العودة   منتديات القطرية > ๑۩۞۩๑ المنتديات الفرعية ๑۩۞۩๑ > المنتدى الثقافي
الإهداءات

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-01-2013 , 09:09 PM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,358
أخر زيارة : 30-10-2024 02:24 PM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة غير متواجد حالياً

افتراضي روميو وجولييت .. الرومانسية في مواجهة الطائفية



شهدت خشبة مسرح الدراما بالمؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا" قراءة جديدة لمسرحية روميو وجوليت للشاعر والكاتب الانجليزي وليام شكسبير ، وهي ذات المسرحية التي تم تقديمها في بغداد على خشبة المسرح الوطني بالعراق ، مستلهمة التراث العراقي المشحون بلغة شعرية وموسيقى عراقية جسدت التراجيديا الإنجليزية بلغة عربية امتزجت بالحب والجمال . ويقدم العرض "كتارا" بالتعاون مع شركة المسرح العراقي ، لمدة أربعة أيام في الساعة الثامنة مساء ، وذلك ضمن استراتيجيته التقريب الثقافي . روميو وجولييت في بغداد من اعداد واخراج مناضل داود وسينوغرافيا جبار جودي وموسيقى علي خصاف وتمثيل سامي عبد الحميد وفوزية عارف ، ميمون الخالدي ، حيدر منعثر ، زهرة بدن وأحمد مونيكا ونخبة من شباب المسرح العراقي .

تحكي المسرحية قصة عائلتين عراقيتين تنتميان إلى طائفتين مختلفتين في العقيدة . وتقود الخلافات والتعصب الديني إلى معارضتهما لزواج شاب من هذه العائلة بشابة من عائلة أخرى , لكنهما يقرران مع ذلك الزواج سرا على الرغم من معارضة أهليهما . ورغبة ابو الفتاة تزويجها لابن أحد المجاهدين العرب الذين دخلوا للقتال في العراق ، وفي ختام المسرحية يلقيان حتفهما في انفجار إرهابي في إحدى كنائس بغداد في أحداث تشابه تماما الهجمات الانتحارية التي غزت العراق بعد الاحتلال . وتعد هذه المسرحية نظرة جديدة لرائعة الكاتب الإنجليزي وليم شيكسبير روميو وجولييت أعيدت صياغتها لتتحدث عن ذات قصة المأساة .. إلاَّ أنَّ أحداثها تدور في بغداد ، فتنقل المأساة الأصلية لحبيبين يُفصلان ليس بسبب الفروق الطبقية فحسب بل ولأسباب طائفية أيضا ، حيث تم تطعيم المسرحية بالروح العربية العراقية ، فالأشعار .. والموسيقى ، والطقوس ، والأغاني كلها من التراث العراقي ، مصطبغة كذلك باللون القاتم للانتقام والعنف الذي يطغى على المشهد العراقي اليوم ، فيقتل كل معاني الحب والجمال .

والمسرحية بشكل عام تتحدث عن الصراع الطائفي في العراق وضرورة وقفه وتستعين على ذلك بكل شيء عراقي حيث الأزياء والفلكلور والمقامات حتى رموز القصة الأصلية تحولوا إلى شخصيات عراقية لتصبح نهاية البطلين بنكهة واقعية عراقية وموجعة فيتم قتل روميو وجولييت في انفجار وبذلك تتحول مأساة روميو وجولييت الإنجليزية التي تتحدث عن الرومانسية في مواجهة التقاليد البالية إلى رمز عراقي للصراع الذي يفرق بين الإخوة في البلاد ، وفي أول لقاء يجمع البطلين في المسرحية العراقية يتحدثون عن 9 سنين مضت خلافات وصراع ودمار فتمتلئ المسرحية بالإسقاطات المباشرة أحياناً وأخرى يحاول المخرج أن يجعلها رمزية وغير مباشرة لكن الفهم الزائد للمشاهد عن ما يحدث في العراق وما يدور في مخيلته دائماً من صور يراها تحدث كل يوم في العراق يجعل تلك الرموز سهلة للغاية وقريبة الفهم ، بل وغاية في المباشرة كذلك.

جسد دور روميو مونيكا الذي حاول إيصال فكرة العشق المحاط بالحواجز التي تمنعه من حبيبته وتجبره على البعد عمن يحب لكن روح التحدي تتملكه فيقرر أن يتزوج جولييت سرا في كنيسة ، لكنها تتعرض للتفجير وتموت الفتاة الا ان الشاب يدعو ربه ويحمده حين يجد ان الفتاة حية ، لكن المجاهد العربي يدخل اليهما وهو متمنطق بحزام ناسف فيفجره عليهما ، ولقد جسدت دور جولييت الفنانة سروة التي تشعر بأن المسرح حرب بقدر ما هو هجوم على الحرب . وهو ما يتجلى عندما تنفجر جولييت بالبكاء والفزع والنحيب ، وعندما تؤدي سروة ذلك فإنك تستحضر فورا صورة الأمهات العراقيات وهن يجثون على ركبهن ويبكين لحظة دوي الانفجارات . من جانبه أكد الدكتور عماد سلطان نائب الرئيس للشؤون الثقافية في كتارا التزام الحي الثقافي بتقديم الثقافة العالمية بما يتناسب وموروثنا وثقافتنا ، مضيفا "نحن فخورون للغاية باستضافة روميو وجولييت في بغداد ، والتي نقلت لنا المشهد العراقي كما يجب أنْ يُرى ، واستلهمت الرائعة الكلاسيكية بصيغة عربية ، ولها صداها لدى الجمهور العربي سواء في لغته .. أو قضاياه ، أو مواضيعه التي تطرح أمامه دائمًا.

ويتيح هذا العرض لمحبي الفنون المسرحية في الدوحة الاستمتاع بمشاهدة العرض الذي تم إنتاجه خصيصا لافتتاح مهرجان شكسبير في مدينة سترادفورد ، وقدم عروضه في لندن ضمن فعاليات أولمبياد لندن 2012 . يشار إلى أن الفنان والمخرج المسرحي مناضل داود عاد إلى العراق في أوائل عام 2008 بعد أن درس المسرح في بغداد في أعوام السبعينات من القرن الماضي ، إلا أن اختياره غير الموفق كمخرج لأول مسرحية وهو في العشرينات من عمره قد انتهى به إلى المنفى ، وشارك في عدد من الأعمال التلفزيونية ، ومن أهم أعماله إخراج مسرحية «هنا بغداد» في عام 2009 على خشبة المسرح الوطني . ذلك العمل الذي أثار جدلا في الأوساط الثقافية حينها ، وبعد ذلك قدم داود مسرحية «مخفر الشرطة القديم» من تأليفه وإخراجه ، ثم جاء عمله الجديد «روميو وجولييت في بغداد» الذي قدمه أول مرة في أواخر مارس 2012 على خشبة المسرح الوطني في يوم المسرح العالمي .


تعليق : لعنة الله على الثورة إلا اسلامية في ايران و اذنابها في العراق و لبنان و كذلك القاعدة و السلفيين المتعصبين الذين حولوا حياتنا الى لطميات و تفجير و تكفير للأخر . عالم من التخلف نسأل الله اللطف و تنوير البصائر من هولاء الهمج و الغير انسانيين . لا مجال للجمال و الحياة السوية تحت سلطة هولاء , فمتى يعي الناس حقيقتهم و أن الدين منهم براء .

 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

أدوات الرقـابة :
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المدرسة الرومانسية .. شفافية منتدى الفن التشكيلي 2 16-04-2014 03:33 PM


الساعة الآن 01:47 AM