاج الذى يريد هدم الكون ثم إعادة بنائه على نمط يتخيله فى عقله و بين المصلح الحكيم الذى عركته الأيام و رسخت فى عقله آلاف التجارب و جمع عشرات العلوم فإذا بالجموع الغفيرة تترك كلمات المصلح الحكيم ، لتطوف حول هتافات الثائرين التى قد تفتقر إلى أدنى درجات العقل و الحكمة و التى لو سار الكون بها لانهدم كل يوم مرات . و قد تجد داعية أو واعظاً يقفز من موقع الوعظ إلى الترشح لرئاسة الجمهورية و هو لم يدرس و لا يعرف شيئاً عن السياسية و الدولة ، فيظن أن رجل الوعظ و الدعوة يصلح لحكم الدولة و الأدهى من ذلك التأييد الكاسح الذى يلقاه من الجموع الغفيرة . كلمات الثوار و الوعاظ و الدعاة و الساسة و الأدباء هى التى يتبعها أكثر الشباب و العوام و تروق لهم أكثر بكثير من كلمات الفقهاء و العلماء و الحكماء التى تكون عادة أكثر تريثاً و حكمة و أناة و ترفقاً و رحمة و عفواً و صفحاً . و العقل الجمعى خاصة فى وقت الهياج لا يحب عقول الفقهاء و الحكماء و العلماء لأنهم لا يشترون رضا الناس بسخط الله و لا يدغدغون العواطف أو يستثيرونها بالكلمات الرنانة الطنانة ، و ما أزمة الشيخ يعقوب كواعظ إلا جزءًا من هذه الأزمة فأنصاره و أتباعه كانوا أكثر من أتباع أكثر علماء الأزهر رسوخاً فى العلم و التقوى . لقد أثرت أفكار الأديب المعروف سيد قطب فى كل الجماعات التى حاربت حكوماتها و رفعت السلاح عليها , لأن عبارات الأديب الرنانة أقوى أثراً من كلمات الفقيه الدقيقة . أكثر الشباب و العوام يتصور أن كل متحدث فى الدين قادر على صياغة الأحكام الفقهية , لأنهم يرون قدرته على تنميط الكلام و شحذ الهمم و استثارة العواطف و التحدث فى موضوعات عامة مختلفة بأحاديث عامة فيها أطلاقات مخلة و غير موضوعية ، ناسين أن صناعة الفقيه أو المجتهد فى الفقه تستغرق عشرات السنين حتى يتعلم القياس و الاستنباط ، و يعرف حكم الله فى المسائل و يقرأ الشريعة و الواقع جيدًا و يستطيع قياس المصالح و المفاسد و يدرك فقه الأولويات و المالات . و لا يعنى ذلك أن الواعظ و الداعية مذموم ، و لكن عليه أن يعرف قدره و أن يدرك السامعون قدره ، فلا يسألوه عن المسائل الخطيرة و خاصة فى الدماء و الأموال و الأعراض و المسائل العامة و التى تنظم أمر الأمة و الدولة . و من أكبر المصائب التى عشتها بنفسى أنك ترى الشباب المتدين الغض الطرى كلما أعجبه خطيب أو متحدث نقله من خانة الكلام الوعظى العام إلى أن يكون مسئولًا عن جماعة أو جزءًا مهمًا من جماعة قد تتورط بكلماته فى الدماء المحرمة .

 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

أدوات الرقـابة :

الساعة الآن 12:19 PM