العودة   منتديات القطرية > ๑۩۞۩๑ المنتديات الفرعية ๑۩۞۩๑ > المنتدى العام
الإهداءات
البرواز و الصورة من الفوز بكاس اسياء : الف مبروك للمنتخب القطري الفوز بكاس اسياء للمرة الثانية على التوالي بعد فوزه بالبطولة الماضية عام 2019

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-01-2015 , 02:26 AM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,330
أخر زيارة : يوم أمس 02:40 PM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة غير متواجد حالياً

Icon38 القلم رمز للحرية و للعقل أيضاً



خالد الدخيل

سال خلال الأيام القليلة الماضية حبر كثير عن حادثة الهجوم في باريس على مجلة «شارلي إيبدو». كان لا بد أن أختار , اخترت مقالتين إحداهما لأستاذ في الفلسفة في جامعة ييل الأميركية و هو أميركي يهودي و الأخرى لصحافي أميركي معروف مسلم من أصول هندية . ظهرت المقالتان في يوم واحد الجمعة الماضي , الأول نشر مقالته في الـ «نيويورك تايمز» و الثاني في الـ «واشنطن بوست». كل منهما نظر إلى الحادثة من زاوية مختلفة لا تتناقض بالضرورة مع زاوية الآخر و قد تتكامل معها في نهاية التحليل , الأول هو جيسون ستانلي و الثاني فريد زكريا . ينطلق ستانلي من كون فرنسا أحد الأمكنة التي ولدت فيها ثورة الديموقراطية الليبرالية فإن التعبير بالسخرية لعب فيها دائماً دوراً خاصاً . فالسخرية كما يقول منهج أساسي يستطيع العقل من خلاله مخاطبة السلطة . في هذا الإطار استخدم رسامو الكاريكاتور في مجلة «شارلي إيبدو» أسلوب السخرية للاستهزاء من الشخصيات الدينية الرمزية للإسلام لكنهم أخضعوا أيضاً البابا فرنسيس لاستهزاء مماثل . لم تكن أية شخصية ممثلة لسلطة بمأمن من نهج هذه الصحيفة . هنا سيبدو كما يلاحظ ستانلي أن «اعتبار شارلي إيبدو تستهدف الإسلام بالسخرية من دون غيره هو اعتبار ليس في محله» لكن يدرك جهاز التحرير في الصحيفة كما يقول أستاذ الفلسفة بأن في فرنسا «اختلافاً بين السخرية من البابا و السخرية من النبي محمد . فالبابا يمثل الدين التقليدي المهيمن على غالبية الفرنسيين في حين أن النبي محمد هو الرمز المبجل لأقلية مضطهدة . من هذه الزاوية السخرية من البابا هي تحدّ لسلطة حقيقية ، سلطة الغالبية . أما السخرية من النبي محمد فتضيف الإهانة إلى الظلم». صحيح يقول ستانلي إن سلطة الأغلبية في ديموقراطية ليبرالية ليست سلطة ملوك لكنها مع ذلك تبقى سلطة . ما يقوله ستانلي هنا إنه إذا كان الهدف من تحدي السلطة هو لإرغامها على التواضع و تذكيرها دائماً أنها تحت عين المجتمع فكرياً و سياسياً يجب أن نتذكر أن هذه السلطة في هذا المجتمع ليست واحدة ، لا من حيث الحجم و قوة التأثير و لا من حيث مساحة الحرية المتاحة لها اجتماعياً و سياسياً . و بالتالي فإن التعامل مع جميع أشكال السلطة داخل المجتمع بالمنهج ذاته و افتراض أنها متساوية في كل شيء هو تعبير عن عدم المساواة ، خصوصاً في مجتمع تأسس على فكرة تكامل «الحرية و المساواة و الأخوة»، و هو شعار الثورة الفرنسية قبل أكثر من قرنين من الزمن . من جانبه اختار فريد زكريا أن يتناول الموضوع من زاوية أخرى يتحدى من خلالها ليس فقط الإرهابيين الذين نفذوا مجزرة باريس بل و الدول الإسلامية التي تقول إنها تناهض الإرهاب و هؤلاء الإرهابيين . يذكر الصرخة التي أطلقها منفذو المجزرة و قولهم «ثأرنا لمحمد» و ذلك على أساس أن ما قاموا به هو تنفيذ لحكم القرآن ضد من يسخر أو يستهزئ بالنبي . هنا يشير زكريا إلى أنه لا يوجد في القرآن حكم ضد مثل هذا الاستهزاء و ذلك على عكس ما يرد في العهد القديم أو التوراة من حكم واضح بقتل من يسيء إلى أو يجدف blasphemes على اسم الله . ثم يقول إن كلمة blasphemy بمعنى التجديف لا ترد أصلاً في القرآن و بحثت على عجل فوجدت أن كلمات مثل «جدف و تجديف أو يهزأ و يستهزئ» لا ترد في القرآن . ترد كلمة «سخر» (بفتح السين و كسر الخاء) مرة واحدة في الآية 79 من سورة التوبة , و السخرية في هذه الآية موجهة كما في الطبري و القرطبي ليس إلى الله و لا إلى النبي وإنما إلى بعض الصحابة و آخرين تصدقوا استجابة لطلب النبي محمد . ما يريد أن يصل إليه الكاتب هو أن ما فعله إرهابيو باريس أنهم نفذوا شريعتهم و ليس شريعة القرآن .في المقابل يشير الكاتب إلى أن بعض الدول الإسلامية التي شجبت حادثة باريس لديها قوانين ضد التجديف . و ذكر في شكل خاص باكستان ، بنغلاديش ، ماليزيا ، مصر ، تركيا و السودان . ثم ذكر أن السعودية تحرم ممارسة أي دين عدا رؤيتها الوهابية للإسلام . ثم يخلص من كل ذلك إلى أن التجديف لم يعد قضية محلية و إنما يقع على تقاطع طريق دموي بين المتطرفين الإسلاميين من ناحية و المجتمعات الغربية من ناحية أخرى . و بالتالي على الجميع سياسيين غربيين و قادة إسلاميين و مثقفين في كل مكان التأكيد على أنه لا وجود للتجديف في القرآن ، و بالتالي يجب ألا يكون له وجود في العالم الحديث . يبدو أن زكريا أساء التعبير هنا , فالتجديف كان و لا يزال و سيظل موجوداً . السؤال : كيف ينبغي النظر إليه و التعامل معه ؟ هل هو بالعنف و السجن و القتل أم بالمجادلة بالتي هي أحسن ؟ قد يأخذ التجديف أو السخرية صيغة الإساءة و الإهانة لمجرد الإهانة المتعمدة , و قد يكون موقفاً فكرياً في مقابل الموقف الديني . كيف ينبغي أن يكون الرد في هذه الحال ؟ من الواضح أن الرد على الاثنين لا ينبغي أن يكون واحداً . و في كل الأحوال يجب ألا يخلو الرد من مضمون فكري يعزز مكانة الفكر و يوسع من مساحته في ثقافة المجتمع و حضارته . و في الإطار الذي تفرض القضية نفسها من خلاله بعد حادثة باريس ما هو الفرق بين السخرية من الدين كمصدر للسلطة و نقد هذه السلطة ؟ مخاطبة السلطة و إخضاعها للنقد هما لتخفيف هيمنتها على وعي المجتمع تعزيزاً لمساحة الحرية و إيجاد شيء من التوازن بين ضرورات هذه السلطة و متطلبات حق الحرية . و هذه عملية دقيقة و حساسة تتطلب ما يتناسب مع طبيعتها هذه . مهما يكن فالتجديف ليس قضية عالمية تماماً , الإرهاب هو القضية العالمية الآن . و التجديف بناء على ذلك ليس الأول و لا أهم مسببات الإرهاب , المسؤول المباشر هو الإرهابي و الفكر الذي يعتاش منه لكن المسؤولية لا تتوقف هنا . في يوم ما لم يكن هناك إرهاب , كانت عناصر الفكر الإرهابي ثانوية في زاوية مظلمة , و في يوم ما كان هذا الإرهابي أو ذاك طفلاً بريئاً , كيف و لماذا انقلب الأمر ؟ إذا كان الإرهاب جريمة سياسية فإن أهم العوامل التي تسببت في تفاقمه و انتشاره هي عوامل سياسية أيضاً و هو ما يفرض إعادة الأمر إلى نصابه . حادثة باريس عملية إرهابية بامتياز لكن إبادة أكثر من ربع مليون سوري من أجل أن يحتفظ حاكم سورية بمنصبه عملية إرهابية أكبر حجماً و أكثر خطراً على الجميع . و هذا مجرد مثال واحد على أحدث و أخطر ما يعتمل في المنطقة . هل من الحكمة توقع نتيجة أقل سوءاً و خطراً من ذلك ؟ هنا تبرز خطورة دور القلم في التعاطي مع القضية , القلم رمز للحرية لكن يجب أن يحتفظ برمزيته للعقل و موازينه أيضاً .

 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

أدوات الرقـابة :
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
احذروا انتشار القمل عبر التقاط الصور البرواز و الصورة منتدى الصحة 2 01-03-2014 12:18 PM


الساعة الآن 01:00 AM