عرض مشاركة واحدة
قديم 18-01-2015 , 02:06 PM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,330
أخر زيارة : 08-05-2024 05:35 AM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة غير متواجد حالياً

Icon38 عذراً أبا الزهراء .. فقد أسأنا جميعاً !



ناجح ابراهيم

عذراً رسول الله يا أبا الزهراء .. فقد وقع الجهلاء طعناً فيك يا سيدى .. و أصبحت غرضاً لـ«صراع الجهالات» .. فهذا دنماركى يطعن فيك .. و هذه شارلى إبدو تسيء إليك .. ثم يأتى غلمان ليقتلوا هؤلاء بدلاً من دعوتهم و هدايتهم .. فالفكرة ترد بالفكرة و الرأى يرد بالرأى و الكاريكاتير بالكاريكاتير .. أما الرد بالرصاص أو المتفجرات فيضر دوماً رسالة الإسلام و نبيه العظيم .
إن هؤلاء و أمثالهم ممن يجهلون قدر النبى و لا يعرفون عنه شيئاً يحتاجون إلى قلب داعية يحب هداية الناس .. إنه يحتاج لروح مثل روح محمد (ص) و قلب يشفق على الناس من دخول النار ، و نفس داعية يعتبر هؤلاء و أشباههم مشاريع دعوة لا مشاريع قتل .. إنهم يحتاجون إلى قلب رقيق مثل قلب محمد(ص) الذى ضربته ثقيف و آذته و شتمته فرفض أن يدعو عليهم و دعا لهم : «اللهم اهد ثقيفاً وأت بهم».. و هذه أم أبى هريرة تشتمه صباح مساء فتتمزق نفس أبى هريرة بين عاطفته الفطرية نحو أمه الجاحدة و عاطفته الدينية نحو نبيه الحليم الذى رفض أن يقتص منها و دعا لها « اللهم اهد أم أبى هريرة» فتسلم من فورها .. و يرفض أن يقتل زعيم المنافقين قائلاً «نحسن صحبته ما عاش بيننا».
إن كثيراً من الذين كفروا بالله يتحمل المسلمون جزءا من مسؤوليتهم فقد قصرنا فى دعوتهم ، أو دعاهم البعض بطريقة منفرة أو أراد البعض قتلهم .. أو أعطاهم البعض صورة سلبية عن الإسلام و نبيه الكريم .
لقد قال بعض أعضاء البرلمان الدنماركى للعلماء و الدعاة الذين زاروهم بعد نشر إحدى الصحف الدنماركية رسوماً مسيئة للنبى (ص) : «كنا ننتظر منكم أن تحدثونا و تعرفونا بنبيكم بدلاً من شتم الدنمارك كلها بذنب بعضنا».. و بعدها أسلم الكثير منهم و افتتح أكبر و أول مسجد فى كوبنهاجن .
إن قتل هؤلاء أو تفجير صحفهم لن ينشر الإسلام و لكنه سيحاصره و يعطى قبلة الحياة لخصومه و لمن يريد إقصاء شريعته و المسلمين .. و يعطيهم المبرر تلو الآخر لوصم هذا الدين العظيم بكل ما هو سيئ .. إننا نعطيهم الحبل الذى يشنقوننا به .
إن هؤلاء يحتاجون لقلب داعية رحيم يحب هداية الخلائق أكثر من قتلهم .. إن هؤلاء الشاردين العابثين و المسيئين أحوج ما يكونون إلى قلب داعية عطوف رحيم ودود يريهم بحنانه حنان الإسلام و بعطفه و عفته و زهده عطف و عفة و زهد النبى .. و بعقله و حكمته و نضجه حكمة و حلم النبى .. و يفهمهم أن التقوى ليست وليدة بلادة الفهم أو قصور الفكر و لكنها وليدة عقل سديد و قلب سليم .
لقد قصرنا فى تقديم الإسلام و نبيه العظيم إلى الدنيا كلها .. فأين نموذج الدولة التى تمثل الإسلام و معظم الدول العربية ديكتاتورية متخلفة تنهش فيها آفات الجهل و الفقر و الأمية و المرض و التقاتل على توافه الدنيا ، و الصراع فى غير ميدان و بغير جدوى و لا حكمة ؟!!
و أين نموذج المسلم و معظم المسلمين الذين ذهبوا إلى بلاد الغرب أخذوا معهم أمراضهم الاجتماعية و أزماتهم الفكرية .. و لم يتعلموا من الغرب سوى التحلل من الدين .. و لم يتعلموا منهم الجمع بين ما ينفع دينهم و دنياهم .
لقد قدمت معظم الجاليات العربية فى الغرب صورة سلبية عن الإسلام .. كما قدمها معظم المسلمين هنا .. فهناك عدة ملايين مسلم فرنسى معظمهم يعمل فى الأعمال الدونية .. و هى أكثر الجاليات نصيباً فى مخالفات المرور و الأمن و دخول السجون الجنائية .. فضلاً عن تعصب أكثر المتدينين منهم مذهبياً و عرقياً أكثر من ارتباطهم بالله و رسوله .. و حينما أرادت فرنسا أن تقرر اللغة العربية أصر البربر الفرنسيون على تدريس لغتهم رغم أنها لهجة و ليست لغة .
أما فرنسا فإنها تكيل بمكيالين فهى التى دعمت داعش لقتل السوريين و ذبحهم و اليوم تكتوى بنارهم .. و يحق لها أن تتألم لمقتل 12 فرنسياً و لكن الغريب أنها لم تعبأ يوماً بقتلها مليون جزائرى و لم تعوضهم حتى اليوم .. رغم أن بعض الجزائريين ساهموا فى تحريرها من الألمان .. و هى تترك الصحف تشتم فى الإسلام بدعوى حرية الرأى و تعاقب جارودى على تشكيكه فقط فى عدد قتلى الهولوكوست .. و كأن هذا العدد أهم عندها من شرف النبوة و الأنبياء .
ألم أقل لكم إنه «صراع الجهالات» الذى يدهس شرف النبوة .. فعذراً يا أبا الزهراء عن كل من أساء إليك .. أو قدمك للناس بشكل مشوّه .