[شفافية]

أنت مستغرقٌ في الغياب

وبعيدٌ عن ناظري

وأنا هنا أنتظرُ على أرصفة الشوق والحنين

أتأملُ وجوه القادمين لعلِّي أجدك بينهم

ثم أعود محملةً بالخيبة والألم

وفي كل مساء

أغزل من ضوء القمر ستائري الفضية

وأزينها بالنجوم المتلألئة السنيَّة

وأوقد شموع الفرح والهناء

وأنثر الورد في الأرجاء

أرتدي فستاني الأسود المخملي

وأزين عنقي بعقدٍ ألماسي

واسكب عطري الباذخ

الذي طالما أثملك عبيره

وأظل أرقب القمر وأسأله

هل تراه الآن أيها القمر ؟

هل تسللتَ بأشعتك عبر نافذته ؟

وهل سامرته الليل كله ؟

كم أحسدك أيها القمر وأغار منك

تقتحم خلوته من خلال نافذته

وتقبل جبينه وتسامره

ثم تظل تحرسه حتى بزوغ الفجر

وأنا هنا وحيدة قد أرهقني الفراق

وعذبني البعد وطول المسافات

أيها الحبيب الغارق في الغياب

عندما تعود ذات مساء كما وعدت

وتود الاعتذار عن غيابك الطويل

سأضع يدي على فمك

وأقول لك اصمت !

يكفيني أنك الآن أمامي حاضر

حقيقةً وليس خيالاً أو أفكار

فلا تفسد حلاوة اللقاء بكلمات الاعتذار

فأنا قد أرهقني البعد عنك والانتظار

ولا أتوق إلا أن أرتمي بين أحضانك

أن أسمع نبضك وأشعر بدفء أنفاسك

ليتفتح الزهر في قلبي وصدري

وينسكب رحيقه في أوردتي وشراييني

ليفوح شذاه من مساماتي وأنفاسي

وتشرق الشمس سناءً في جبيني

فأنا لا أكون أنثى طاغية الفتنة والجمال

إلا لك وحدك وبين يديك وفي أحضانك

ويبقى السؤال الحائر :

متى ستعود ؟

ليبتسم الكون فرحاً أمام عينيك

ويتفتح الورد ناضراً بين يديك

ويغدو الأوكسجين عبيراً لرئتيك

وأكون أميرة تضجُّ فتنةً بين ذراعيك

أختال غنجاً ودلالاً أمام ناظريك

ويحسدني كل الفتيات عليك

فـ قل لي بربِّك متى ستعود ؟






نبض قلمي / خاص وحصري لمنتديات القطرية .

لا أسمح بنقله لمنتديات أُخرى .