الموضوع: رسائل نازفة ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 19-07-2014 , 03:09 PM   مشاركة رقم 7
نجمة القطرية
 
الصورة الرمزية شفافية
تاريخ التسجيل : Jan 2014
رقم العضوية : 37
المشاركات : 2,453
أخر زيارة : 14-07-2016 12:01 AM
الدولة : وطني الذي أعشقه .


بيانات إضافية

الجنس : انثى

الحالة : شفافية غير متواجد حالياً

افتراضي رد : رسائل نازفة ..


رسالة نازفة ..





قالت لأمها وهي تبكي والدموع تنهمر بغزارة من عينيها :

أرجوك يا أمي لا أستطيع الحياة معه أنه رجلٌ قاسي بلا قلب

لا يصلي ولا يصوم وسيء الأخلاق ومدمن على المسكرات

لقد امتهن كرامتي بالضرب والكلام البذيء أن الحيوانات والبهائم أحسن حالاً مني

أريد الطلاق منه لأستعيد كرامتي وإنسانيتي بعيداً عن حياة الإذلال والقهر

وما أن سمعت الأم كلمة الطلاق حتى نهرت ابنتها بشدة قائلة :

إياك أن تفكري في الطلاق ماذا سيقول الناس ؟!

تريدين أن نكون حديث المجالس ابنة فلان طلقها زوجها ! ابنة فلان مطلقة ؟!


ردت على أمها وشهقات البكاء تختلط بحديثها :

وما لي ولحديث الناس فليقولوا ما يشاءون إنهم لا يشعرون بمعاناتي وعذابي

ودخل الأب وعرف رغبة ابنته في الطلاق من زوجها فقال بلهجة شديدة :

ما عندي بنات يتطلقن من أزواجهن سأعيدك لبيتك بعد العصر كوني مستعدة

كتمت ألمها وابتلعت غصتها وسرحت بفكرها لذلك اليوم الذي تقدم فيه لخطبتها

حين سألت والدها عن خلقه ودينه فكان جوابه :

أهله طيبون ووالده رجل معروف وله منزلة اجتماعية مرموقة

فردت قائلة لأبيها :

ولكن يا أبي أنا لن أتزوج والده عليك أن تسأل عن الخاطب نفسه

ولم يكلف الأب نفسه عناء السؤال عن الشاب الذي سيتزوج ابنته

وهاهي تدفع ضريبة التفريط والتهاون في حق من حقوقها


أعادها والدها لبيتها وعاد إلى منزله

وفي المساء كان موعد خروج زوجها كالمعتاد للسهر مع رفقاء السوء حتى الفجر

وبدأت سلسلة الإهانات والشتائم تنهال عليها كالقذائف



ولكنها هذه المرة قررت أن تقف في وجهه بشجاعة وتدافع عن كرامتها وإنسانيتها وأخيراً طلبت منه تطليقها

واشتد النقاش وارتفعت أصواتهما فما كان منه إلا أن صفعها على وجهها بقسوة لتبتعد عن طريقه

ولكنها لم تعد قادرة على الصبر والخضوع فأصرت على طلاقها منه فدفعها بقوة لتقع على الأرض


ثم خرج وصفق الباب خلفه بقوة وذهب حيث رفقاء السوء والمعاصي حيث يجد متعته وسعادته

أما هي فقد ارتطمت بحافة إحدى الطاولات وشُجَّ رأسها وفقدت الوعي

وظل جرحها ينزف وينزف وينزف حتى فارقت الحياة ،



لقد تحررت من ظلم البشر وسجن العادات ورحلت روحها إلى رحمة رب الأرض والسموات

هذه رسالة نازفة ...

من فتاةٍ في ربيع العمر أُلقي بها أهلها في جحيم العذاب والإذلال كلما أرادت الخروج منه أُعيدت إليه

للحفاظ على الواجهة الاجتماعية وخوفاً من نظرة المجتمع وكلام الناس !!

ومضة ألم ...

عندما يكون تلميع الواجهة الاجتماعية أهم من كرامة الإنسان وسعادته

وعندما يكون الخوف من الناس وكلامهم وشماتتهم أشد من الخوف من الله سبحانه وتعالى

حتماً سيكون هناك ضحايا تصارع أمواج القهر والإذلال

فإما أن تجد من ينتشلها ويوصلها لشاطئ الأمان

وإما أن تغرق وتغرق وتغرق حتى تموت روحها وتزهق

فويلٌ لمن كان له قلبٌ لا يخاف الله ولا يرحم ولا يشفق




توقيع : شفافية