العودة   منتديات القطرية > ๑۩۞۩๑ المنتديات الفرعية ๑۩۞۩๑ > المنتدى الثقافي
الإهداءات
البرواز و الصورة من الفوز بكاس اسياء : الف مبروك للمنتخب القطري الفوز بكاس اسياء للمرة الثانية على التوالي بعد فوزه بالبطولة الماضية عام 2019

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-03-2016 , 06:29 PM   مشاركة رقم 1
نجمة القطرية
 
الصورة الرمزية شفافية
تاريخ التسجيل : Jan 2014
رقم العضوية : 37
المشاركات : 2,453
أخر زيارة : 14-07-2016 12:01 AM
الدولة : وطني الذي أعشقه .


بيانات إضافية

الجنس : انثى

الحالة : شفافية غير متواجد حالياً

Icon38 الطفولة الوظيفية



الطفولة الوظيفية




د / بدر بن عبدالمحسن السيد

عميد كلية الطب بجامعة تبوك



الأطوار التي تشكل ذواتنا والخبرات المكتسبة في مراحلنا العمرية المختلفة تستحق الوقوف والتأمل.. فبراءة وعفوية الطفولة تتسم بضعف القدرة على فهم القرارات متوسطة وبعيدة المدى.. والإتكالية المفرطة خصوصا في هذا الزمان.. ناهيك عن الرغبة العارمة في الإستمتاع باللحظة واللعب حركيا وإلكترونيا.. وبكل تأكيد فإن ذلك "العبث" من الأهمية بمكان في بناء شخصية الطفل بناءً متوازناً يعده للمرحلة التالية من النضج والإدراك.. وتمضي الأعوام لينضج ذلك الطفل الصغير ويصبح شاباً قادرًا على تحمل المسؤوليات وفهم المستقبل بشكل أفضل لا يخلو من حماسة الشباب وتكليف النفس فوق طاقتها أحيانا. وتستمر الحياة في تلقيننا الدروس يوما بعد يوم لنصبح أكثر خبرة وأصوب رأياً.. طبعا ذلك "لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد"..

لو حاولنا المقارنة وإنزال تلك الأطوار على الحياة الوظيفية لوجدنا تقارباً واضحاً إلى حدٍ كبير.. فمن موظف جديد يسعى لإنهاء ساعات الدوام دون النظر في جودة ما أحتوته تلك الساعات.. يبتهج بإستلام أول راتبه لينفقه في شراء هاتف جوال أو سفرة قصيرة هنا أو هناك.. هو يعلم المهام المناطة به دون إستيعاب كامل لثقافة ورؤية المؤسسة إلى ينتمي لها.. تزوره في مكتبه فلا يجد متسعا من الوقت ليرفع نظره عن هاتفه ليرد عليك! محادثات الوتسآب ولايكات الإنستقرام أهم بكثير من بذل مزيدا من الوقت في تطبيق مهارات التواصل الفعّال إن كان يدركها! للأسف لا يوجد دراسات محلية تحدد المدة التي يستغرقها الموظف للنضج.. وبكل تأكيد تلعب الفروقات الشخصية والمؤهلات العلمية هنا دورا كبيرا في طول تلك المدة وقصرها.. ثم يرتقي الموظف جودة في الأداء وإدراكا لأهداف المنشأة السامية إلى أن يصبح المرجع لزملائه اليافعين والقائد لهم.. ولكن المفارقة الكبرى تكمن في توقف بعض الموظفين عن النمو الطبيعي والمراوحة في مرحلة الطفولة الوظيفية! وأقول لهم بكل أسى: "إن كنت لا تدري فتلك مصيبةٌ.. وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم"!! وتلك الشريحة من وجه نظري تنقسم إلى قسمين: منهم من يتوقع بأن هذه العبثية هي كل ما تعنيه له كلمة وظيفة ولا داعي أصلا لبذل المزيد من الجهد للنمو والتطور.. وهذه الفئة يمكن معالجتها بالتوعية والتدريب.. أما القسم الآخر فهو الأخطر وهم من يمارسون الطفولة الوظيفية مع سبق الإصرار والترصد! لا يريد المزيد من المسؤوليات ويرغب في الإستمتاع دون قيود بجميع الإجازات والمميزات والبدلات. لا يملك الرئيس المباشر المغلوب على أمره سوى تقييم الأداء الوظيفي السنوي بعد آستنفاذ جميع الطرق الممكنة للتحفيز ماديا ومعنويا.

عندما تدخل أي منشأة أو تراجع أي دائرة تأمل في تصرفات الموظفين والموظفات تجد وبكل أسف أن العديد منهم لا زال يتشبث بطفولته الوظيفية.



توقيع : شفافية

 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

أدوات الرقـابة :
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
غشاء البكارة قصتي مع صديق الطفولة الذي أفقدني عذريتي ميرا الصغيرة منتدى الصحة 2 22-11-2014 09:35 PM


الساعة الآن 10:47 AM