العودة   منتديات القطرية > ๑۩۞۩๑ المنتديات الفرعية ๑۩۞۩๑ > المنتدى العام
الإهداءات
البرواز و الصورة من الفوز بكاس اسياء : الف مبروك للمنتخب القطري الفوز بكاس اسياء للمرة الثانية على التوالي بعد فوزه بالبطولة الماضية عام 2019

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-02-2015 , 01:13 AM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,330
أخر زيارة : اليوم 02:15 AM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة غير متواجد حالياً

Icon375 حاول أن تخرج من الصورة



محمد فهد الحارثي

حاول أن تخرج من نفس الصورة , جرب أن تخرج من الصور المتكررة التي تراها و تسمعها كل يوم . حاول أن تنظر للأشياء و كأنك تراها للمرة الأولى , تكتشف حقيقة واقع لم يتخيلها أحد . استطاعت الجرعة الإعلامية اليومية لمناظر الدمار و القتل و التفجير أن تقتل فينا الإحساس . أصبحت القضية التي تتنافس فيها الوكالات و الصحف هي أرقام الضحايا , فكلما كان الرقم مرتفعاً كان الخبر مهماً . اختزلنا حياة الناس في أرقام و أصبحنا نتلقى الخبر بكل بشاعته و قساوته و نتجاوزه ببرود و كأن شيئاً لم يكن . أصبح واقع اللامبالاة جزءاً من ثقافة المواطن العربي , فالضغوطات و البحث عن لقمة العيش تجعل الشخص يتعامل مع هذه الأخبار بطريقة و ليكن . و كأن ما يعرض هو مسرحية يتابعها بعدم اهتمام مع أن المصيبة أنه هو نفسه قد يكون ضحيتها في يوم من الأيام . لكنها حالة التبلد التي أصابت الكثيرين فما عاد هناك ما يستحق الاهتمام . إنها انعكاس لحالة إحباط دفينة و انكسار أحلام تترجم في تجاهل متعمد لهذه الأحداث . و أصبحت القضايا الكبيرة و الأحداث التي تهز المجتمع مجرد أشياء هامشية في حياة الإنسان العربي . و من ينظر لردود الفعل للجريمة البشعة التي ارتكبتها عصابة داعش في حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة يجد أنها أثارت استنكار الناس ليس لأنه قتل و كأن هذا أصبح أمراً طبيعياً بل لكيفية القتل . حينما تحول هذا المشهد إلى لقطة تتناقلها شبكات التواصل الاجتماعي و كأننا نستعرض لقطة فيلم هوليوودي . أي واقع هذه الذي نعيشه ؟ جرب أن تخرج من الصورة اليومية لترى الواقع للوهلة الأولى, ما هذا الذي يحدث ؟ ميلشيات و عصابات و حروب و دول تنهار و تردٍ في الأوضاع و مستقبل مقلق . كيف انتهى الواقع العربي إلى هذا الحال ؟ و هل نكرر أسطوانة المؤامرة .. و إلى متى ؟ فشل العرب في مشروع التنمية سواء للإنسان أو للكيان سبب مباشر لهذا الواقع المأساوي . فالإنسان العربي فقد البوصلة و أصبحت معاناته اليومية هي أساس همه و تفكيره , و أصبحت السلبية جزءاً من هويته . و تحول إلى ضحية لما يسمى بصدمة القذيفة و هو تعبير استخدم بعد الحرب العالمية الأولى عندما كانوا الجنود يشاهدون مناظر القتل و التفجير و الضحايا , ما جعل فيهم شعور اللامبالاة و غياب الإحساس بالتفاعل الاجتماعي . و أوجد شعور الغربة لدى الفرد لأنه فقد الانتماء للجماعة . و هذا الواقع الذي نراه اليوم في المجتمع العربي من غياب الإحساس بالتفاعل الاجتماعي بينما وجود إحساس المسؤولية و التفاعل الاجتماعي هو الذي يولد مجتمعات قادرة على صنع التغيير نحو الأفضل و رفض الظواهر الخارجة عن النسق العام . هو ذاك الفعل الذي يتصدى لتيارات التطرف و التكفير و القمع و ينحاز للإنسان و الوسطية و الاعتدال . حينما تصبح لغة التخوين و التهديد و ادعاء امتلاك الحقيقة هي اللغة السائدة ، يكون الإنسان العادي الذي يحلم بحياة كريمة و مستقبل آمن هو الضحية . جزء من مشكلة الإنسان العربي هو خضوعه لمفهوم السلطة و التي هي ليست بالضرورة سلطة الحكومة بل حتى سلطة المجتمع نفسها تجعل الفرد العربي غير قادر على أن يكون ذاته فيصبح خطابه هو الخطاب الذي يتوقعه منه المجتمع . و بالتالي تصبح الازدواجية في حياته بين خطاب و فعل يمارسه ليتوافق مع المجتمع و ربما خطاب و فعل خاص فيه الذي يجد فيه نفسه و ذاته . الازداوجية أيضاً تسهم بدورها في خلق السلبية لدى الفرد العربي , هو يعلم أن ما يقوله ليس بالضرورة ما يؤمن به و من هنا فتفاعله مع قضايا مجتمعه سلبي لأنه لم يكن ذاته . القمع يولد شعوباً غير قادرة على صنع القرار و على تحديد مسار مستقبلها . فهي شعوب تعيش تحت الوصاية و تتعود على تحجيم قدرة الإبداع و التفكير من أجل أن تتواءم مع الواقع و تتماهى مع المحيط الذي تعيش فيه . لذلك نرى الشعوب التي كانت مقموعة من سلطة الدولة مثل العراق و ليبيا و سوريا كيف فشلت الشعوب في مسك زمام المبادرة و أصبحت هي نفسها ضحية لأخطاء تمارسها و تحولت البنية الاجتماعية لديها إلى ميلشيات و عصابات و الضحية هو الإنسان . هذا يؤكد أن القمع السياسي أو الاجتماعي يهمش استقلالية الفرد و تفكيره و رؤيته و يتحول إلى رقم في مجموع و هنا تنتهي الطموحات و تصبح القضية لقمة العيش فقط . نحتاج أن نخرج من إطار الصورة و أن ننظر للأشياء بواقعها و حقيقتها , التغيير لا يصنعه القرار السياسي , التغيير ينطلق من الفرد , من قناعة كل فرد بأنه يستطيع أن يسهم في التغيير , حينها يتصدى الإنسان للسلبيات و الأفكار المتطرفة و لثقافة القطيع ، هنا يبدأ يدرك الفرد أهميته كعنصر مؤثر و دوره كصانع للمستقبل . المجتمعات المتطورة هي التي ترتكز على استقلالية الفرد و حقه في الاختلاف و تحترم قراراه , و لذلك مؤشرات الرأي العام مهمة لأنها صوت الناس متى ما استطاع الشخص لدينا أن يكون ذاته فقد وضعنا الخطوة الأهم في بناء مجتمع المستقبل.

 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

أدوات الرقـابة :
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بالفيديو شرح طريقة التحكم بحجم الصورة kmalsamer منتدى العلوم و التقنية 0 25-10-2014 02:43 PM
لا تجرح الورد شفافية منتدى الشعر و الخواطر 3 13-06-2014 09:36 AM
العاهل الأردني والملكة رانيا يحضران حفل تخرج ابنتهما البرواز و الصورة المنتدى العام 2 10-06-2014 09:54 AM
صور استعراض مجنونة من حائل البرواز و الصورة منتدى الصور و الغرائب 0 08-07-2013 04:38 AM
توقيف 3 غطاسين مصريين بتهمة قطع كابل بحري للإنترنت البرواز و الصورة منتدى الاخبار العربية و العالمية 0 30-03-2013 09:36 AM


الساعة الآن 11:12 AM