العودة   منتديات القطرية > ๑۩۞۩๑ المنتديات الفرعية ๑۩۞۩๑ > المنتدى العام
الإهداءات

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-07-2016 , 02:03 PM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,358
أخر زيارة : اليوم 01:50 AM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة متواجد حالياً

Icon37 بوتين زعيم السلاف الأرثودكس



مشاري الذايدي

لمزيد من الفهم لا بد من المرور و لو لماما على الخلفية الفكرية السياسية للرئيس «الإمبراطور» الروسي فلاديمير بوتين . بعد «التدخل» الروسي في سوريا تغيرت الأمور على الأرض و في الجو .. اقتحم بوتين سوريا بهواجس القياصرة الروس منذ فلاديمير الرهيب و بطرس الكبير و نيكولا الأول .. هواجس يعرف قراء التاريخ عنها الحماسة المسيحية الشرقية التي قوامها الكنيسة الأرثوذكسية و القومية السلافية . هذا المشرق من القسطنطينية حتى القدس يمثل لهذه «الروح» الروسية القيصرية المسيحية حالة خاصة و مشكلة معقدة ، و لم تكن حرب القرم الشهيرة مع العثمانيين (1853) بجانب منها إلا بسبب الغضب الروسي من عدم منح العثمانيين لهم امتيازات خاصة في المقدسات المسيحية بفلسطين . نعم ، الهاجس الديني و القومي ليس كل شيء لكنه قابع بخلجات النفوس و خلفيات الفعل الروسي اليوم بسوريا و غيرها . صحيح أن هناك دوافع تتعلق بالانتقام من أميركا و الناتو و استعادة الكرامة الروسية الجريحة حسب تصور قادة الروس ، و هناك أيضًا دوافع تتعلق بالنفوذ الاقتصادي و الوصول للبحر الأبيض و بحار الشرق الأوسط كلها . هذا معلوم لكن يجب التنبه لخطورة الدوافع التاريخية بتحركات الرئيس الروسي الحالي خصوصا أن بوتين لا يخفي ملامح الوجه المنقوع في تاريخ الحروب الدينية و القومية . بوتين قال أمام وفد الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية مؤخرا إنه «يجب إعادة القسطنطينية للمسيحيين كما أراد القيصر نيكولا الثاني». أثناء الحروب الروسية - العثمانية كانت أطماع قياصرة دولة «المسقوف» كما كان يسميها العرب واضحة في تأكيد دور القيادة المسيحية و استئناف الحروب الصليبية لتحرير الأرض المقدسة ، بعدما تخلت أوروبا الكاثوليكية بقيادة العاصمة الغربية للمسيحية فاتيكان روما عن هذا الواجب ، فكان لا بد من تحرير العاصمة الشرقية للمسيحية القسطنطينية وصولا لمهد السيد المسيح . لذلك تحالفت فرنسا و بريطانيا مع العثمانيين لصد الخطر الروسي و كانت معاهدة إستانبول (1856) مع العثمانيين لهذا الهدف . بوتين فيما يفعله بحلب الجريحة اليوم و في خدعه التي يقوم بها لافروف في جنيف من «1» لـ«3»، يقاتل و في ذهنه صور من هذا التاريخ المأزوم . العام الماضي بارك بوتين إطلاق فضائية روسية أرثوذكسية باسم «ستاري غراد تي في» و هو اسم كما تقول صحيفة «الحياة» مستوحى من التسمية الروسية «كوستانتيبول» أي القسطنطينية (إسطنبول) . و بطريرك الكنيسة الروسي (كيريل) وصف بوتين بأنه «معجزة الرب» الذي تمكن من انتشال روسيا . كل هذا يجري و الرئيس أوباما يقضي أيامه الأخيرة في حفلة «جاز» في حديقة البيت الأبيض أو يمازح الصحافيين في حفلته الأخيرة لهم متكهنا بأن بلاده قد تكون اقتربت من نهايتها!

 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

أدوات الرقـابة :

الساعة الآن 02:42 AM