عرض مشاركة واحدة
قديم 03-08-2014 , 03:11 PM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,332
أخر زيارة : اليوم 09:28 PM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة غير متواجد حالياً

Icon375 التعريف الغريب للنصر العربي ؟



سامي النصف

كانت هزيمة حرب السويس عام 1956 هي بداية التعاريف الكوارثية للنصر العربي الذي يجعلنا لا نتعلم من هزائمنا ، و من ثم حتما تكرارها فقد كتب الأستاذ هيكل آنذاك ان الانتصار في الحرب قام على معطى انها قامت على جائزة هي الاستحواذ على قناة السويس وبما انها بقيت في يد عبدالناصر فهو المنتصر ، ما لم يقله هيكل ان حرب 56 كانت هزيمة ماحقة بامتياز ، فقد نتج عنها فتح مضائق تيران لإسرائيل كي توسع علاقاتها وتجارتها مع دول آسيا وأفريقيا ، كما قامت مصر عام 57 بتعويض حملة اسهم شركة قناة السويس بمبالغ خيالية وكان بإمكان مصر ان تشتريها من بورصتي لندن وباريس بأبخس الثمن بسبب محدودية أرباح الشركة ، كما أسقطت تلك الحرب أحد أكبر أصدقاء العرب والمتحدث بلغتهم والذي أعطاهم عام 1942 وعدا بتحقيق وحدتهم مطابقا لوعد بلفور وهو وزير الخارجية البريطاني أنتوني ايدن ، اما بقاء القناة بيد مصر فلم يدع احد في تلك الحرب انه ينوي نقلها منها الى مكان آخر وهل يرضى احد تأميم متاجر هارودز بعد تملك المصري الفايد لها بحجة انها بنيت على ارض انجليزية بأيد انجليزية ؟! يا لها من حجة ساقطة ! و تلت تلك الحرب سلسلة من الانتصارات الكاذبة و الوهمية التي يقوم صلبها على ان نضع نحن لأهم هدف ندعيه للحرب وبما انه لم يتحقق حسب معطانا لذا نعتبر أنفسنا المنتصرين وهم المهزومين ، فحرب 67 التي دمرت بها الطائرات المصرية على الأرض في نسخة طبق الأصل مما حدث عام 56 قررنا ان سببها هو إسقاط نظامي الحكم في القاهرة و دمشق وبما ان النظامين صمدا وبقيا بعد الحرب فذلك انتصار باهر للعرب ، و تكرر الأمر في انتصارات حرب الاستنزاف 67 ـ 70 التي اضطر بسببها ناصر لسحب تعهده بلاءات قمة الخرطوم الثلاثة و قبل بمبادرة روجرز للسلام ، و مثل انتصار عرفات الباهر على اسرائيل في حرب بيروت عام 82 وخروجه منها مكللا بالغار الى تونس. و أعلن صدام انتصاره الباهر في حرب تحرير الكويت عام 91 وأسماها ام المعارك الخالدة وطبل لها من طبل لذا تكررت الحافر بالحافر عام 2003 على تخوم بغداد ، وكرت السبحة في الحروب اللاحقة مع اسرائيل فجميعها انتصارات باهرة على اسرائيل رغم ان الطرف العربي هو من ينجلي غبار معاركها وهو المجندل او المقتول او المأسور ومدمر المباني و الأنفس. و سيعلن الانتصار الباهر قريبا اذا لم يكن قد أعلن مع اللحظة الأولى لتوقف الحرب الحالية لغزة كي تمهد الأرض لانتصار مستقبلي قادم خلال اعوام قليلة ، و أي انتصار هذا وقد دمرت مبانينا لا مبانيهم وسفكت دماؤنا لا دماؤهم (ألف مقابل ثلاثين) و تيتم أبناؤنا لا أبناؤهم ، و حوصرت أرضنا لا أرضهم ، و عاش أهلنا في المخيمات بعد تدمير منازلهم بينما ينعم أهاليهم بالبيوت الدافئة العامرة ، و يبقى أطفالنا في الشوارع بينما يتلقى أطفالهم العلم في مدارسهم بأجل صوره ضمن صراع حضاري طويل المدى كما ندعي ، اذا كان هذا حال انتصاراتنا فما هو حال هزائمنا إذن ؟!

آخر محطة :
(1) خسائر إسرائيل بالسمعة وانقلاب بعض الإعلام الغربي عليهم هو كسب مؤقت قصير المدى سينساه العالم بسرعة عندما تقوم جماعتنا ـ كالعادة ـ بأعمال إرهابية مروعة تجعل من قام بلوم إسرائيل يعود سريعا لتأييدها .
(2) أما خسائرنا كعرب في غزة فهي خسائر دائمة فالألف شهيد لن يعودوا الى الحياة وكل حالة إنسانية منهم ستبقى إشكالا دائما ، فمن سيأتي بالرزق للأبناء ؟ و من سيبقيهم بالمدارس بدلا من البحث عن الرزق في الشوارع ؟ و من سيعيد بناء آلاف المنازل و المدارس التي هدمت مع انعدام وجود الأسمنت والحديد وغيرها من متطلبات البناء ؟
(3) في أعقاب الحرب الإسرائيلية على غزة 2008 أصدر لواء حرب حسام سويلم كتابا موسوعيا مختصا من 500 صفحة عن تلك الحرب وعن كيف بدأت وكيف انتهت ، و من يطلع عليه يجد ان ما يحدث اليوم هو صورة طبق الأصل مع ما حدث بالأمس وما سيحدث في الغد !


نقلاً عن "الأنباء"