العودة   منتديات القطرية > ๑۩۞۩๑ المنتديات الفرعية ๑۩۞۩๑ > المنتدى الثقافي
الإهداءات
البرواز و الصورة من الفوز بكاس اسياء : الف مبروك للمنتخب القطري الفوز بكاس اسياء للمرة الثانية على التوالي بعد فوزه بالبطولة الماضية عام 2019

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-05-2018 , 10:10 PM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,320
أخر زيارة : يوم أمس 03:38 PM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة غير متواجد حالياً

Icon37 حول الفلسفة و أدوارها النقدية



فهد سليمان الشقيران

في القرن الثاني عشر كان الصراع على أشده بين الفقهاء و الفلاسفة ، فبعد ازدهار الترجمات في العلوم و الفلسفة و المنطق بات المشهد المعرفي يشهد تحولاتٍ كبرى ، تغيرت طرق النقاش و السجال ، و تبدلت لغة تناول الحقائق ، و اغتنت سبل التأويل ، و قد كان لزاماً على الفلاسفة الدفاع عن أنفسهم أمام سيلٍ من التهم ، و كان لابن رشد دور بارز في خوض تلك الحرب ، لم يتصد فقط للغزالي بل لكل النسخ الفقهية التي تجعل الفلسفة تؤسس للزندقة و المروق من الدين . اتجه ابن رشد و غيره لاحقاً لنفي التضاد بين الحكمة و الشريعة ، فألف كتاباً طرزه بمحاججات صاعقة أمام تهم الفقهاء ، و هو المعروف بـ«فصل المقال فيما بين الحكمة و الشريعة من الاتصال». تضمن الكتاب محاولة توفيقية منطلقاً من مقولة : «إن الحق لا يضاد الحق»، فلكل من الدين و الفلسفة وظائف لا يتداخل بها مع الآخر و لا يعترض عليها . و بحسب الجابري في تحليله لمنهجية ابن رشد في الكتاب : «فإن ابن رشد انطلق في تصوره المنهجي الجديد للعلاقة بين الدين و الفلسفة من مبدأ أساسي سبق التأكيد عليه ، و هو الفصل بين عالم الغيب و عالم الشهادة فصلاً جذرياً أساسه أن لكل منهما طبيعته التي تختلف جوهرياً عن طبيعة الآخر ، و من هنا كان الفصل قضية منهجية أساسية ، و هي تأكيد ابن رشد على خطأ استعمال قياس الغائب على الشاهد في معالجة العلاقة بين الدين و الفلسفة ، بل معالجة قضايا كل من الدين و الفلسفة ، و بالتالي التأكيد على الخطأ الناجم من محاولة دمج قضايا الدين في قضايا الفلسفة أو العكس ، لأن عملية الدمج هذه غير ممكنة في نظر ابن رشد إلا بالتضحية ، إما بأصول الدين و مبادئه و إما بأصول الفلسفة و مبادئها . إن ابن رشد يرى أن للدين مبادئ و أصولاً خاصة ، و إن للفلسفة كذلك مبادئ و أصولاً خاصة ، الشيء الذي ينتج عنه حتماً اختلاف البناء الديني عن البناء الفلسفي ، و لذلك كان من غير المشروع في نظره دمج أجزاء من هذا البناء في البناء الآخر ، أو قراءة أجزاء من هذا البناء بواسطة أجزاء من ذاك». (الجابري ، نحن و التراث ، ص238). الردة المنهجية تشكلت تدريجياً لكنها أخذت أوجهاً مع كتاب الغزالي العاطفي و الساحر في آن : «المنقذ من الضلال» الذي لقي رواجاً لدى الفقهاء ، و بات حجة بين أيديهم لإمام دخل الفلسفة و خرج منها محطماً ، و كما في ثنايا الكتاب فإن الرحلة عصيبة ، و لا يخفي الإمام لوعة على ضوء الحقيقة الذي خفت بفعل البحث في الفلسفة ، و الحقيقة أن الغزالي ساهم في الربط بين الفلسفة و الضلال ، و لكنه لم يكن وحيداً بل كان ضمن مسارٍ فقهي انتصر على الفلسفة ، و لذلك سيأتي ابن خلدون في القرن الرابع عشر ليهاجم الفلسفة في «المقدمة». المناوئون التراثيون للفلاسفة قالوا إن ابن سينا و ابن باجه و الكندي و الفارابي و ابن رشد مجرد مقلدين للفلسفة اليونانية ، إلا أنهم لم يكونوا كذلك ، بل ساهموا في رسم مناهج و نحت مفاهيم خاصة بهم لنقرأ مثلاً اهتمام فيلسوف بالقرن العشرين و هو جيل دلوز ، بابن سينا في دراسة مهمة للحسين الزاوي بعنوان : «دلوز وابن سينا». إن سحب الموقف التاريخي تجاه الفلسفة ليكون حكماً على حاضرنا و استخدام كل إرث ذلك الصراع و استثمار انتصار الفقه على الفلسفة لمنع تدريس أي منهاجٍ فلسفي في الثانويات أو الجامعات سيضعف من ملكة الأجيال ، و يحطم قدراتهم النقدية و يشل من فردانيتهم . و تدريس الفلسفة ليست وظيفته تخريج فلاسفة و إنما تعزيز ملكة النقد ، و منح الطلاب أدوات و معاول يواجهون بها وجودهم و دنياهم . «لماذا نتفلسف ؟» سؤال اختاره جان فرنسوا ليوتار عنواناً لكتابٍ ثري و أصله محاضرات أربع ألقاها على طلبة المرحلة الإعدادية بالسوربون في أكتوبر (تشرين الأول) و نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1964 ، و فيه يعتبر : «إن الفلسفة تنشأ في الوقت الذي يفنى فيه شيء ما ، و هذا الشيء هو القدرة على التوحيد ، غير أن ما كانت توحده هذه القدرة إنما هو التناقضات التي بفعل تأثير هذه القدرة توجد علاقات فيما بينها و تفاعلاتٍ فعلية». و الفلسفة تعليماً هي ورشة تداول للحقائق ، و مناخ مساءلة و فحص للقناعات الجاهزة ، و درس تدريبي على صوغ و صقل السؤال ، و ميدان رمي لسهامٍ من الأفكار اللامعة و المقاربات الخاصة النادرة . إن تعليم الفلسفة لا يدمر العقيدة و لا يتحدى الدين ، بل لولا المنطق و دراسة الفلسفة لما تطورت الكثير من مجالات الشريعة مثل أصول الفقه و مقاصد الشريعة و صيغ التأويل . و من قبل قال هوسرل : «إن الفيلسوف يحمل في التعبير عن المعنى الخاص به تجربة صامتة».

 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

أدوات الرقـابة :
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
في الفلسفة كل الحل شفافية المنتدى الثقافي 2 25-05-2016 03:26 PM
ست محطات في حياتي البرواز و الصورة المنتدى الثقافي 2 09-03-2016 11:51 PM
قليل من الفلسفة البرواز و الصورة المنتدى العام 2 23-03-2014 08:55 PM


الساعة الآن 02:46 AM