عرض مشاركة واحدة
قديم 21-05-2015 , 05:21 AM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,330
أخر زيارة : 08-05-2024 05:35 AM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة غير متواجد حالياً

Icon37 موت جماعة الإخوان



مشاري الذايدي

مؤخرا كثرت دعوات أبناء التيار الإسلامي السياسي لجماعة الإخوان حتى تراجع تجربتها التي قاربت قرنا من الزمان . التاريخ المشهور لقيام الجماعة هو 1928 و ثمة من يراه أقدم قليلا أو أحدث ليس مهما هذا و لكن المهم هو أن التجربة قاربت إكمال المئوية الأولى لها . هي في الأساس و منذ لحظة ولادتها على يد حسن البنا و رفاقه حركة إشكالية كما هي استجابة انفعالية لحدث جرى في بداية القرن المنصرم ، أعني إزالة جمعية الاتحاد و الترقي التركية للسلطان عبد الحميد عن عرش الخلافة العثمانية وصولا لإنهاء السلطنة و الخلافة العثمانية نفسها . جماعة الإخوان مثل جمعية الخلافة بالهند و غيرها من التيارات في الشام و مصر و الغرب الأقصى هي نتاج الدعاية الحميدية نسبة للسلطان عبد الحميد التي استمرت قرابة 30 عاما تحت عنوان «الجامعة الإسلامية» و كانت هذه الفكرة هي محور سياسة عبد الحميد طيلة فترة حكمه و سخر عبد الحميد لهذه الفكرة كل قدرات الدولة من دعاية و تعليم و سياسة و مال و نجم عن هذا تفخيم و تعظيم مقام الخلافة و الخليفة لدرجة عاطفية شديدة تقارب التقديس لموقع هو في الأول و الأخير دنيوي ، سياسي ، حكمي ، و كان غرض هذه السياسة الحميدية هو قطع الطريق على خصومه من الساسة الأتراك و في مقدمهم رجال الاتحاد و الترقي ثم إخافة الدول الأوروبية منه عبر التلويح باصطفاف المسلمين كلهم خلفه و لو ضد العالم كله فهو خليفتهم و الأخير و هو المهم قطع الطريق على المطالب القومية للشعوب العثمانية من عرب و كرد و غيرهم . المهم في هذه اللمحة التاريخية هو الإشارة إلى الإطار التاريخي و الفكري و السياسي الذي ولدت فيه جماعة الإخوان و هو إطار انتهى و تهشم بانتهاء وجود أبطاله و شروطه و مفاهيمه و لكن الجماعة هي شظية هاربة من شظايا تلك المرحلة قذف بها عبر الزمان . من أسرار استفحال مشكلة الجماعة هي أنها تعاند الواقع و تريد السباحة عكس تيار التاريخ فتتعب نفسها و مجتمعاتها معها و تهدر طاقات و عواطف الناس فيما يضر و لا ينفع ، و تخترع قضايا و تضع تصنيفات ، و تمارس سياسات تزرع الكثير من الجروح الغائرة في الذات الجماعية . من هنا كان الإخوان دوما بيئة طاردة للشخصيات النقدية المستقلة فهم جماعة قوية تنظيميا فقيرة فكريا و هناك شخصيات و حركات هربت من القيد الإخواني الحديدي رغم الاشتراك مع مفاهيم الجماعة عن الدنيا و الدين ، فحزب الوسط ثم حزب مصر القوية أمثلة لهذه الانشقاقات المنظمة كما أن الشيخ محمد الغزالي ليس إلا مثالا على الشخصيات المستقلة عن الإخوان ، و في نفس الوقت المشاركة لهم في كثير من ثقافتهم . كل هذا جعل هناك الكثير من الدعوات لحل جماعة الإخوان نفسها ليس من قبل خصومها من الحكام و الأنظمة بل من قبل محبيها و الغيارى على الحركة الإسلامية و من هؤلاء كان الكويتي عبد الله النفيسي الذي أطلق دعوته 2007 و قبله القطري جاسم سلطان . أخطر شيء هو أن يركض الميت .