الموضوع: قران داعش
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-07-2014 , 03:22 PM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,330
أخر زيارة : اليوم 01:46 AM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة غير متواجد حالياً

Icon38 قران داعش



محمد سلماوي

إلى كل من كانوا يتصورون أن التنظيم الإرهابى «داعش» قد يتجه فى يوم من الأيام لمحاربة إسرائيل وتحرير الأرض العربية الإسلامية المحتلة : خاب ظنكم فداعش نشأ ليحارب المسلمين فقط و أهدافه ستظل هى الأبرياء من المواطنين العرب فى العراق وسوريا وفى سائر الأقطار العربية. ففى تغريدة نشرها التنظيم الإرهابى على الصفحة التى يستخدمها لنشر بياناته قال «داعش» : إن الله فى القرآن الكريم لم يأمرنا بقتال إسرائيل أو اليهود حتى نقاتل المرتدين والمنافقين. و لما كان من يطلق «داعش» عليهم وصف المرتدين والمنافقين يملأون الوطن العربى بل و العالم الإسلامى ، فذلك يعنى أن التنظيم الذى يستخدم الإسلام فى قتل الأبرياء لن يتجه لقتال إسرائيل وتحرير القدس وباقى الأراضى العربية المحتلة قبل أن يُجهز على المسلمين جميعاً ، لأن المرتدين والمنافقين فى عرفهم هم من لا ينتمون لهذا التنظيم الإرهابى. و واصل التنظيم على نفس الموقع الإلكترونى فطالب بقتل من سماهم «الليبراليين الملحدين» دون أن يوضح إن كانوا هم أنفسهم المرتدين المنافقين أم أنهم فئة أخرى من المسلمين. و لكل من كانوا يتساءلون : لماذا لا يوجه هذا التنظيم جهوده لتحرير القدس مثلاً ؟ قالت الصفحة صراحة : لن تتحرر القدس حتى نتخلص من هؤلاء الأصنام أمثال آل النفطاوية فكل هذه العوائل عينها الاستعمار وتتحكم فى مصير العالم الإسلامى. و يجىء هذا الحديث الصادم رغم أنه ليس مفاجئاً فى الوقت الذى يتعرض فيه الشعب الفلسطينى الأعزل فى غزة لهجوم وحشى راح ضحيته حتى الآن 72 قتيلاً ووصل عدد الجرحى إلى 500 ، و هكذا يضرب «داعش» العرب فى العراق وسوريا وتضرب إسرائيل العرب فى غزة أى أن «داعش» لا يمتنع فقط عن الجهاد ضد المستعمر الغاصب الذى يحتل أراضى العرب المسلمين ، و إنما يقوم أيضاً بدعم مخططاته بأن يرتكب ما يرتكبه من جرائم بقتله المواطنين الأبرياء وهدم منازلهم وتشريدهم و كل هذا باسم الدين الذى هو منهم براء ، ثم يجىء هذا التصريح الأخير الذى يحاول أن ينسب للقرآن الكريم زوراً أنه أوصى بقتال الأهل قبل قتال الأعداء وهو ما لم نسمع به من قبل. إن استخدام القرآن الكريم فى تبرير جرائم تنظيم داعش الإرهابى لا يقل إثماً عن استخدام الدين الإسلامى نفسه فى تبرير القتل والتدمير وإشاعة الفوضى وتقسيم الأوطان. مثلما لهم إسلامهم الذى لا نعرفه فيبدو أن لهم أيضاً قرآناً غير ذلك الكتاب الحكيم الذى نعرفه.

نقلاً عن صحيفة "المصري اليوم"