العودة   منتديات القطرية > ๑۩۞۩๑ المنتديات الفرعية ๑۩۞۩๑ > المنتدى العام
الإهداءات
البرواز و الصورة من الفوز بكاس اسياء : الف مبروك للمنتخب القطري الفوز بكاس اسياء للمرة الثانية على التوالي بعد فوزه بالبطولة الماضية عام 2019

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-09-2015 , 11:39 AM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,330
أخر زيارة : يوم أمس 02:40 PM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة غير متواجد حالياً

Icon37 حبر و ملح ( إنكار و نكران )



زاهي وهبي

تتباهى المرشدة السياحية في فيينا و هي تدلنا على شقة في أحد المباني قائلة إن بيتهوڤن سكنها ذات يوم ، أما في مدينة سالزبورغ فتغدو زيارة منزل موتسارت متعة حقيقية حين يجول الزائر في غرف المنزل و ردهاته متأملاً بعض ما تركه الموسيقي العظيم من نوتات بخط يده و بعض آلاته و مقتنياته المحفوظة كسرٍ مكنون . الأمر نفسه يتكرر في فلورنسا الإيطالية حيث متحفا مايكل آنجلو و رافائيل دافنشي أو في براغ التشيكية حيث متحف فرانز كافكا . المشهد نفسه يتكرر في معظم العواصم و المدن الأوروبية بل في معظم مدن العالم و عواصمه التي تحترم مبدعيها و تقيم على أسمائهم المتاحف و المعالم و تحفظ ذكراهم و إبداعاتهم و تعرف الأجيال المتعاقبة على ما قدموه للإنسانية من عطاءات نادرة ومقتنيات لا تقدر بثمن . لا نعرف إذا كانت المقارنة جائزة أم أنها ظالمة لطرفيها ؟ و كم هو مؤلم أن نكون على ضفة و العالم برمته على ضفة أخرى ، بلادنا نهب الحروب و الخراب و القتل و القتال و التطرف و التخلف و الاستبداد فيما العالم برمته يواصل سيره الحثيث نحو الأمام . يقضي المبدعون في أوطاننا من دون أن يشعر بهم أحد ، يمضون بصمت إلى مثواهم الأخير فيما البلاد غارقة في تذابحها و تقاتلها و «المحظوظ» منهم الذي يلتفت إليه الإعلام فتخصص لرحيله صفحة في هذه الجريدة أو تلك ، أو تقدم حوله و عنه حلقة تلفزيونية هنا أو هناك و كان الله يحب «المحسنين» هذا أصلاً إذا نجوا في حياتهم من سجون الأنظمة أو من المنافي القسرية و الطوعية ، يضاف إليها الآن ما يمكن أن يتعرضوا له من تنكيل على أيدي حركات التطرف و التخلف و الجهل . باستثناء حالات نادرة مثل منزل أحمد شوقي في العاصمة المصرية القاهرة و متحف جبران خليل جبران في مدينة بشري اللبنانية و متحف محمود درويش في رام الله الفلسطينية و ربما بعض حالات مماثلة قليلة في مدن عربية أخرى ، تبدو الصورة قاتمة و مؤلمة حيث يمضي المبدعون جل حياتهم و هم يكتبون أدباً و شعراً و موسيقى و يقدمون إبداعات رائعة في المسرح و السينما و التلفزيون و في الفن التشكيلي و سواه من فنون ، ثم حين تحين الساعة لا أحد يلتفت إليهم اللهم إلا إذا سارعت هذه السلطة أو تلك لمنح هذا المبدع أو ذاك وساماً لا يسمن و لا يغني من تكريم تضعه على و سادة فوق نعش المتوفى الذي لم ينتبه إليه أحد في حياته ، أما إرثه «المادي» و المعنوي فيذهب أدراج الرياح و النسيان . و لنا عبرة في دارة أم كلثوم و كيف صارت في خبر كان وحل مكانها فندق ، و حالها حال مئات المبدعين العرب ممن لا تحفظ أمانتهم و مقتنياتهم و أثارهم بفعل تجاهل السلطات المعنية أو جهلها و جشع بعض الورثة و غبائهم . نكتب عن ضرورة تكريم المبدعين و ندعو إلى صون ذكراهم و إبداعاتهم في زمن الحروب و القتل و القتال ؟! لهذا علاقة بذاك فلو كنا أمة تحترم عقولها و مبدعيها و تعلم صغارها احترام كبارها و تربيهم في البيوت و المدارس على تذوق الآداب و الفنون و تقديرها ، لا من باب الترف بل من منطلق أنها تساهم إسهاماً أكيداً في نهضة الأمم و تقدم الشعوب (طبعاً إلى جانب أمور أخرى مثل البحث العلمي و التنمية البشرية و سواها) لما كنا اليوم غارقين في بحار الدماء و في معمعات الحروب ، و لكانت بلادنا تسير إلى جانب بلاد الدنيا نحو مستقبل أفضل و أيام لا يعلو فيها هدير الطائرات و دوي المدافع و صليل الصوارم ، و لكنا على الأقل نحيا حياة عادية و نواجه مشاكل حياة مثلما تفعل معظم شعوب الأرض ، لكن طالما بقينا أمة لا تحترم عقلها بل تغتاله كل يوم بالقتل و القمع و التكفير و الإقصاء لن تكتب لنا نجاة مما نحن فيه من موت و خراب ، و احترام العقل يبدأ بالالتفات إلى أصحابه من مبدعين مفكرين و علماء و أدباء و فنانين و الحرص على إبداعاتهم التي لا يتفتح عقل أو يتطور في معزل عنها . كل ما عدا ذلك نكران و إنكار .

 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

أدوات الرقـابة :

الساعة الآن 12:07 AM