الموضوع: رسائل نازفة ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 27-09-2014 , 09:16 AM   مشاركة رقم 9
نجمة القطرية
 
الصورة الرمزية شفافية
تاريخ التسجيل : Jan 2014
رقم العضوية : 37
المشاركات : 2,453
أخر زيارة : 14-07-2016 12:01 AM
الدولة : وطني الذي أعشقه .


بيانات إضافية

الجنس : انثى

الحالة : شفافية غير متواجد حالياً

افتراضي رد : رسائل نازفة ..



رسالة نازفة ..



عاشت مع أبوين وثلاثة أشقاء وثلاث شقيقات كانت الصغرى في العائلة

مرحة طموحة محبوبة من الجميع متفوقة في دراستها ، ترسم المستقبل بألوان الفرح والبهجة

وهاهي اليوم تحقق أمنيتها لتكون معلمة تنير العقول بمصابيح العلم والمعرفة

تزوج أخوتها الشباب وتزوجت أخواتها أيضاً قبل أن يكملن تعليمهن الجامعي

أما هي فقد كانت تطمح لإكمال تعليمها ثم الزواج وتكوين أسرة سعيدة وناجحة

جاءت فرحة ومبتهجة تحمل راتبها الأول وتمنحه مناصفة لأبيها وأمها هدية لهما

واعترافاً بفضلهما في تربيتها وتعليمها حتى وصلت إلى حلمها الذي كانت تتوق لتحقيقه

وتسير عجلة الحياة ويتقدم لخطبتها رجل فيه من الصفات ما ترغبه كل فتاة ليكون لها زوجاً





وتفرح هاهو حلمها الثاني سيتحقق ستصبح عروساً ويكون لها زوج واطفال وحياةً سعيدة

فهي تعشق الأطفال وتحلم بالأمومة في ظل زوج طيب وحنون

ولكن تفاجأ برفض والدها للخاطب بحجة أنه شاب مكافح ويطمع في مرتبها

وتصمت على مضض ويتوالى الخطاب رغبة في الارتباط بها كزوجة وأم لأبنائهم

والنتيجة في كل مرة الرفض من والدها ،

ذات يوم حدثتها زميلة لها في العمل بأنها ترغب في خطبتها لأخيها

وهو أكاديمي جامعي وميسور الحال ومن عائلة معروفة وغنية كادت تطير فرحاً

هذا لن يرفضه والدها فهو غني ووظيفته مرموقة ولن يكون طامعاً في مرتبها كما يقول والدها

وأخيراً ستكون لها أسرة مع زوج يحبها وأطفال يرددون على مسامعها ماما .. ماما ..





وكانت الصدمة هو أن أباها أيضاً لم يوافق تحدثت معه وحاولت إقناعه ولكنه رفض

ولم يستمع لتوسلات أمها التي تريد أن تفرح بها قبل أن يفوت ابنتها قطار الزواج


وتمضي السنوات ويتوقف الخطاب عن طرق بابها وتشعر بالحسرة والألم والحرمان

يأتي أخوتها وأخواتها لزيارة والديها ويمتلئ البيت بضجيج الأطفال ويعتصر قلبها ألماً

هي أيضاً تريد ان تكون أماً وتتلهف لسماع كلمة ماما من أطفالها

وتتوفى والدتها التي كانت تحتضن حزنها وألمها لتخفف عنها الكثير

وتمضي الشهور ويسقط الأب على فراش المرض لتكون له الأبنة والممرضة والخادمة

تطعمه بيدها وتعطيه الدواء وتقوم بكل احتياجاته ثم تنهمك في أعمالها لتنسى آلامها

ويأتي أخوتها وأخواتها في زيارات خاطفة تسألهم : أين أبناءكم لماذا لا تحضرونهم ؟

فيعتذرون بانشغالهم بالدراسة وضيق الوقت وأعذار واهية..

هي تحبهم وعندما تحتضنهم تشعر بحنان الأمومة التي حُرمت منها


وهاهو والدها يشعر بدنو أجله ويرى وحدتها وذلك الحزن المرتسم على ملامحها

يمسك يدها قائلاً : سامحيني ياابنتي لقد ظلمتك وحرمتك من الزواج بسبب طمعي في راتبك أرجوك

تصمت وتغرق عيناها بالدموع .. وتردد في نفسها :

وما الفائدة الآن من استيقاظ ضميرك يا أبي وقد بلغتُ الأربعين من العمر بلا زوج أو طفل


ويكرر عليها أبوها توسلاته بأن تسامحه ، فترد من بين الدموع : قد سامحتك يا أبي ولـ يغفر لك الله

يبكي والدها حسرةً وندماً وما هي إلا أيام حتى يلفظ أنفاسه الأخيرة بين يديها الرحيمتين

رحلت أمها ، ورحل أبوها ، وانشغل أخوتها وأخواتها بحياتهم وأبنائهم


تمضي الأسابيع دون أن يسأل عنها أحد أو يزورها ليدخل على قلبها الأنس

أصبحت كالآلة تنهك نفسها في العمل صامتة حتى بين زميلاتها لا تجد الفرح والأنس

تنظر في المرآة ترى الزمن قد بدأ يرسم تضاريسه في وجهها والبياض يغزو شعرها

وحيدة بلا زوج يحتويها حباً واهتماماً ولا طفل تحتضنه ويناديها ماما





فـ ينزف قلبها الموجوع ألماً .. وتسيل من عينيها الدموع دماً .


هذه رسالة نازفة ...

من فتاة حرمها والدها حقاً مشروعاً من حقوقها لتكون زوجةً وأماً

فقط بسبب الطمع في راتبها وعدم التفكير والاهتمام بمستقبلها



ومضة ألم ...

عندما يحتكر الأب حرية ابنته ويعضلها عن الزواج ظلماً وطمعاً

ليغرس في قلبها خنجر الحرمان والحسرة مدى العمر





توقيع : شفافية