عرض مشاركة واحدة
قديم 07-10-2014 , 02:22 AM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,328
أخر زيارة : يوم أمس 01:59 PM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة غير متواجد حالياً

Icon17 هل تؤيد وقف الزيادة السكانية في الوطن العربي ؟



سامي النصف

لم يجتمع على أمة في التاريخ ما اجتمع على أمة العرب هذه الأيام من معطيات تدفعها للموت والانتحار والاندثار ، فهناك الحروب الأهلية و الخارجية التي لا تتوقف و الفوضى العارمة و الإرهاب المانع للتنمية الذي يجعل دولها في مواجهة العالم أجمع ، توازيا مع تقلص موارد العيش و دمار و توقف للمصانع و تجريف للمزارع ، و تفشي ظاهرة اللاجئين العرب حيث لا تعليم و لا تدريب و لا صحة لأجيال الأمة القادمة ، إضافة الى ان النفط عمود ثروتها الوحيد هو ثروة ناضبة و قد بدأ سعره في الانحدار و قد لا يتوقف النزول حتى تنكشف ميزانيات دولها الثرية و تتوقف عمليات تنميتها و دعمها لأشقائها . يضاف إلى تلك العوامل تزايد سكاني رهيب قائم على أجيال لا تعليم و لا تأهيل لها مع نقص متزايد للمياه الذي يأتي أغلبه من الجيران ، فأوطاننا في الأغلب صحارى غير مؤهلة للعيش ، مع هجرات سكانية مدمرة من الأرياف حيث الزراعة الى المدن حيث الأسمنت و التزاحم على الموارد و التطاحن و فقدان الأمن الذي يجعل دولنا غير مؤهلة للسياحة أو الاستثمار . و تزداد مأساتنا بالزيادات السكانية المتفجرة لجيراننا ، فإثيوبيا التي تعادل مصر سكانيا هذه الأيام سيزداد سكانها طبقا لإحصائيات الأمم المتحدة الدقيقة عام 2050 إلى 173 مليونا بينما سيبلغ عدد سكان مصر آنذاك 129 مليونا ، و أوغندا من 32 إلى 91 مليونا ، و تنزانيا من 43 إلى 109 ملايين و هكذا باقي دول المنبع الافريقية ، ما يعني الحاجة الى المزيد من السدود للري وتوليد الكهرباء و لن يتبقى الكثير لإرساله لدولنا العربية ، و الحال كذلك مع العراق وسورية . و المؤسف انه رغم تلك الحقائق الواضحة الجلية تحرص دولنا على مواصلة التزايد السكاني المدمر متناسين ان القوة في هذا العصر و عصورنا القادمة ليست بالكم بل بالنوع ، فبلد قليل السكان لديه تكنولوجيا و أسلحة ذرية يستطيع هزيمة عشرات الدول كثيفة و متناحرة السكان . إن السبيل «الوحيد» للعرب للخروج من مستقبلهم المظلم القادم هو القيام تماما بعكس ما نقوم به هذه الأيام ، أي ضرورة منع الحروب الأهلية و الخارجية و وقف الإرهاب و معاداة العالم أجمع ، و إنقاص أعداد السكان بدلا من زياداتها كما هو الحال مع أغلب الدول المتقدمة و الثرية في أميركا و أوروبا و شرق آسيا ، و تحجيم الأفكار الظلامية التأزمية الداعية للحروب ، و في المقابل دعم الأفكار الليبرالية و التنويرية الداعية للسلام في الداخل و مع الجيران ، و التوقف عن فكرة الماضي «القدوة» و الدعوة للعودة له ، فلم تكن الخلافة الإسلامية أكبر حجما أو أكثر تطورا و عصرية و خدمة للإنسانية من الامبراطورية البريطانية أو الفرنسية أو الرومانية و اليونانية .. إلخ ، و مع ذلك لم نسمع قط من يتحسر على ممالكهم التي لا تغيب عنها الشمس أو يجعلها قدوة أو يدعو للعودة إليها ، فكيف لأمة أن تنهض وأملها أن ترجع ألف عام إلى الوراء ؟!

آخر محطة :
(1) للمعلومة .. ابان ثورة عرابي (1882) كان عدد سكان مصر 5 ملايين مماثلا لعدد سكان مملكة الدنمارك ، حاليا عدد سكان مصر 85 مليونا و الدنمارك 5 ملايين ، و في عام 2050 سيصبح عدد سكان مصر 129 مليونا و الدنمارك 5 ملايين !
(2) في اجتماع حاشد أواخر السبعينيات للجالية الفلسطينية بالكويت قال الرئيس ياسر عرفات بحماس شديد انه «يرى النصر في بطن كل امرأة فلسطينية حامل» و لم يسأله أحد آنذاك لماذا لم تتزوج و تشعر بمعاناة من لديه دستة أفواه ؟! و واضح أن لدى الرئيس آنذاك رغبة في الحصول على معين لا ينضب من الشباب الفلسطيني لاستعمالهم كوقود لحروبه التي أشعلها بالأردن و لبنان حاله كحال المفتي أمين الحسيني الذي أوصى بالمخيمات المدمرة للفلسطينيين بعكس الأرمن و الشيشان و الأكراد و لم يعش هو أو أهله قط في تلك المخيمات البائسة !

نقلاً عن الأنباء


السؤال : هل أنت مع وقف الزيادة السكانية ؟ و لماذا ؟