[شفافية]

رواية ساق البامبو ..






انتهيت يوم أمس من قراءة رواية ( ساق البامبو ) للكاتب الكويتي ( سعود السنعوسي )

وأحببت أن أنقل لكم بعض المقتطفات من هذه الرواية الممتعة

ومن أراد التفاصيل يمكنه أن يقرأها كاملة ليجد متعة اكبر من خلال التفاصيل الصغيرة للاحداث

ومن خلال الغوص في أعماق مشاعر وأحاسيس تلك الشخصيات لأبطال الرواية


ساق البامبو رواية من تأليف الأديب الكويتي سعود السنعوسي

والتي فاز عنها بالجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2013 م

وهي رواية تسجل تواريخها بين الفلبين والكويت،

وتؤرّخ لبعض الأحداث التاريخية والسياسية والدينية

وصفت لجنة التحكيم الرواية الفائزة بقولها :

«أنها محكمة البناء وتتميز بالقوة والعمق وتطرح سؤال الهوية في مجتمعات الخليج العربي»،

واعتبرتها أفضل رواية تُنشر خلال سنة 2012.

تتناول الرواية موضوع البحث عن الهوية في الكويت ودول الخليج العربي

من خلال حياة الراوي، وهو ابن رجل كويتي وامرأة فلبينية،

وتدور أحداثها في هذين البلدين.

ومع أنها ليست الأولى في التطرق لموضوع العمالة الأجنبية في دول الخليج،

إلا أنها تتصف بسلاسة الأسلوب بعيداً عن التعقيد والتعمق في التحليل .

وتتجلى ازدواجية هوية البطل حتى من خلال اسمه المزدوج عيسى/ هوزيه

طرحت الرواية تساؤلات نقدية عميقة حول تداخل الدين والثقافة عند العرب ،

وعن السطحية التي تطغى على الخطاب و الممارسة الدينية عند العرب .

الرواية محمّلة بالكثير من الاحداث البسيطة في شكلها والعميقة في بعدها الإنساني .

تدور احداث هذه الرواية عن شاب ولد من خادمة فليبينيّة تعمل لدى عائلة كويتيّة

احبها النجل الوحيد لهذه العائلة وهو "راشد" وقد تزوجها خفية عن اهله ،،

عندما عرف الاهل بسر هذا الزواج و الطفل اصرّوا ان يتخلى الزوج عن زوجته وطفله

لانه وحسب المجتمع الكويتي فان هذا يشكل عارا للطبقة الغنية المعروفه هناك

فكان اهم شي لديهم الصيت وليس المال حسبما يقولون ،

نشأ هذا الشاب "هوزيه" او "عيسى" في موطن امه في مانيلا - الفلبين نشأة فقيرة

ينتظر ان ياخذه ابيه الى الجنّة (الكويت) كما وصفتها له مه ،

و خلال هذه الفترة كان "هوزيه" يبحث خلالها عن نفسه

او ماهية شخصه وعن دينه وعن وطن يحتويه .

هوزيه لم يعرف دينه هل هو المسيحية مثل أمه او مسلم لانه سيذهب الى الكويت ؟

ينتهي المطاف ب هوزيه واجدا ان اباه قد فارق الحياة اثناء حرب الخليج بين الكويت والعراق

و لكنه يعود الى الكويت عن طريق صديق والده "غسان"

ليجد نفسه في عالم غريب ومختلف جدا عما سبق ،

طبعا كما رفضت جدته قدومه الى منزلها وهو صغير رفضته ايضا وهو كبير جاحدة به ،

لكنها كانت تخبئ في اعماقها حبها له لامتلاكه صوت ابيه

و لانه الرجل الوحيد الذي يحمل اسم العائلة "الطاروف"

لكن كما قلت سابقا في الكويت الصيت اهم من المال ..

عاملته جدته كانه شاب فيليبيني و رتبت له غرفه في ملحق البيت كالخدم ،،

ثم اكتشف هوزيه انه يملك اختًا من ابيه اسمها "خولة" فيسعدان هما الاثنان بهذا النبأ ،

كانت خولة بمثابة المعجزة التي انقذت هوزيه من رفض جدته

لما كانت جدته تحمل محبة عظيمة لاخته "خولة" ،

يوما بعد يوم اصبحت جدته ترق له وتظهر مودتها اكثر من قبل ،

لكن هوزيه كان يشعر بالوحدة بسبب عدم اعتراف عائلته به

فلم يشاركوه في الاعياد ولا يخالطوه بالعائلة

وايضا لم يعرف ما هو دينه بسبب فكرة قد تكون وصلت له بشكل خاطئ عن الاسلام والداعين له ،

بالإضافة إلى سطحية الدين في المجتمعات ،

وايضا هو لم يعتبر ان الكويت وطنه لأنه لم يشعر بجو العائلة والأمان فيها

فهو لم يتخطى شكل وجهه الفيليبينيّ ،،

في النهاية اُفتُضِح سر العائلة بأن لها ابنا فيليبينيا وسرعان ما انتشر الخبر ،

فقرروا طرده من البلاد ولكن هوزيه لم يقبل وأصر على البقاء كونه كويتي الجنسية

لكنه في النهاية استسلم للأمر الواقع فهو أيضا لم يشعر بان الكويت بلده

ونص رواية ساق البامبو هي عبارة عن ما كتبه هوزيه

حول حياته ورؤيته للحياة الاجتماعية في الكويت والفلبين .

في الحقيقة يوجد الكثير من القضايا الهامة التي تجتاح مجتمعنا العربي بين اسطر الرواية

كسيطرة العرف الإجتماعي على الطبقات الغنية ومحاصرته

لها فصيت العائلة ومكانتها الإجتماعية أهم من أي شئ آخر

وعن ضياع حقوق بعض المواطنين لعدم قدرتهم على اثبات هويتهم لبلدهم الأم

و عن مشاركة المرأة في الحياة السياسية ، و حقوق الأجانب الضائعة و كثير من القضايا الإجتماعية



لتحميل الرواية والاستمتاع بالقراءة .. من هذا الرابط :


https://docs.google.com/file/d/0B_xj...aDg/edit?pli=1



عن طبعة الكتاب :

نشرت الرواية عام / 2012 م

عدد صفحات الرواية / 379 صفحة

دار النشر / الدار العربية للعلوم ناشرون


دمتم بخير وعافية

شفافية نجمة القطرية

[البرواز و الصورة]

ملخص رائع و جدا" استمتعت بة , شكرا" على هذة المشاركة التي تسلط الضوء على الرواة الخليجيين و معالجتهم لقضايا المجتمع .

[شفافية]

في الحقيقة الكاتب أجاد في وصف المشاعر والصدام النفسي في الانتماء لبلدين

أحدهما ينتمي له عاطفياً بحكم العيش فيه مراحل من العمر وتقبل المجتمع له

والثاني انتماء شرعي وقانوني ولكن بلا عاطفة بحكم رفض المجتمع له

أشكرك أستاذ برواز على مرورك العاطر