الموضوع: رسائل نازفة ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-09-2015 , 07:28 PM   مشاركة رقم 10
نجمة القطرية
 
الصورة الرمزية شفافية
تاريخ التسجيل : Jan 2014
رقم العضوية : 37
المشاركات : 2,453
أخر زيارة : 14-07-2016 12:01 AM
الدولة : وطني الذي أعشقه .


بيانات إضافية

الجنس : انثى

الحالة : شفافية غير متواجد حالياً

افتراضي رد : رسائل نازفة ..


رسائل نازفة ..





طفلة في عمر الزهور لا زالت تلهو مع رفيقاتها وتركض احياناً لترتمي في أحضان أمها

طفلة لم تتجاوز الثالثة عشر لا زالت تحتفظ بالدمى والألعاب ترسم أحلامها بلون الزهر كثيرة هي أحلامها وطموحاتها





يتيمة فقدت ابتسامة أبيها ورحمته وكفه الحانية ورأت في أخيها الأكبر

ما يعوضها عن فقدان الأب أحبته كثيراً اتخذته سنداً وأماناً من قسوة الزمن

وذات يوم أخبرتها أمها بأن أخاها قد عزم على الزواج كادت تطير فرحاً : سيتزوج أخي وسيكون له أطفال

ولكن كان هناك سداً يقف دون تحقيق حلم أخيها أخبرها أخوها أنه يحب الفتاة ولا يريد سواها زوجة له

فسألت ببراءة الطفولة وطهرها : وما الذي يحزنك إذن ؟!

أجابها بحزن : أخوها الأكبر يرفض زواجي منها

ردت ولماذا يرفض والكل يتمناك زوجاً لبناتهم ؟!

سكت ولم يتكلم لقد كان الجواب صاعقة أحرقت أحلامه

سألته مراراً .. فأجاب : له مطلب أذا لم أوافق عليه لن يوافق على زواجي من أخته

ردت بعفوية : وما الذي يمنع من تنفيذ مطلبه ؟!

نستطيع أن نجمع المال ونعمل المستحيل لتتزوج البنت التي تحبها

فأجاب : ليت المال يحقق مطلبه ؟!

نظرت بدهشه وأعادت السؤال : ماذا يطلب إن لم يكن مالاً ؟!

سكت والحزن يرتسم على ملامحه وقام ولم يجب احتارت وفكرت كثيراً





يا تُرى ماالشئ الذي يطلبه مقابل زواج أخي من أخته ؟!

ولكن أخي يحبها ولن يكون سعيداً إذا لم يتزوجها ذهبت لأمها وسألتها عن الخبر وسكتت الأم أيضاً

ويمر أسبوع وهي ترى ملامح الحزن والخيبة على وجه أخيها

أخيها الذي تحبه وتريد أن تفعل المستحيل لتراه سعيداً ولكنها ما زالت صغيرة لا تملك شيئاً كي تفعله من أجل سعادته

وذات يوم خرجت مع رفيقاتها يلعبن ويمرحن بين الحقول في مزارع القرية






فقالت احداهن : هل سنراك عروساً قريباً إن شاء الله ؟!

ضحكت رفيقاتها وهنّ يرين الدهشة في عينيها

وصرخت فيهن : ما هذا الكلام ؟! ما زلت صغيرة ؟!

قالت أخرى : الم يخبرك أخوك أن أخا فتاته قال له : تتزوج أختي مقابل زواجي من أختك

شهقت الصغيرة من الدهشة والصدمة وقالت : كيف ذلك ؟! ليس لدينا أخت كبيرة في سن الزواج

تضاحكن وقالت واحدة منهن : يريد أن يتزوجك أنت

نظرت فيهن ثم ركضت عائدة للمنزل لقد فهمت الآن سبب حزن أخيها وفهمت لماذا لا يستطيع المال أن يحقق له مطلبه






فكرت كثيراً وقررت أن تسأل أمها عن حقيقة هذا الخبر فأخبرتها أنه صحيح

أخيراً قررت أن تكون سبباً لسعادة أخيها وزواجه ممن يحب وأخبرت أمها وأخيها أنها توافق

رفضت الأم وقال لا أنتي ما زلتي صغيرة وليبحث أخوك عن فتاة أخرى

طفلة لم تعرف معنى الزواج ظنت أنه سيكون رحيماً بها كأبيها وأخيها ولم تفكر ماذا يمكن أن يحدث لها

تم الزواج شاب في الثامنة والعشرين وعروس في الثالثة عشر لا زال جسدها يحمل معالم الطفولة لم تكتمل أنوثتها بعد







أخذت الأم عليه المواثيق أن يصبر عليها ويتركها مع أخواته حتى تكبر فما زالت طفلة فوعدها بذلك وكان كاذباً خبيثاً

وفي بيت الزوجية حدث مالم تكن الطفلة تحتسبه أو حتى تفهمه ويستوعبه سنها الصغير

وفي غرفة النوم شعرت بالخوف من تلك النظرات وفجأة تحول الزوج إلى ما يشبه الكائنات المفترسة






وبكل وحشية وانعدام الإنسانية انتهك براءة الطفولة ونزفت دماء الطهر وارتفع صوت الألم والاستغاثة والاستعطاف

كالوحش الكاسر لم يرحم ضعفها وبكاءها ودموعها الغزيرة واستغاثتها وكأن في أذنيه وقراً





وأخيراً حملها لأقرب مستوصف في قريتهم اصيب الجميع بالصدمة للعنف الذي اصاب الطفلة تحت مسمى الزوجية

اعطيت بعض العلاج المتوفر لديهم وطلبت الطبيبة الابتعاد عنها حتى تُشفى من جروحها ونزفها

ولكنه كان قاسياً بلا قلب ولا رحمة عاد بها لمنزله بدلاً من أن يذهب بها الى أمها الرحيمة

ثم أعاد الكرة رغم الألم ونداءات الاستغاثة وطلب الرحمة ونظرات الفزع في عينيها

وفي اليوم الثالث خفت الصوت الطفولي البريء وانقطعت الأنفاس الطاهرة وصعدت روحها إلى بارئها

بكت الأم فقد طفلتها وبكى كل من في القرية وليت البكاء يرد الأموات لعادت إليك روحك يا إلهام الصغيرة البريئة






هذه رسالة نازفة ...

من طفلة أُنُتهكت طفولتها وبراءتها واُزهقت روحها الطاهرة بسبب الجهل والفقر والشهوة الحيوانية


ومضة ألم ...

عندما يجتمع الجهل وقسوة القلب والرغبة الحيوانية الدنيئة

ينحدر الإنسان الذي كرّمه الله ليصبح أكثر انحطاطاً من الحيوان

فـ تنتهك الطفولة تحت مسمّى الزواج وتنزف البراءة وتزهق الأنفاس حدّ الموت




توقيع : شفافية