العودة   منتديات القطرية > ๑۩۞۩๑ المنتديات الفرعية ๑۩۞۩๑ > المنتدى الاسلامي
الإهداءات

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-01-2014 , 10:51 AM   مشاركة رقم 1
عضوء
تاريخ التسجيل : Jan 2014
رقم العضوية : 32
المشاركات : 17
أخر زيارة : 12-01-2014 04:24 PM


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : سندباد غير متواجد حالياً

افتراضي لماذا كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يخافون من ربهم مع تبشيرهم بالجنة ؟



السؤال: لماذا كان الصحابة المبشَّرون بالجنة يخافون الله أشد الخوف ،
على الرغم أن الرسول صلى الله عليه وسلم بشرهم بالجنة ،
بل الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه كان أخوفهم؟

الجواب : الحمد لله
أولاً :
لا شك أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هم خير هذه الأمة وأفضلها .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
ومِن المعلوم بالضرورة لمن تدبر الكتاب والسنَّة , وما اتفق عليه أهل السنَّة والجماعة من جميع الطوائف :
أن خير قرون هذه الأمة في الأعمال ، والأقوال ، والاعتقاد , وغيرها من كل فضيلة :
أن خيرها : القرن الأول ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ،
كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه ,
وأنهم أفضل من الخلَف في كل فضيلة ، من علم وعمل ، وإيمان ، وعقل ، ودين ، وبيان ، وعبادة ,
وأنهم أولى بالبيان لكل مشكل
هذا لا يدفعه إلا مَن كابر المعلوم بالضرورة من دين الإسلام , وأضله الله على علم ،
كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : " مَن كان منكم مستنّاً فليستنَّ بمن قد مات ؛
فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة ، أولئك أصحاب محمد أبرُّ هذه الأمة قلوباً ،
وأعمقها علماً ، وأقلها تكلفاً ، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه ، وإقامة دينه ،
فاعرفوا لهم حقهم ، وتمسكوا بهديهم ؛ فإنهم كانوا على الهدى المستقيم " .
وما أحسن ما قال الشافعي رحمه الله في رسالته :
" هم فوقنا في كل علم ، وعقل ، ودين ، وفضل ، وكل سبب ينال به علم ، أو يدرك به هدى " .
" مجموع الفتاوى " ( 4 / 157 ، 158 ) .

ثانياً :
عبادة الله تعالى تتضمن الخوف ، والرجاء ، والمحبة له سبحانه تعالى ؛ وهذا هو كمال الإيمان .

قال ابن القيم رحمه الله :
وسبب هذا : اقتران الخوف من الله تعالى بحبِّه ، وإرادته ,
ولهذا قال بعض السلف : " مَن عبد الله تعالى بالحب وحده :
فهو زنديق , ومن عبده بالخوف وحده : فهو حروري – أي : من الخوارج - ,
ومن عبده بالرجاء وحده : فهو مرجئ , ومن عبده بالحب والخوف والرجاء : فهو مؤمن .

وقد جمع الله تعالى هذه المقامات الثلاثة بقوله :
( أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ
وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَه ) الإسراء/ 57 ،
فابتغاء الوسيلة هو محبته ، الداعية إلى التقرب إليه ،
ثم ذكر بعدها الرجاء والخوف , فهذه طريقة عباده ، وأوليائه .
" بدائع الفوائد " ( 3 / 522 ) .

ثالثاً :
لا يستغرب أن يكون الصحابة أشد الناس خوفاً من الله ، فكلما ازداد العبد إيماناً
ازداد خوفه من الله ، ألا ترى أن الله تعالى أثنى على أنبيائه ، ورسله بهذه الصفة ،
قال تعالى : ( الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا ) الأحزاب/ 39 ،

وقال عن الملائكة الكرام : ( وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ) الأنبياء/ 28 ،
وقال : ( يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) النحل/ 50 .

وهكذا كان حال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ،
فقد قال عن نفسه : (إِنَّ أَتْقَاكُمْ وَأَعْلَمَكُمْ بِاللَّهِ أَنَا) رواه البخاري (20) ومسلم (1108) .

قال ابن القيم رحمه الله :
والمقصود : أن الخوف من لوازم الإيمان ، وموجباته ، فلا يتخلف عنه ،
وقال تعالى : (فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ) المائدة/ 44 ,
وقد أثنى سبحانه على أقرب عباده إليه بالخوف منه ،
فقال عن أنبيائه بعد أن أثنى عليهم ومدحهم :
( إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ) الأنبياء/ 90 ،
فالرغَب : الرجاء , والرغبة ، والرهَب : الخوف ، والخشية .

وقال عن ملائكته الذين قد أمَّنهم من عذابه :
( يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) النحل/ 50 ،

وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
( إني أعلمكم بالله وأشدكم له خشية ) ،
وفي لفظ آخر : ( إني أخوفكم لله وأعلمكم بما أتقي ) – رواه مسلم - ،
وكان يصلي ولصدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء – رواه أبو داود والنسائي ، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " -

وقد قال تعالى : ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ) فاطر/ 28 ،
فكلما كان العبد بالله أعلم : كان له أخوف ،
قال ابن مسعود : وكفى بخشية الله علماً .
ونقصان الخوف من الله : إنما هو لنقصان معرفة العبد به ؛
فأعرف الناس : أخشاهم لله , ومن عرف الله : اشتد حياؤه منه ، وخوفه له ، وحبه له ,
وكلما ازداد معرفة : ازداد حياء ، وخوفاً ، وحبّاً ،
فالخوف من أجلِّ منازل الطريق , وخوف الخاصة أعظم من خوف العامَّة ,
وهم إليه أحوج ، وهم بهم أليق ، ولهم ألزم ." طريق الهجرتين " ( 423 ، 424 ) .

فعلى ذلك فلما كان الصحابة أعلم ، وأتقى لله ، وأعرف به
استلزم ذلك عظم خوفهم منه تعالى ، مع الرجاء ، والمحبة ،
وهكذا حال الأنبياء الذين هم أعرف ، وأعلم ، وأتقى لله تعالى من غيرهم من الناس .

ويمكن تلخيص أسباب خوف النبي صلى الله عليه وسلم
وصحابته الكرام ممن بشِّر بالجنة ، بما يلي :
1. أنهم عرفوا معنى عبادة ربهم تعالى ، وكان خوفهم من الله تعالى
هو تحقيق لركن من أركانها ، مع تحقيق ركني الرجاء ، والمحبة .
2. أنهم كانوا علماء بالله تعالى ، ومن كان بالله أعلم كان منه أخوف .
3. بحثاً عن مزيد ثواب ، وعظيم أجر ، من ربهم تعالى ،
قال تعالى : ( وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ) الرحمن/ 46 .

فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا وإياكم من أهل الخوف ، والرجاء ، والمحبة . والله أعلم
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

أدوات الرقـابة :
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
القيم الإنسانية في سورة الحجرات خطبة جمعة قيثارة شجن المنتدى الاسلامي 0 05-03-2020 04:21 AM
هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى إلقاء السلام قيثارة شجن المنتدى الاسلامي 2 12-03-2015 02:59 PM
رؤية خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم قيثارة شجن المنتدى الاسلامي 1 13-02-2015 10:57 PM
هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى النظافة الشخصية قيثارة شجن المنتدى الاسلامي 3 13-02-2015 09:59 PM
مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم - للأطفال ( البدء ) ابوعلي منتدى الأسرة و الطفل 2 17-05-2013 12:48 AM


الساعة الآن 01:51 AM