عرض مشاركة واحدة
قديم 21-02-2016 , 06:13 AM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,333
أخر زيارة : اليوم 12:13 AM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة غير متواجد حالياً

Icon37 عمر الذي غير مسار التاريخ



طلال عبد الكريم العرب

قال رسولنا محمد (صلى الله عليه وسلم) : «اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك , بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب» فجعل الله دعوة رسوله لعمر بن الخطاب فنشر بفتوحاته الإسلام و هدم به قلاع الكفر و الطغيان . و قد قال (عليه السلام) يصف خلفاءه الراشدين : أبو بكر و عمر مني كعيني في رأسي ، و عثمان بن عفان مني كلساني في فمي ، و علي بن أبي طالب مني كروحي في جسدي ، فطوبى لمن ذكرهم رسولنا ، و هنيئاً لهم الجنة . لم يدع الرسول ربه إلا لسبب هو يعرفه ، فهو يعرف بواطن الرجال و معادنهم ، فهدى الله له عمر بن الخطاب رجل الدولة الزاهد الحازم العادل ، فتحول ذلك الرجل المعتد بنفسه القوي الشكيمة الرافض للدعوة المحمدية إلى رجل زاهد ورع شرس في دفاعه عن رسوله و دينه . تجلت عبقرية عمر في إدارته للدولة العربية الإسلامية التي ازدادت رقعتها و امتدت شرقاً و غرباً ، و شمالاً و جنوباً ، و تحولت المدينة المنورة في عهده الذي دام اثني عشر عاماً من عاصمة لجزء من الجزيرة العربي إلى أكبر عاصمة في ذاك العصر ، فقد عرف بمن يستعين من صحابة الرسول لما عنده من حدس و دراية برجاله الذين قادوا معاركه ، و لشدة مراسه و قوة شخصيته و عدله لم يحاب أحداً من أقربائه و لا من قادته فكان يزيح من لم يسر على خطى سياسته أو من غلبت عليه مظاهر البذخ في ولايته . إنه أبو حفص عمر بن الخطاب العدوي القرشي الملقب بالفاروق ، إنه ثاني الخلفاء الراشدين و من كبار صحابة رسولنا ، و أحد أشهر القادة في التاريخ الإسلامي و أكثرهم تأثيراً و نفوذاً ، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة و من علماء الصحابة و زهادهم . تجلت عبقرية عمر بن الخطاب العسكرية في حملاته المنظمة المتعددة التي وجهها لإخضاع الفرس الذين فاقوا المسلمين قوة فتمكن من فتح كامل إمبراطوريتهم خلال أقل من سنتين ، كما تجلت قدرته و حنكته السياسية و الإدارية في سيطرته على تماسك و وحدة دولته التي كانت تتسع يوماً بعد يوم ، و يزداد سكانها و تتنوع لغاتها و أعراقها ، و لهذا فقد اعتبر عمر بن الخطاب أحد أبرز عباقرة السياسة عبر التاريخ فاحتل المرتبة الثانية و الخمسين حسب المنظور الغربي ضمن قائمة أكثر الشخصيات تأثيراً في تاريخ البشرية . و قد سأله يوماً الرسول (صلى الله عليه وسلم) : «جديد قميصك أم غسيل؟» قال : بل غسيل , قال : البس جديداً ، و عش حميداً ، و مت شهيداً و يرزقك الله قرة عين في الدنيا و الآخرة» فمات شهيداً على يد أبي لؤلؤة المجوسي لعنه الله ، فرحم الله عمر ، فما أحوجنا اليوم إلى من يسير على خطاه و يتأسى بمناقبه و زهده و عدله .