الموضوع: رسائل نازفة ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 14-07-2014 , 02:56 PM   مشاركة رقم 6
نجمة القطرية
 
الصورة الرمزية شفافية
تاريخ التسجيل : Jan 2014
رقم العضوية : 37
المشاركات : 2,453
أخر زيارة : 14-07-2016 12:01 AM
الدولة : وطني الذي أعشقه .


بيانات إضافية

الجنس : انثى

الحالة : شفافية غير متواجد حالياً

افتراضي رد : رسائل نازفة ..



رسالة نازفة ..




طفلان صغيران بيتهما متجاوران ترتبط أسرتيهما برابطة قوية

كانا يلعبان سوياً كل يومٍ تنمو في قلبيهما بذرة الحب البريء وتكبر معهما عاماً بعد عام

ويبلغان سن النضج وتحتجب عنه وفقاً لمنهج الشريعة الإسلامية

فلم يعد يراها كالسابق ولم تعد تلتقي به متى ما أرادت اللعب معه

ولكن تبقى أرواحهما متعانقةً قد ربط بينهما الحب الطاهر البريء

رسم كل منهما أحلامه ومستقبله الزاهر حول الآخر سوف يكونا شريكين لحياة واحدة

انهى تعليمه وحصل على وظيفة مرموقة واقترب موعد تحقيق حلم حياته بارتباطه الشرعي بفتاته توأم روحه

غداً إن شاء الله سيذهب مع والده لخطبتها ..

ويرن هاتفها المحمول .. إنها أخته تخبرها بالخبر السعيد الذي طالما انتظرته





كادت تطير من الفرح تعد الساعات والدقائق والثواني

وجاء الموعد حضر مع والده متقدماً لخطبتها وبعد انقضاء واجب الضيافة ودعهما والدها وأغلق الباب

مضت ساعة ولم يحدثها أبوها بشيء ، حتماً سيخبر والدتها أولاً لتخبرها هي بدورها

هي تعلم أن أباها يحبه وكان يقول أنه شاب رائع يتمناه كل أب زوجاً لابنته ومن المؤكد أنه سوف يوافق

وبعد ساعة أو أكثر من مغادرته هو وأبيه هاهو هاتفها يرن مجدداً

إنها أخته لابد أنها ستنقل لها البشرى بموافقة والدها بالخطبة مبدئياً

فتحت الخط واعتصر قلبها الخوف كان صوت أخته لا يحمل نبرات الفرح

سألتها بلهفةٍ وخوف : ما بك ؟ بربك اخبريني هل حصل له مكروه ؟

اجابت : انه في شبه انهيار ، لقد اعتذر والدك بأنه رغم حبه له ونبل أخلاقه إلا أنه لا يمكنه الموافقة على زواجكما


وقال له أن العادات والأعراف في القبيلة تقتضي أن لا تتزوج الفتاة من غير ابناء عمومتها

سقط هاتفها أرضاً من هول الصدمة اقفلت باب غرفتها وانخرطت في بكاء هستيري

كيف تتحكم الأعراف والتقاليد القبلية البالية في حياتي ومستقبلي ؟!

وماذا عن قلبي وحبي وحلمي الذي رعيته سنين وانتظرت ان يتحقق ؟!

ظلت تبكي وتنتحب لم يشعر بمأساتها أحد فقد حكم والدها على مصيرها وأصدر حكمه حتى دون أن يعرف رأيها





هذه رسالة نازفة ...

من شابٍ وفتاة ارتبطا بحبٍ طاهر شريف فالتف أخطبوط العادات والأعراف القبلية حول قلبيهما ليخنق حبهما الطاهر ويقتله وهو في مهده

ومضة ألم ...

عندما يُخنق الحب البريء ظلماً واستبدادا بمشنقة التعصب القبلي المتطرف

ويترك وراءه أجساداً شبه ميتة بلا أرواح بعد أن كانت تنبض بالحب والحياة وتضج بالأمل والتفاؤل .





توقيع : شفافية