العودة   منتديات القطرية > ๑۩۞۩๑ المنتديات الفرعية ๑۩۞۩๑ > المنتدى العام
الإهداءات
البرواز و الصورة من الفوز بكاس اسياء : الف مبروك للمنتخب القطري الفوز بكاس اسياء للمرة الثانية على التوالي بعد فوزه بالبطولة الماضية عام 2019

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-06-2014 , 02:27 AM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,330
أخر زيارة : اليوم 02:40 PM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة غير متواجد حالياً

Icon375 جغرافيا الإسلام .. النانو دولة



احمد المسلماني

(1)
باتَ العالم الإسلامى يمتدُّ من «طالبان» شرقًا إلى «بوكو حرام» غربًا .. ومن «داعش» شمالاً إلى «القاعدة» جنوبًا! كلُّ الأديان تعيش فى سلامٍ إلا الإسلام ، وكل أتباع الدياناتِ ينعَمون بالهدوء إلا المسلمين ! فى العالم الإسلامى .. زادتْ أعداد الذبائح من الرجال والنساء أعدادَها من بهائِم الأنعَام . تتوالى مواكب الحزن والموت: تفجيرٌ يطيحُ بالأبرياء، ثم تفجيرٌ يطيحُ بالجنازات، ثم ثالثٌ يطيحُ بالسُّرادقات. مراحل متعددَّة للموت .. ومواكب نعوشٍ لا تنقطع ! لو كان المحيطُ الهادى مصبًا لدموعِنَا .. لمَا كَفَى . يا إلهى .. كل هذا الدمَّار فى ديارِنا .. كل هذه الدماء من أجسَادِنا .. كل هؤلاء اليتامى فى بيوتِنا! وَحَدَنَا .. فى بحر الظلمات .. لا صاحبَ ولا رفيق .. لا معالمَ ولا طريق .. لا أحدَ يحزن لحزنِنا أوْ يأسَى لمُصابِنا .. لا هاتفَ جاءَنا للمواساة ، ولا بطاقةً وصلتْ إلينا : نشاطركمُ الأحزان !
(2)
زرتُ المملكة الأردنية فى اليوميْن الماضييْن لحضور جانبٍ من فعاليّات مهرجان جرش للثقافة والفنون .. لكن حديثَ السياسة كان حاضرًا فى كل من قابلْت والتقيْت . قالت لى صحفية أردنية : كنتُ لسنواتٍ أُجرى تحقيقات عن حياة «اللاجئين الفلسطينيين» فى الأردن إلى أنْ كانت محنة «اللاجئين العراقيين».. فصارت بعضُ تحقيقاتى عن اللاجئين الفلسطينيين وبعضها الآن عن اللاجئين العراقيين .. وكانت الصَّدمة الثالثة فى موجات «اللاجئين السوريين».. وأصبحت اليوم أسأل نفسى .. يا ترى أىُّ وطن عربى آخر سيلحق بموجات الانهيار ، ومن أىّ رافدٍ سيأتى «اللاجئون الجُدد»؟!
(3)
ثمّة شعور عميق بالخوف والفزع .. إنه الشعور بالحِصَار التام .. لا مفرّ! فلا أحدَ يمكنه أن يقبَل ببقاء نظام بشار الأسد ولكن لا أحد أيضًا يقبل بالبدائل الكارثيّة التى تحاول أن تسطُو على الحاضر وأن تحتلَّ المستقبل. إن نورى المالكى لا يستحق البقاء ساعةً واحدة فى العراق .. ولكن اسم «داعش» لا يستحق البقاء فى كل زمانٍ ومكان. لقد توارتْ قصائد الشعر الغربى فى الربيع العربى .. ولم يعد فى نشرات الإعلام الأمريكى والأوروبى سوى أنباء الدم وأعداد القتلى. إن «الشرق الأوسط الأخضر» قد تلاشى لحساب «الشرق الأوسط الأحمر».. غابتْ نسائمُ الربيع فى رائحةِ الموت !
(4)
قبل عقدٍ من «الشرق الأوسط الأحمر» كان الغرب يتحدث عن «الشرق الأوسط الجديد».. كان حديثُ «القنبلة» و«الحرية» معًا .. رحلتْ الحرية وبقيتْ القنبلة. كانت الدعاية الأمريكية تتحدث عن عصر جديد من الحرية والرخاء .. عن الديمقراطية التى ستلهم المنطقة .. وعن سويسرا الشرق الأوسط التى ستُلهم العالم. لم يخرج من أنباء بغداد إلى العالم منذ ذلك الحين خبر واحد على طريق الأمل .. فقراء بلا حدود و قتلى فى كل مكان. يوجز عالِم الاقتصاد الأمريكى «جوزيف ستيجلنز»- الحاصل على جائزة نوبل- سنوات الضياع فى بغداد بقوله : «البطالة مرتفعة ، والكهرباء نادرة ، ونصف الأطباء فى العراق قُتلوا أو هربوا ، ومن بين (28) مليون نسمة نزح (4) ملايين عراقى خارج ديارهم وفرّ مليونان خارج بلادهم .. أى أن ستة ملايين عراقى أصبحوا بلا منزل أو بلا وطن»! و يقرّر «إياد علاوى» أول رئيس وزراء للعراق بعد الغزو .. أنه إذا استمر العراق فى مساره المأساوى فالنتيجة الحتميَّة هى الفوضى والحرب الأهلية. و برأى «علاوى» فإن رئيس الوزراء «نورى المالكى» قد واصل المسيرة .. من انتهاك لحقوق الإنسان إلى قضاء مسيّس وخدمات رديئة بحيث «أصبح النظام العراقى ديكتاتوريًّا مرة أخرى ، وأصبحت بغداد من أسوأ الأماكن فى العالم لحياة البشر». و يذهب «فيصل أمين رسول الاسترابادى»- سفير العراق الأسبق لدى الأمم المتحدة وهو مدير مركز دراسات الشرق الأوسط فى جامعة إنديانا- إلى أن : «ديكتاتورية المالكى الناشئة أخذت من ديكتاتورية صدام و هنا التقدم الوحيد!» .. «تقوم واشنطن بتعزيز دور إيران فى العراق .. ونورى المالكى هو المرشح المفضل لإيران .. وتدعم الولايات المتحدة سرًّا نورى المالكى الذى يرى كثيرون أنه وراء التطهير العرقى للسنة فى بغداد .. إن واشنطن تقوِّى المالكى وتعزز المكانة الإقليمية لإيران».
(5)
يتساءل الكثيرون مع من تقف أمريكا .. والإجابة - فى اجتهادى - أنها تقف مع الجميع وضد الجميع ، هى مع الشيعة ضد السُّنة ، ومع السُّنة ضد الشيعة ، ومع السُّنة ضد السُّنة .. إن معادلة الغرب الواضحة تجاه الإسلام هى إحداث حالة من «توازُن الدمّ». لم يعُد الغربُ يروِّج لمقولات الثورة والديمقراطية .. بل صار يروّج للحرب الأهلية داخل الإسلام . يتحدث الغرب الآن عن حرب الثلاثين عامًا القادمة فى الشرق الأوسط .. وذلك على غرار حرب الثلاثين عامًا فى القرن السابع عشر فى أوروبا .. وهى الحرب التى اندلعت داخل المسيحية وقُتِل فيها الملايين وعمّ معها الفقر والبؤس ، و عاش الناس فى بلاءٍ عظيم. إنها الحرب المسيحية المسيحية التى مات فيها ثُلثَا السكان فى بعض المناطق ومات ثلث السكان فى ألمانيا.
(6)
لقد رصدتُ فى كتابى «خريف الثورة» حالة الإسلام ضد الإسلام .. والتبشير الغربى بالحرب الدينية . يقول «توماس فريدمان» : «لقد تسرعنا عندما قمنا بإجراء مقارنة سهلة بين الربيع العربى وسقوط حائط برلين .. إن المقارنة الصحيحة هى مع حدث أوروبى آخر هو حرب الثلاثين عامًا فى القرن السابع عشر .. ذلك الصراع الدينى السياسى الذى أدى فى النهاية إلى نظام جديد». و يمضى «فرانسيس فوكوياما» مع «توماس فريدمان» : «لقد استغرقت الديمقراطية وقتًا طويلاً فى أوروبا لكى تترسخ .. استغرقت مائة عام أو معظم القرن التاسع عشر . إن أوروبا لم تتحول إلى الديمقراطية مباشرة إلا بعد (الصراعات الدينية) .. أى أن أوروبا مرّت بالصراعات الدينية لمدة طويلة قبل أن تكون ديمقراطية». و يكمل «يوشكا فيشر» وزير خارجية ألمانيا الأسبق : «إن العالم العربى يشهد ثورات إسلامية وثورات مضادة .. و حين مرّت أوروبا بذلك لم تتمكن من تجاوز هذه الحالة من صراعات الدين والمذهب إلا بعد قرنين من الزمان !»
(7)
يواكبُ ذلك الفكر الغربى الإحباطى .. جهودٌ كبيرة من عملاءَ محليين يساعدون فى تمزيق الجغرافيا وتفكيك الدولة .. وكانت ما تُسمَّى «الفصائل الإسلامية» فى مقدمة الذين ذهبوا وراء الغرب فى طريق كسْرِ الإسلام وكسْرِ المسلمين . إنها «النانو دولة Nano-State» .. التى يريدها الاستعمار والعملاء .. معًا.
(8)
إن المتطرفين كالمستعمرين .. كلاهما عدوٌّ للإسلام والمسلمين .. يُحدِّثون أتباعهم عن «الخلافة» ويعملون مع سادتهم على «الإمارة». يزعُمون هدم «الدولة» من أجل بناء «الأمّة» .. ثم يُغرقون المسلمين فى مستنقع العَدَمْ .. فلا دولة ولا أُمَّة ! يردِّدون الآيات والأحاديث .. وهم يريدون عَرَضَ الحياةِ الدنيا ، ويشترُون بآيات الله ثمنًا قليلاً.
(9)
لو أن كل العالم صار عدوًا للمسلمين لكانَ أَهْوَن كثيرًا من أن يكون المسلمون بعضُهم لبعضٍ عدوا. حفظ الله الجيش .. حفظ الله مصر.

نقلاً عن صحيفة "المصري اليوم"

تعليق : كلام خطير جدا" يجب أن نستوعب العبر من تجارب الغير قبل الوقوع في الكارثة , على الجميع قراءة فقرة رقم 6 بتمعن .

 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

أدوات الرقـابة :
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كتاب الحب و الجنس في الإسلام للشيخ فوزي محمد أبوزيد قيثارة شجن المنتدى الاسلامي 0 19-11-2016 01:37 PM
دول الخليج و دولة قطر البرواز و الصورة منتدى بلادي قطر 0 24-08-2014 11:33 AM
بدائلنا فى دولة السيسى البرواز و الصورة المنتدى العام 0 07-06-2014 07:11 PM
رأى الإسلام فى الآداب والفنون الجميلة .. كتاب جديد عن قصور الثقافة البرواز و الصورة المنتدى الثقافي 0 13-07-2013 01:32 PM


الساعة الآن 08:55 PM