العودة   منتديات القطرية > ๑۩۞۩๑ المنتديات الفرعية ๑۩۞۩๑ > المنتدى الاسلامي
الإهداءات
البرواز و الصورة من الفوز بكاس اسياء : الف مبروك للمنتخب القطري الفوز بكاس اسياء للمرة الثانية على التوالي بعد فوزه بالبطولة الماضية عام 2019

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-12-2014 , 10:07 PM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,330
أخر زيارة : اليوم 04:13 AM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة غير متواجد حالياً

Icon37 المتشددون هم أضعف الفقهاء علماً



محمد ال الشيخ

قرأت مرة تعليقاً في أحد مواقع الإنترنت يقول : (إذا قل علم المرء زاد احتياطه) و هذا صحيح و مشاهد و تؤكده التجارب و يثبته التاريخ فإذا التفت إلى فقهاء (الماينبغيات) مثلاً الذين يُطلقون الفتوى غالباً بلا دليل قوي و نزعتهم إلى المنع تجد أن منعهم أو تحريمهم غالباً ما يكون نتيجة للتحوط ، و عندما يقيسون على دليل تجد قياسهم غير منضبط و يعاني من فجوات بين القياس و المقاس به و ربما متعسف لأن القياس و من ثم استنباط الحكم يحتاج إلى أدوات أصولية و مقارنة هذا الدليل بدليل غيره قد يختلف عنه و معه ثم البحث و التقصي و فهم الحالة و الترجيح في نهاية المطاف خاصة إذا كانت من المستجدات و النوازل و لم يتطرق إليها الفقهاء من قبل أو أنهم تطرقوا إليها و لم يفوها حقها من البحث و التقصي و التمحيص , و هذا يحتاج إلى جهد جهيد و مواظبة على القراءة و حرص على التزود بثقافة عصره و ليس فقط بالثقافة الموروثة و أقوال الفقهاء الماضين فالحكم على الشيء جزء من تصوره ، و هذا بلا شك يستعصي على فقيه بضاعته من العلم محدودة ناهيك عن الفطنة و النباهة و الذكاء و القدرات العقلية الأخرى أو هو مجرد (حافظ) صاحب ذاكرة فوتوغرافية تصور ما يقرأ دون تدبر فتجده يُردد فقط آراء من سبقوه فيتبعهم و يكرر أقوالهم فيبهر العوام و الدهماء بحفظه و هو في الاستنباط و القياس و التماهي مع متطلبات العصر في منتهى الضعف . و بعض فقهائنا من أولئك الذين تهمهم الجماهيرية و تصفيق الرعاع تجدهم ينحَونَ إلى التشدد متعمدين فقد استقر في أذهانهم أن ثمة علاقة طردية بين التشدد و التحوط و زيادة الشعبية من الجهة الأخرى , فكلما ذهب بعيداً في المنع و بالغ فيه حَضي بمكانة و تقدير اجتماعي , و التحوط من طباع أهل الصحراء و ناتج من نتائج ثقافتهم البيئية ، فابن الصحراء ينزع إلى التحوط و الإغراق في الحذر و قياس الأمور على أسواء الاحتمالات أكثر من غيره كإنسان الأنهار أو من يعيشون على السواحل . كذلك الفقيه كثير الترحال و السفر و التجول و الاطلاع على عادات الشعوب و تنوع البيئات و الثقافات لا بد و أن ينعكس ذلك على رؤاه و تخريجاته الفقهية و لينه في التعامل مع المخالفين خاصة عند مقارنته بمن لم يبرح بيئته قط من الفقهاء , لذلك قال الزركشي في كتابه (البحر المحيط في أصول الفقه) ما نصه : (الأحكام تتغيّر بتغيّر الزمان) . و قال ابن تيمية : (الفتوى تتغير بتغير أهل الزمان و هذا صحيح على مذاهب العلماء من السلف و الخلف). أي أن الفتوى تتغير بتغير الزمان و ظروف المكان ما لم تكن متعلقة بالثوابت التي لا تتغير بتغير المكان و لا الزمان . و أتذكر أنني قرأت قولاً للفيلسوف الفرنسي الشهير «غوستاف لوبون» فحواها أن التشدد غالباً ما يكون مبنياً على العاطفة و الشعور ، و التسامح يكون مبنياً على العقل و اتساع الأفق وثراء المدارك الذهنية . و هذا صحيح و مُشاهد غير أن هناك من فقهائنا من لا ينطبق عليهم هذا القول بالضرورة خاصة من ذوي النزعة (الحركية المسيّسة) ، فيتخذون من التشدد وسيلة ليحققوا به أهدافاً سياسية , أي أنهم لا يلجؤون إلى (التشدد) عن ضيق أفق أو فقر في العلم و الثقافة و المعرفة و إنما لأنه يحقق لهم في النهاية أهدافاً تقتضيها أجندتهم السياسية . كل ما أريد أن أقوله في هذه العجالة إن العصر و ظروفه و متطلبات العيش فيه يجعل البعد عن (التشدد) و تلمس التسامح و التيسير على الناس شرطاً من شروط بقاء الأمم في هذا العصر .

تعليق : التعليقات التالية من اجمل ما قريت لدقة المعنى و وضوح الفكرة و الايجاز . 1 - إذا قل علم المرء زاد احتياطه . 2 - قول الفيلسوف الفرنسي أن التشدد مبني على العاطفة و التسامح مبني على العقل و اتساع الأفق و ثراء المدارك الذهنية . دقق و تأمل هاتين الفكرتين و سوف يزيد فهمك للامور كثيرا" .

 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

أدوات الرقـابة :

الساعة الآن 11:40 AM