العودة   منتديات القطرية > ๑۩۞۩๑ المنتديات الفرعية ๑۩۞۩๑ > المنتدى الثقافي
الإهداءات
البرواز و الصورة من الفوز بكاس اسياء : الف مبروك للمنتخب القطري الفوز بكاس اسياء للمرة الثانية على التوالي بعد فوزه بالبطولة الماضية عام 2019

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-02-2016 , 09:08 PM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,330
أخر زيارة : يوم أمس 02:40 PM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة غير متواجد حالياً

Foaeed الإخلاص و الصواب معا"



عمار علي حسن

يحمل الدين الإسلامى الكثير من المضامين المرتبطة بروافده الثلاثة و هى العقيدة و العبادات و المعاملات . و تلك المضامين التى تتوزع على عشرات الفروع تظهر فى تبلورها العام المستند إلى النص و الممارسة معاً أن هناك سمات معينة يتميز بها التصور الإسلامى تتمثل أساساً فى أن الإسلام دين واقعى يتجه إلى المثال و يوازن بين الضروريات و الحاجيات و التحسينات ، و ينادى بضرورة الانتقال من الظنى إلى القطعى فى المعرفة و الواقع المعيش ، و يزاوج بين الصواب و الإخلاص ، و ينزع إلى الكونية بوصفه رسالة إلى كل العالمين . لكن هذا التصور تراجع فى واقع المسلمين الراهن و بذلك خسروا كثيراً نهجاً وسطياً يعينهم على فهم الحياة الإنسانية و يجعلهم قادرين على وزن ما يعرض من أفكار بميزان دقيق دون تحجر يفضى إلى التخلف أو تفلت ينتهى إلى الفوضى . و هذه العناصر فى حاجة إلى شرح و تفصيل و جميعها يستحق هذا لكننى سأركز هنا على قضية «الصواب» و «الإخلاص» لأنها الأكثر إلحاحاً فى واقعنا المعيش نظراً إلى ارتباطها بالمشروع السياسى للحركات الدينية الذى أخذها إلى العنف و الإرهاب ، التى تتوهم أن إخلاصها لفكرتها كفيل بأن يعفيها من أن تجهد نفسها فى البحث عن طريق صائب تسلكه فى سبيل تطبيق هذه الفكرة المرتبطة أساساً بغاية محددة هى حيازة السلطة و الثروة . فالصواب وفق نهج الإسلام و تعاليمه يعنى السير فى اتجاه الحقيقة و عمل ما ينفع ، و الإخلاص يعنى أن تتعدى الغاية من هذا العمل حدود تحصيل عوائد دنيوية إلى ابتغاء مرضاة الله . و قيام الإخلاص بفك الارتباط بين المنفعة الدنيوية الضيقة و الصواب يساعد من يتلمسون طريق الصواب على أن يسيروا فيه دون كلل أو ملل ، فلا تحبطهم عوائد قليلة و لا توقف سيرهم عقبات بفعل صراع المصالح بين البشر فى تكالبهم المرير على متع زائلة . و من ثم فإن العلم فى بحثه عن الحقيقة و الإبداع فى تلمسه للجمال يجب ألا يفتقدا الروحانية و الخيرية التى يوفرها الدين و السمو الأخلاقى ، إذ إن هذا الافتقاد من شأنه أن يوجه دفة العلم إلى جلب الشرور و ينزلق بالإبداع إلى تخريب الذوق الإنسانى . و قد ضرب القرآن الكريم مثلاً مهماً فى هذا الشأن ليس من خلال تصويبه آراء و توجهات المسلمين فى مواقف محددة تعرضوا لها فى بداية الدعوة فحسب ، بل أيضاً حين زاوج بين الإخلاص و الصواب مقدماً الأول على الثانى حتى يوفر له عمقاً عقدياً يحميه من الانزلاق . ففى بداية الدعوة فى مكة قدم القران الجانب العقدى و الأخلاقى للإسلام ، فلما امن به أناس و صدقوا جاءت سور القران التى نزلت بالمدينة لتعلمهم كيف يحققون مجتمعاً فاضلاً ، أى يقوم على علاقات صائبة و مقاصد نبيلة . و هنا يرى كثيرون أنه ما من مرة تزاوج فيها الإخلاص و الصواب إلا و كانت المنفعة و القوة و الانتصار و التقدم ، و على العكس حين يغيب هذان العنصران أو أحدهما فإن الجهود تذهب سدى ، بل قد ينحرف بعض من يخلصون لأفكارهم إلى القتل و التخريب و هم يظنون أنهم يحسنون صنعاً . و تقدير ما إذا كان منتج فكرى معين أو مسلك و تصرف محدد يتوخى الإخلاص من عدمه يجب ألا يترك للبشر فهذا أمر بين الإنسان و ربه . و القاعدة التى من الضرورى اتباعها فى هذا الشأن أن ما ينفع الناس روحياً و عقلياً و مادياً هو أمر محمود دون شك و لا يخالف الدين فى شىء ، فكما سبق القول فإن الأديان شرعت لمصلحة الناس و لم يخلق الناس للدين . و إغفال هذه القاعدة أو ادعاء البعض حقاً فى الوصاية على الدين و امتلاكهم وحدهم القدرة على التمييز بين ما يخالف الشرع و ما يوافقه هو السبب وراء ما تتعرض له الأفكار من رفض ، و ما يلاقيه أصحابها من مقاومة لأنهم يعتقدون فى أن إخلاصهم لفكرتهم و غايتهم يعفيهم من أن يبحثوا عن الصواب .

 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

أدوات الرقـابة :

الساعة الآن 12:00 AM