[البرواز و الصورة]

انها مقبرة غاداني التي تمتد على مساحة عشرة كيلوغرامات على طول الساحل القريب من كراتشي في باكستان ، وتعد هذه أكبر مقبرة في العالم للناقلات والسفن العملاقة التي يتم الاستغناء عن خدماتها ويتم تفكيكها في هذه المقبرة الشاسعة والواسعة بسبل بدائية ، ويتقاضى العمال نظير عملهم الشاق مبلغا زهيدا بل مجرد «فتات» ، وما يعادل حوالي«12» ريالا في اليوم للعامل نظير ذلك العمل المرهق بل القاتل الذي يعد واحدا من أخطر الأعمال على العمال ، ورغم ذلك ، وبالنظر الى الفقر المتفشي ، فهناك وفرة في العمال الذين يأتون الى المكان صباح كل يوم من القرى المجاورة لتفكيك وتقطيع تلك الهياكل العملاقة بأيديهم وبعض الأدوات البدائية.

يقول العامل محمد شاكيل ان العمال يموتون ويكسرون أرجلهم وأيديهم وهم يقومون بمثل هذه الأعمال المضنية ، لكن العمل بالطبع لا يتوقف . وكان شاكيل قد بدأ مزاولة هذه المهنة بعد تقدم السن بوالده ويعمل الى جانبه أيضا اثنان من اخوانه وهما وكيل واسماعيل وتقع غاداني على بعد «65» كيلومترا الى الجنوب الغربي من كراتشي ، وتعتبر ثالث أكبر حوض لتفكيك السفن والناقلات في العالم بعد الآنغ في الهند وشيتاغونغ في بنغلاديش.

وتشير التقديرات الى ان العمال يفككون ويقطعون ما معدله مائة سفينة الى قطع والواح من المعدن والأنابيب وغيرها في العام الواحد . وينتج عن هذه العملية ما يقارب مليون طن من الحديد والذي يتم استخدام معظمه بقطاع البناء في باكستان . ويتم تفكيك السفينة العملاقة الواحدة خلال ستة شهور في كل من الآنغ وشيتاغونغ ، أما في غاداني فإن هذه العملية تستغرق أربعة شهور فقط.

تعليق : فعلا" قمة الماساة و الاستهتار بحياة الاف العمال البسطاء من قبل حكومتهم أو الحكومة الباكستانية ؟ بتوفير شوية معدات و مناخ افضل للعمل راح تكسب الكثير و تحافظ على حياة الكثير من الاضرار التي يمكن تجنبها . ما اسواء هذا النوع من الحكم عندما لا تكون صحة و رفاهية المواطن أولوية عند حكومتة . الشي الغريب أن في باكستان احزاب و منظمات مدنية , وين كل هولاء من تبني قضية هولاء العمال البسطاء ؟ نفس الشي ينطبق على الهند و بنغلادش للاسف .