[البرواز و الصورة]

سوران بالاني

اجتمع وزراء خارجية دول الخليج مجدداً في جدة، وأدانوا تدخلات إيران في الأوضاع الأمنية لبلدانهم، وكنا قد شاهدنا موقفاً أشد قبل ستة أشهر عندما اجتمعوا في المنامة، لكن يبقى السؤال المطروح: هل أخذت إيران بعين الاعتبار موقف جيرانها الست؟ أم هي مستمرة في إمداد عملائها؟
بعد قمة المنامة كنت أتصور أن دول الخليج ستغير موقفها بحق إيران من الأقوال إلى الأفعال، وتغير سياستها الدفاعية إلى الهجوم والرد بالمثل، لكن للأسف بقيت اللعبة على ما هي عليه، وما تغير هو أن إيران وسعت خطها الهجومي وتدخلاتها للعبث بأمن الخليج واستقراره.
فبعد قمة المنامة، ألم نشهد إلقاء القبض على شبكة تجسسية كبيرة تابعة لإيران في المملكة العربية السعودية؟ ألم نر أن إيران تعمل وبشكل يومي على زرع اللا استقرار السياسي والاقتصادي والأمني والاجتماعي في البحرين؟
ولم تكتف بهذا بل هي الآن تبعث بطائرات تجسس إلى سماء البحرين؟ ألم تعلن الكويت أن شبكات تجسسية تابعة لإيران ألقي القبض عليها؟ ألم تهدد إيران قطر بسبب قضية سورية؟ أليست إيران هي التي تحتل الجزر الإماراتية الثلاث وتستغل ثرواتها الطبيعية؟
خلال الأشهر الستة الماضية شهدنا أوسع تدخلات إيران في دول الخليج كجزء من تداخلاتها الدولية، لكن يبقى السؤال هو: أي رد فعلي شهدناه من دول الخليج على إيران في الوقت الذي نشهد كل هذه التدخلات من إيران في أوضاعها الداخلية؟!
وما يثير التأمل هو أن دول الخليج إما أنها لا تعرف إيران من حيث مشروعيتها عند المجتمع الإيراني، وإما أنها لا تمتلك معلومات كافية حول الأساس الذي قامت عليه الدولة الإيرانية... وإلا لماذا كل هذا الصمت؟
ما أود قوله هو أن إيران رغم مشاكلها الداخلية؛ بدءاً من المشاكل الاقتصادية والعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، وصولاً إلى مشاكلها مع دول الغرب وأوروبا وإسرائيل، وانتهاءً بوضعها السياسي المتأزم داخلياً، فهي مستعدة على الدوام للتدخل في شؤون الآخرين وتقديم العون لعملائها... ما السبب في ذلك؟
الخليج والإمكانات الاقتصادية الهائلة ووسائل الإعلام الضخمة التي تمتلكها، والمعارضة الإيرانية الكبيرة من كل القوميات، لماذا لا تستغلها لتشكل صداعاً سياسياً لإيران؟
لقد آن الأوان أن تنتهي سياسة التضرع لإيران، وحان الوقت أن تقوم دول الخليج بمقاطعة إيران اقتصادياً كورقة ضغط عليها، لقد آن الأوان أن تفتحوا أبوابكم في وجه أصدقائكم وتقدموا لهم العون، وأن تتخذ خطوات عملية لمواجهة نظام إيران الذي يعتمد في بقائه على خلق المشاكل والأزمات للآخرين.
سياسة إيران أكثر سياسات الدول افتقاراً للمبادئ على وجه المعمورة، نحن الكرد كجزء من هذا الإطار السياسي والإداري، نعرف إيران أكثر من أي فصيل آخر، تيقنوا من أن عملكم في الميدان سيقصر من عمرهم.

* ناشط سياسي كردي معارض

*نقلا عن صحيفة "الجريدة"

تعليق : نعم اتفق معك إلى متى الصمت ؟ السؤال هل تؤيد سياسة المواجهة و التصعيد بنفس اسلوبها مع دول الخليج أو اتباع نفس الاسلوب الحالي و هو غض الطرف و عدم التصعيد رغم الضريبة الباهظة التي ندفعها من امننا و استقرارنا و هو ما يشجعها على التمادي في التدخل في شؤوننا ؟