العودة   منتديات القطرية > ๑۩۞۩๑ المنتديات الفرعية ๑۩۞۩๑ > المنتدى العام
الإهداءات
البرواز و الصورة من الفوز بكاس اسياء : الف مبروك للمنتخب القطري الفوز بكاس اسياء للمرة الثانية على التوالي بعد فوزه بالبطولة الماضية عام 2019

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-09-2015 , 01:24 PM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,330
أخر زيارة : يوم أمس 02:40 PM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة غير متواجد حالياً

Icon37 مررت في دمشق



سليمان جودة

مررت فى دمشق على كوبرى قصير لا يتجاوز طوله عشرة أمتار ، و من تحت الكوبرى كان هناك ممر مائى ضيق ينساب ماؤه فى هدوء و كان تيار الماء محدوداً للغاية ، و تكاد و أنت تمر لا تلتفت إلى الممر و لا إلى الماء المنحسر عند القاع فى حياء! تذكرت فجأة أن صديقاً سورياً كان معى فى الطريق من مدينة حمص إلى دمشق بامتداد ما يقرب من مائتى كيلومتر ، و أنه كان يحدثنى على طول الطريق عن نهر بردى الذى يشق العاصمة السورية و الذى كان و لايزال من معالمها الرئيسية التى لا يمكن محوها من عقل كل شخص زارها . و رغم أنى رأيت «بردى» من قبل فى زيارة سابقة لسوريا إلا أنى لأسباب ليست واضحة تخيلته هذه المرة كنهر النيل عندنا فى القاهرة تماماً .. ربما لأن اعتيادنا منظر النيل الخالد و هو يشق البلد من عند حدود السودان معنا إلى الإسكندرية قد جعلنا نعتقد أن هذا هو النهر و لا نهر غيره ، و أن الأنهار فى العالم تقاس عليه و لا يقاس هو عليها ! و تذكرت أيضاً أن أمير الشعراء أحمد شوقى قد بقى إلى رحيله فى سنة 1932 يتغزل فى «بردى» و لا يكاد يذكره فى واحدة من قصائده حتى يعود إليه فى قصيدة جديدة! لم أتوقع أن يكون الممر المحدود الذى مررنا من فوقه هو نهر بردى بعينه ، و لا توقعت أبداً أن يكون هذا التيار المائى الخجول هو كل ما عند إخوتنا السوريين من ماء يجرى فيه . لقد كان الصديق السورى فيما بين حمص و دمشق يحدثنى عن النهر حديث العاشق للمعشوق و فى اللحظة التى مررت فيها من فوقه رأيت بعينى أن صديقى ليس وحده الذى يعشق هذا النهر الشهير عندهم ، و أن الدولة كلها تشاركه العشق ذاته ، و أن هذا العشق قد تجلى فى صورة اهتمام بمجراه لا يمكن أن يكون اهتماماً عادياً و لا يمكن إلا أن يكون اهتماماً من دولة واعية ثم من مواطنين بعدها و وراءها و معها يعرفون معنى أن يكون فى عاصمة بلادهم نهر و يعرفون أيضاً قيمة أن تكون فى هذا النهر قطرة ماء واحدة! اهتمامهم بقطرات الماء فيه بدا لى واصلاً إلى حد يكاد معه كل واحد فيهم يغلفها قطرة .. قطرة .. ثم يضعها فى برواز احتفاءً بها و إدراكاً لقيمتها فى الحياة ! طافت صورة النيل الخالد فى ذهنى و سألت نفسى عن حجم عائده فى حياة أصحابه لو كان يجرى فى أرض أخرى غير أرضنا و لو كان له أصحاب آخرون سوانا ! فى دمشق تشعر ثم ترى أن بردى له صاحب يخاف عليه و أن كل سورى يتعامل معه على أنه نهره الخاص الذى يملكه ، و أنه كمواطن مكلف بحراسته و حمايته .. و فى القاهرة لايزال نيلنا الخالد يبحث عن صاحب عند حكومتنا و مواطنيها معاً .. لايزال بكل أسف!

 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

أدوات الرقـابة :
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
إردوغان و الأسد : حسابات خاطئة و تقديرات غير صحيحة ! البرواز و الصورة المنتدى العام 0 26-08-2016 12:17 AM


الساعة الآن 09:28 AM