العودة   منتديات القطرية > ๑۩۞۩๑ المنتديات الفرعية ๑۩۞۩๑ > المنتدى العام
الإهداءات
البرواز و الصورة من الفوز بكاس اسياء : الف مبروك للمنتخب القطري الفوز بكاس اسياء للمرة الثانية على التوالي بعد فوزه بالبطولة الماضية عام 2019

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-01-2016 , 04:36 PM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,333
أخر زيارة : اليوم 02:32 AM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة غير متواجد حالياً

Icon375 لغتنا الجميلة : حطي كلمن



زاهي وهبي

«ولدت اللغة العربية في غاية الكمال كأنها بلا طفولة و لا شيخوخة».

(أرنست رينان)

واحدة من أجمل لغات الأرض ، مرنة مطواعة تغدو بين يدي المتمكن منها عجينة يشكل بها ما شاء من معانٍ و رموز ، القابض على أسرارها لا يمكنه الا أن يكون عاشقاً متيماً بها كأنها حسناء تتهادى تيهاً و دلالاً عارفةً مكانتها و مقامها ، و إن تمنعت فعلى غنجٍ و دلال حتى بات سهلها الممتنع من أجمل ما يكون و أشهاه . و لئن اعتراها بعض شحوب و انحناء فليست العلة فيها و هي قليلة حروف العلّة أصلاً ، بل في أهلها الذين تكاثرت علاتهم يعاملونها كيتيمة على موائد لئام ، و في أبنائها الذين ينظرون إليها بدونية مقيتة و كأنها عالة عليهم لا عِلة كيانهم و عنوان وجودهم على قيد الأمم و الحياة ، غير مدركين أنهم من دونها يغدون كائنات هجينة مثل تلك الكائنات «المستنسخة» في أسواق العولمة الاستهلاكية . و اجب المرء إتقان لغات أجنبية و كلما عرف لغة جديدة أضاف إنساناً الى إنسانه ، لكن ما جدوى أن تربح العالم و تخسر نفسك ؟ هذا حال من يتخلى عن لغته الأم . «اللغة الأم» هل أجمل من إضفاء معاني الأمومة على اللغة لنفهم أكثر المصطلح و دلالاته , يمكننا طرح السؤال على الذين اغتربوا عن لغاتهم و اضطروا للكتابة بلغات أخرى و سوف نسمع مشاعر و أفكاراً مماثلة لتلك التي يعيشها المغتربون عن أمهاتهم . نعم ، اللغة قادرة على إحاطتنا بنوع من الحنان الرحمي باعثِ الدفء و الحرارة و الشعور بالانتماء ، و لئن كان حبل السرة بين الأم و مولودها يجب أن يقطع ليعيش الإثنان فإن حبل اللغة متى انقطع صار الكائن هجيناً غريب اللسان ، لذا نردد دائماً أن من الممتع جداً فك شيفرات اللغات الأخرى و التعرف على ثقافات أهلها بلسانهم لكن إياك أن تخسر لسانك . ليست اللغة مجرد أداة للتخاطب و التواصل بين البشر و تصريف شؤون عيشهم ، لو كانت فقط كذلك لَبقيت رموزاً و إشارات كما كان حالها زمن الكهوف و المغاور (المفارقة أنها تعود كذلك في كهوف التكنولوجيا حيث تبدو لغة مواقع التواصل عند كثيرين و قد عادت رموزاً و إشارات) و ليست أيضاً مجرد حامل هوية ، إنها صانع هوية أو على الأقل شريك أساس في تكون الهوية و تشكِّلها ، و بمقدار ما هي جزء من كينونة الهوية هي في الوقت ذاته جزء من صيرورتها ، تتماهى و تتماثل بحال أهلها ، الأمم الحية تنتج لغات حية تنتشر و تشيع حتى على ألسنة الأمم الأخرى ، أما الأمم الجامدة المتكلسة فإن حالها يرخي بظلاله على لغاتها حتى تصفر و تيبس و تتساقط كأوراق خريف ، لسنا نبالغ في ما نذهب اليه اذ ثمة لغات كثيرة انقرضت و صارت في المتاحف أو في خبر كان ، و لو لم تكن العربية ضاربة بجذورها في تربة عميقة لأصابها ما أصاب سواها ، و الحال أنها الآن ليست في أفضل حالاتها بفعل عدم إدراك شرائح واسعة من أبنائها أهمية رعايتها و صيانتها و تجديدها ، فاللغة أشبه بنبتة حية تحتاج ماء و سماداً و تشذيباً و رعاية دائمة ، و البرهان ما تفعله مجاميع اللغات في العالم كله من اعتماد مئات المفردات الجديدة كل عام . ربط اللغة بالهوية قد لا يرضي «المتعولمين» الداعين بذريعة العولمة الى التحرر من مفاهيم «بائدة» مثل اللغة و القومية و الوطن(!) و لهؤلاء يجوز القول إليكم الألمان و الروس و اليابانيين و سواهم من أمم ، هل نحن أكثر إسهاماً منهم في العولمة ؟ لماذا تحافظ أمم الأرض قاطبة على لغاتها فيما المطلوب منا أن نفعل العكس ؟ أن نتخلى عن لغة تمثل «روح الأمة» وفق ساطع الحصري فيما يراها المستشرق الفرنسي جاك بيرك «أشد القوى التي قاومت الاستعمار الفرنسي في المغرب (...) و حالت دون ذوبان المغرب العربي في فرنسا» («الفصحى لغة القرآن» لأنور الجندي). «ولدت في غاية الكمال» أي أنها ناضجة لا تعرف تجاعيد و لا انحناء اللهم الا اذا انصرف عنها أهلوها و تركوها في عراء الأيام . لعربيتنا ميزات لا تتسع لها أسطر و عجالات منها قوة التعبير حتى عن أدق خلجات النفس حيث لكل حال مفردة تقولها بل لكل رتبة من مراتب الحال ما يعادلها لغوياً و هذا نادر في عرف اللغات و قواميسها . اللغة ليست كلاماً أو صرفاً و نحواً و بياناً ، اللغة إكسير حياة .

تعليق : مش فاهم ايش يقصد الكاتب من عبارة حطي كلمن في العنوان ؟ لذلك على من يفهم قصده أن يفيدنا .

 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

أدوات الرقـابة :
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
دراسة طبية .. هذا ما يحدث لـ” الكلى ” بممارسة العلاقة الحميمة 3-4 اسبوعياً البرواز و الصورة منتدى الصحة 0 16-10-2015 03:00 PM
4 تصرفات تنفر الرجل وتقتل علاقتكما الحميمة البرواز و الصورة منتدى الأسرة و الطفل 0 31-08-2013 02:40 AM
رأى الإسلام فى الآداب والفنون الجميلة .. كتاب جديد عن قصور الثقافة البرواز و الصورة المنتدى الثقافي 0 13-07-2013 01:32 PM
للأزواج الجدد .. تجنّبا هذه الأخطاء في العلاقة الحميمة البرواز و الصورة منتدى الأسرة و الطفل 0 03-04-2013 03:58 AM
تعلّمي سرّ إظهار وإخفاء بعض انحناءات جسمك الجميلة البرواز و الصورة المنتدى العام 0 25-02-2013 12:44 AM


الساعة الآن 11:50 AM