عبد الرحمن الراشد
«كل من يثبط أو يتكلم غير هذا الكلام هو غبي و أعمى و خائن . شيعة السفارة الأميركية خونة و عملاء و أغبياء ، و لن يستطيع أحد أن يغير قناعاتنا و لن نسكت بعد اليوم و لن نداري أحدًا». هذه الكلمات الغاضبة و المهددة هي لحسن نصر الله زعيم حزب الله موجهة ليست ضد خصومه التقليديين بل هذه المرة ضد أبناء طائفته الشيعية في لبنان . تعبر عن حالة الخلاف و تعكس الانتقادات و الاعتراضات المتزايدة ضده بعد أن طالت حرب سوريا و اتسعت ساحات القتال المطلوب من شيعة لبنان الموت فيها تلبية لمطالب قادة الحرب في طهران . و سبق إلقاء هذا الخطاب الحانق بأيام زيارة قام بها علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الأعلى في إيران جاء إلى بيروت في رسالة لنصر الله الأرجح أنها سبب حالة «النكد» و التعبئة الإضافية التي أعلن عنها بين صفوف الحزب و تهديداته لمن يعارضه ! و يعكس الخطاب الشق و الصراع داخل الطائفة التي كانت في الماضي مضرب المثل في الطاعة , أغلبية مؤيدة له و أقلية معارضة صامتة . اليوم و بعد تزايد الخسائر البشرية للحزب في سوريا و العراق يبدو أن الاعتراضات صارت تهدد مكانته و في السابق لم يكن أحد يجرؤ على مساءلته . و قد يقول البعض إن حزب الله ليس الغريق الوحيد في رمال الفوضى المتحركة فالمنطقة كلها تصارع فيها . هذا صحيح إلا أن الفارق هو أن البقية كتب عليها القتال حيث تدور الحرب في مناطقها أما حزب الله فإنه يقاتل في معركة النظام السوري في سوريا التزاما بوعد قطعه الإيرانيون للدفاع عنه . فصار حزب الله مثله مثل المرتزقة الذين جيء بهم من العراق و أفغانستان للقتال بعيدًا عن ديارهم بترتيب إيراني . و مع مرور الوقت و تزايد عدد جثث القتلى رَغْم أنه لا يعلن عن معظمها استنفد الحزب أعذاره التي بدأها بأنه يقاتل للدفاع عن المراقد المقدسة . و عندما اتضح أن معظم مقاتليه يسقطون في مناطق حرب بعيدة ابتدع عذر أن الحرب استباقية دفاعًا عن لبنان . يقول «لو لم نقاتل في حلب و حمص و دمشق كنا سنقاتل في بعلبك و الهرمل و الغازية و غيرها». طبعًا هذا تبرير غير منطقي أن تذهب للحرب في بلد ضخم حتى تمنعها عن بلدك ، الصحيح هو العكس ! بل إن مشاركة حزب اللَه بشيعته المتطرفين جلبت آلافًا من متطرفي السنة و هكذا تحولت سوريا إلى حرب شيعية سنية علوية ! حرب حزب الله في سوريا هي حرب إيرانية و خاسرة أيضًا . و سيرى مقاتلو الحزب لاحقًا أن طهران ستضطر إلى بيعهم أعني ستساوم عليهم للسير في أحد طريقين ، الخروج الآمن من سوريا أي هزيمة كاملة أو القبول بحل يخرج فيه رأس النظام الحل الذي كان النظامان يرفضانه و مات دونه مئات الآلاف من الناس . لهذا لا يوجد مبرر قاهر لحزب الله للقتال في سوريا فالإيرانيون يقاتلون من أجل النفوذ و جنون العظمة لحكم المنطقة . و مشاركة حزب الله الإيرانيين الحرب تتسبب له في كارثتين ، الأولى خسائر بشرية لم يخسر مثلها في كل حروبه مجتمعة ضد إسرائيل في ثلاثين عامًا ، و الثانية أنها تجتذب للبنان الجماعات المتطرفة التي تهدد الجميع و تشعل الحرب هناك . الهزائم ، و الجثامين ، و الجرحى ، و الوعود المنكوثة ، و الحرب المستمرة كلها تبين أن قيادة حزب الله لا تملك خيارًا سوى الاستجابة لمطالب طهران إلى آخر مقاتل لبناني . في كلمته يعبر حسن نصر الله عن عجزه مطالبًا أتباعه أن يدعموه في ظل الانتقادات و التشكيك و الرفض لزيادة التورط «الآن وقت التعبئة , الكل يستطيع أن يشارك و لو بلسانه ، كل من له صدقية عند الناس فليساهم بهذه التعبئة . يجب على العلماء التكلم ، و من له ولد شهيد أن يتكلم». و الأخطر من هذا لا يخفي نصر الله أعظم مغامراته قائلاً «في المرحلة المقبلة قد نعلن التعبئة العامة على كل الناس , أقول قد نقاتل في كل الأماكن». كل الأماكن تَعْنِي إرسال المزيد من أولاد الناس للقتال في العراق و اليمن ! و لأنه يدري أن حجم الرفض ضده يزداد داخل المجتمع الشيعي فإنه يهدد معارضيه : «لن نسكت لأحد بعد اليوم ، و من يتكلم معنا سنحدق في عينيه و نقول له أنت خائن ، أكان كبيرًا أم صغيرًا».
تعليق : و الله ما احد خائن غيرة العميل الحقير حسن نصر الله . فية مثل خليجي ايقول فوق شينة قواة عينة ؟ يعني خائن عينك عينك لا و ايفاخر بعد يا للوقاحة , و بدل أن ينكسف على دمة يتهم من يعارضة بالخيانة ؟ فعلا" زمن غريب و أن لم تستح فافعل ماشئت . لكن رب ضارة" نافعة يدرك بعدها الشيعة العرب أن الطائفية و التحالف مع الملالي هوا سبب كل هذا البلاء في المنطقة و يعودو إلى رشدهم و العيش بسلام في اوطانهم بدون تبعية لاحد و ان تكون المواطنة هي المقياس و ليس العمالة باسم المذهب . الدين لله و الوطن للجميع .