أحمد عدنان
اجتمع وزير الخارجية المصرية سامح شكري مع نظيره الإيراني و صرح كذلك بأن مصر تختلف مع السعودية بخصوص مسألة بقاء بشار الأسد على عنق سوريا . إنني أطلب من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي و من وزير خارجيته التواصل مع جهتين ، الجهة الأولى هي الرئيس الأسبق محمد حسني مبـارك و الجهة الثـانية هي فريـق رئيـس المخـابرات الراحل عمر سليمان ، و يمكن إضافة أمين جامعة الدول العربية الراهن أحمـد أبو الغيـط و السـابق عمـرو مـوسى . ما أتمناه من الرئيس الشرعي هـو سؤال هذه الأطـراف سـؤالا واحـدا فقط : كيـف ترون تجربة مصر قبل ثورة 25 يناير مع بشار الأسد و مع إيران ؟ إن كان قادة مصر اليـوم يجهلـون الإجـابة فهـذه مصيبـة واحـدة و إن كـانوا يعلمون فتلك ألف مصيبة . بعد ثورة 30 يونيو ضد حكم الإخوان ، أصدرت وزارة الخارجية الإيرانية بيانا تؤيد فيه الرئيس “الشرعي” محمد مرسي ، بينما قامت السعودية بتقديم دعم شامل مفتوح و غير مسبوق للنظام الجديد ، و المشكلة التي تواجهني هنا : لماذا يعامل الرئيس السيسي إيران و كأنها من دعمت ثورة 30 يونيو و لماذا يعامل المملكة كأنها من دعمت محمد مرسي ؟ فليفعل الرئيس السيسي في مصر ما يشاء لكن المستغرب هو تـركيز جهـوده ضد المملكـة في غير دولـة عربية على رأسها سوريا و لبنان و غيرهما . بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري قام صحافي لبناني مرموق بزيارة بشار الأسد و حين تحدث عن الخلاف بين الأسد و بين مصر ، قال بشار “لا يمكن أن أكون في صف واحد مع نظام كامب ديفيد” و الصحافي المقصود تعرفه المخابرات المصرية جيدا ، و السؤال : هل تخلت مصر السيسي عن اتفاقية كامب ديفيد من دون علم أحد ؟ لا أظن ! بشار الأسد و إيران و ما يسمى بحزب الله عبروا عن عدائهم لمصر بالأفعال لا بالأقوال ، و الدليل على ذلك قضية سامي شهاب (أحد قياديي حزب الله) التي قال القضاء المصري فيها كلمته عام 2009 بإدانة شهاب و 27 متهما معه بالسجن 15 سنة . لكن شهاب هرب خلال أحداث ثورة 25 يناير . و في فبراير الماضي استقبل مسؤول رفيع في المخابرات المصرية و فدا من حزب الله (محمد عفيف و علي المقداد و حسن عزالدين). و لست أدري إن كان مسؤول المخابرات قد طالب الوفد الزائر بتسليم شهاب أم لا و هو المدان بالتخطيط لهجمات إرهابية داخل الأراضي المصرية مستهدفة المواطنين و السياح عبر تفجيرات انتحارية و سيارات ملغمة و عبوات ناسفة في سيناء خصوصا . و في اعترافات شهاب للسلطات المصرية التي بثها الإعلام المصري قال نصا “العمليات كلها كانت تستهدف الوضع الداخلي في مصر و لا علاقة لها بمساعدة التنظيمات الفلسطينية في غزة”. و قضية شهاب مجرد مثال لمواقف بشار و إيران و حزب الله ضد مصر ، أقول مصر و لا أقول حسني مبارك عمدا ، و من المحمود هنا التنبيه بأن إيران سمت شارعا باسم قاتل الرئيس محمد أنور السادات و هي أيضا أهم ممول لخصوم الرئيس السيسي من السياسيين و من الإعلاميين . مع كل احترامي لأصحاب القرار في مصر اليوم إلا أن سياساتهم في سوريا و في لبنان تنم عن انعزال كلي عن الواقع . و ما يؤسف حقا أن السياسات المصرية في لبنان و في سوريا لا تسيء لغير مصر أما تأثيرها فهو صفر مكعب . و إن كان لها تأثير فهو ينحصر في إزعاج حلفاء مصر المخلصين و الدائمين . و لنضرب أمثلة على ذلك ، حرص مصر على الجيش السوري و الدولة السورية جميل نظريا لكن الواقع العملي لا يشير إلى وجودهما أو تأثيرهما مطلقا . و اعتبار مصر أن بشار الأسد عدو للإسلام السياسي في غير محلّه ، فأبرز حلفائه هما الجمهورية الإسلامية الإيرانية و حركة حماس في غزة و حزب الله و جماعة فتح الإسلام في لبنان , و لا أظن هذه الجهات منتمية إلى الوجودية أو إلى الماركسية . و لم نتطرق هنا إلى دور الأسد في دعم تنظيم القاعدة في العراق . و من أخطاء مصر أنها تظن الأسد رمزا لسوريا و هو في حقيقته موظف إيراني لا أكثر . لو قام العاهل السعودي باستقبال وفد من جماعة الإخوان أو أعلن تأييده للرئيس المعزول محمد مرسي لقامت الدنيا و لم تقعد في مصر . و ما يجب أن يدركه صناع القرار المصريون أن نظرة السعودية لبشار و إيران و حزب الله تساوي تماما نظرتهم للإخوان و لحماس و تركيا و قطر . و حين كانت مصر في أزمة قامت السعودية بتصنيف الإخوان كجماعة إرهابية و ما زال هذا قائما إلى اليوم . و قامت السعودية كذلك بسحب سفيرها من قطر بجوار الإمارات و البحرين . و السؤال البسيط هنا ، في ظل مواجهة مصر للإخوان و من خلفهم قدمت السعودية لمصر كل شيء ، فماذا قدمت مصر للسعودية في مواجهتها لبشار و إيران و حزب الله ؟ لا شيء مطلقا . لا يمكن أن يكون لمصر دور إقليمي من دون متانة وضعها الداخلي و سلامته ، أما التهرب من المشاكل الداخلية بمحاولات التمايز الخارجي لن يؤدي إلى مكان ، و السؤال هنا : كيف يمكن أن تؤدي مصر دورا إقليميا يقوم على معاداة السنة ؟ و هنا ملاحظة طفيفة : زمن الحرب الباردة و الأيديولوجيات انتهى لمصلحة النفط و المال و الطوائف ، كما أن جمال عبدالناصر انتقل إلى جوار ربه . و أهمية هذه الملاحظة هو تذكير صناع القرار في مصر أن بلادهم لن تتمكن من لعب دور إقليمي إلا إذا كانت ممثلة لإجماع عربي . و في حال غياب الإجماع فمصر ستضيع وقتها و وقتنا كما يجري اليوم . و الأهم من ذلك ، و هو يزعج أصدقاءنا المصريين حقيقة أن مركز القرار العربي انتقل من مصر إلى الخليج بعد انتقال الاهتمام الدولي من قناة السويس إلى الخليج العربي ، و تلك سنة الحياة ، في يوم أنت مؤثر و في يوم أنت متأثر ، و هذا لا يستثني أحدا بما في ذلك مصر و الخليج . من وجهة نظري يجب أن لا نغضب من أي تقارب مصري - إيراني ، فأصحاب هذا الخيار لن يفلتوا من عقاب الشعب المصري ، فلتفرح النخبة المصرية بميليشيا “مقاومة” في سيناء تستهدف الدولة المصرية و جيشها بذريعة محاربة إسرائيل ، و لتفرح بـ”مراكز ثقافية” تنشر الفتنة المذهبية تحت راية التشييع ، إيران ليست غاضبة من كامب ديفيد إنما تغار منها ، كما أنها ليست حريصة على مصر إنما حريصة على التهامها ، أعان الله المصريين على خصوم مصر و على نخبتها . بعض المسؤولين السعوديين استاؤوا بأن المملكة دعمت لبنان مرارا لكنه لم يتضامن معها في أزمتها الدبلوماسية مع إيران ، و نقول لأصدقائنا بأن ما قدمتموه لمصر بعد ثورة 30 يونيو فاق ما قدمتموه للبنان بعد اغتيال الشهيد الحريري خمسة أضعاف على الأقل ، و اليوم بعض مصر يقف ضدنا في غير مكان كل يوم ، تحيا مصر و عشتم و عاش لبنان .
تعليق : السيسي هذا حمار سياسة و النخبة اللي معهه تافهة و غبية و لا تعمل لمصلحة العرب . و اخطائها في مواضيع واضحة في امور تضرب العرب في الصميم دليل على ذلك مثل موقفها في سوريا و لبنان و بالتالي العمل لمصلحة عدو العرب الأول ايران . يجب على الخليج وقف دعم الحمار هذا المدعو السيسي لحد ما ايغور في ستين داهية هو و نخبته الغبية .