عرض مشاركة واحدة
قديم 20-05-2018 , 10:58 PM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,330
أخر زيارة : اليوم 02:40 PM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة غير متواجد حالياً

Icon37 رمضان شهر العبادة أم السعادة ؟



عبدالله بن بخيت

لم يكتب الله أن أشاهد أياً من أعمال رمضان التلفزيونية هذا العام كنت في حالة سفر ، سمعت بعض الآراء عن مسلسل "العاصوف" الذي تقدمه MBC ، صاحب ذلك نفس الأسطوانة السنوية التي نرددها منذ سنوات عن تسابق القنوات التلفزيونية على المسلسلات في رمضان دون سواه من الأشهر الأخرى ، الجواب بسيط : الأرباح الأرباح الأرباح . لكن لماذا رمضان ؟ ألا يفسدون علينا صيامنا ؟ هذا السؤال لا يوجه إلى أصحاب القنوات أنفسهم ، فمورد شراب التوت على استعداد أن يورده في أي شهر من شهور السنة و لكن الناس لا تقبل عليه إلا في شهر رمضان ، من المسؤول إذاً ؟ لا أستخدم كلمة مسؤول من باب الإدانة و لكن بحثاً عن السبب فقط . علينا أولاً ربط الإنتاج التلفزيوني بنظام العمل في رمضان ، من المسؤول عن تعديل ساعات العمل في رمضان لإطالة ساعات الليل على حساب ساعات النهار ؟ من الذي كيف الوقت للسهر ؟ الجهات الرسمية طبعاً ، ما الذي يمكن أن يحدث لو أن الجهات المسؤولة أعلنت يوماً أن ساعات العمل في رمضان لن تعدل و على الناس أن يبدؤوا أعمالهم كما يحدث في الشهور الأخرى ، من الذي سيحتج ؟ أصحاب القنوات الفضائية أم الناس ؟ عندما تقرأ تاريخ الحياة الاجتماعية في شهر رمضان عند كل الأمم الإسلامية ستطالعك الاحتفالات و السهر و الأكلات الشعبية و تعليق فوانيس في الأزقة و ألعاب أطفال و تسالي و تستمر هذه الاحتفالات حتى آذان الفجر . إذا أعدنا بناء تطور الاحتفال برمضان ابتداء من أقصى ما نستطيعه من الماضي إلى يومنا هذا سنرى أن كثرة الأعمال التلفزيونية في رمضان ليست سوى تطور طبيعي لحالة استقبال المسلمين لرمضان في الأيام الخوالي ، سيتبين لنا أن رمضان في ذهن المسلم عبر التاريخ شهر العبادة و شهر السعادة و شهر التميز الإسلامي عن بقية أصحاب الأديان الأخرى و لم يخصص للدراويش و أصحاب النفوس الكئيبة فقط ، ما يحدثه أصحاب القنوات الفضائية هو ما أحدثه التطور التقني فقط ، لم يضيفوا شيئاً جوهرياً على ما كان يفعله الأسلاف ، كان الناس يحتفلون بالطبل و الزمر و أحاديث الحكواتية في المقاهي و في الشوارع ، تحول الحكواتي إلى مسلسل تلفزيوني ، ما كان يقوله الحكواتي بصوته المؤثر صار يشخص و يقدم في قالب درامي . عندما يتحدث الناس في المجالس عن "العاصوف" في جلسات السمر سترى أنه نفس الكلام الذي كان يقال عن بنت الخباز التي خلصها ولد السلطان من يد الساحر الجبار كما سمعوا من الحكواتي في المقهى . يتوجب علينا أن نتعلم كيف نتخلص من الشعور بالذنب و الندم و أن نعيش الحياة كما يجب لكيلا نجعل العبادة مناقضة للسعادة . و كل عام و أنتم بخير .

تعليق : هكذا هم اصحاب الفكر النير مثل الأستأذ عبدالله بن بخيت يحلون المسائل الفكرية اللي تشغل الناس باسلوب مبسط و واضح يفهمه الجميع . فعلا" كان فيه شعور بالذنب ليش كل هالكم الهائل من التسالي فقط في رمضان , هل هي لالهاء الناس عن العبادة ؟ لكن بعد قراءة هذا المقال صار واضح لي أن السعادة فعلا" لا تتناقض مع العبادة .