الموضوع: الذوق العام
عرض مشاركة واحدة
قديم 19-09-2013 , 05:03 AM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,330
أخر زيارة : اليوم 09:45 AM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة غير متواجد حالياً

Icon37 الذوق العام



رحاب أبو زيد

في مقالة الأسبوع الماضي كنت أرصد بعض علامات الاحترام الذي يفرض نفسه في دولة صغيرة مثل سنغافورة ، ليست مترامية الأطراف و ليست بالتعقيد في التشكيل الاجتماعي و التفاوت الثقافي , الذي قد تتسم به دول أخرى أكثر اتساعاً و قاعدة سكانية . لكن المتأمل في الواقع الذي نعيشه من ناحية التعاملات الشخصية و العامة و طبيعة العلاقات بيننا ، يجد في نهاية المطاف أن ذلك ليست له علاقة باحترام مساحة الآخر الخاصة و السياج الذي يحيط به من سمات و كيان و كرامة . في سنغافورة تجد المواعيد المنضبطة لوسائل النقل العام ، و إذا ما تعطل باص أو قطار فسرعان ما تجد عمال الصيانة متواجدين يقدمون الاعتذار و يباشرون العمل على إصلاح الموقف . علاوة على التجانس المدهش بين الأصول المختلفة المنحدرة من الصين و ماليزيا و الهند و تايلاند ، و منهم البوذيون و المسيحيون و المسلمون ، جميعهم يتعايشون في وفاق تام و احترام لحريات بعضهم البعض الدينية و الاجتماعية ، فلا تجد من يبادرك بسؤال متطفل بمجرد أن يجالسك في غرفة انتظار «هل أنت 110 أم 220؟»؛ لأنهم يثقون بأن ذلك لن يخدم أي هدف تقدمي للبلد .. بل سيشيع نوعاً من الفُرقة و التنافر! من هنا نخلص إلى حقيقة مهمة جداً ، و هي أن المسألة استعداد و إرادة شعب ، الأمر لا يتعلق بالخدمات الحكومية فقط ، بل يتعلق في بادئ الأمر برغبة الشخص نفسه في احترام ما له و ما عليه . إذ لا يزال بيننا من يُعاكس بسيارته خط السير في الشارع ، أو يسقط على صف من السيارات ليسبقها في الدوران بغير وجه حق ، و من لا يحترم الطابور في سوبر ماركت أو في مستشفى ، فيقاطع غيره ، و يسقط على دوره ، و يغافله بتجاهل صلف ، و إذا ما نبهته بذوق ، فقد تسمع منه رداً لا يسرّك مطلقاً سماعه .. أو قد يرمقك بنظرة لا تليق في مكان عام ! تدني معايير الذوق العام أمر جارح للغاية ، و منفر من الاختلاط بالآخرين و الولوج بين الناس في الأماكن العامة ، على الرغم من القاعدة الإيمانية العظيمة أن الإيمان أن تُحب لأخيك ما تحب لنفسك ، و الادعاء الشائع بصور المؤمن من إطلاق اللحى و ارتداء الحجاب ، و مع ذلك لا نعتني بهذه القاعدة النبيلة ، التي نهدم بتجاهلها كل صور الإيمان الذي نمثله .. فلا شيء يغني عن شيء ، أو يعوض عنه إذا ما انتفى الصدق مع النفس و اللياقة في التعامل مع الآخر . الآخر هو أنت و أنا و نحن و هم ! لا يجب أن يغيب عن بالك مطلقاً أن هناك من سيستخدم بعدك حماماً في مكان عام ، أو يقف مستعجلاً في طابور طويل ، فإذا كانت ظروفنا متشابهة ، فلمَ لا نحظى بشيء من التقدير من قِبل بعضنا البعض ؟

تعليق : من يفعل هذة الاشياء ببساطة غير متربي و ابن ستين كلب و لا ينفع مع هذا النوع المستهتر غير تطبيق قانون حازم يردع هذة الفئة المنحرفة اخلاقيا" و سلو كيا" .