السلفية نظرية دينية لها تشعباتها ، أما الوهابية فهي حركة سياسية لا شأن لها بالإسلام مطلقا و إن كان خطابها دينيا ، هي مجرد ظرف تاريخي أمن سببا مباشرا لقيام الدولة السعودية . كانت السلفية موجودة قبل الوهابية و استمرت بعدها ، أما الوهابية و لأنها حركة سياسية فقد انتهت بقيام الدولة السعودية الحديثة ، أي الدولة السعودية الثالثة التي أسسها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ، فالوهابية مثلت ثورة بالنسبة إلى شبه الجزيرة العربية ، و تنتهي الثورة فور لحظة قيام الدولة . كانت الدولة السعودية الأولى و الدولة السعودية الثانية من المحطات التي بلورت نظرة السعوديين إلى أنفسهم و إلى العالم . و برزت النتائج يوم أعلن الملك عبدالعزيز عن عزمه على استعادة ملك آبائه و أجداده . و خاض معارك توحيد البلاد فدانت له من أقصاها إلى أقصاها حربا و صلحا . لم يقل عبدالعزيز إنه يريد تطبيق الوهابية بل يريد استعادة الدولة . و هذه التجربة جعلته بطلا عربيا من المحيط إلى الخليج . فلم يعرف العرب إلا رجلين أنجزا وحدة سياسية في القرن العشرين ، عبدالعزيز آل سعود وحد المملكة العربية السعودية ، و زايد آل نهيان أسس دولة الاتحاد الإماراتية . الحديث عن ارتباط العنف بالوهابية في محله شكلا لكنه متهافت مضمونا ، فحين ننظر إلى الوهابية كثورة سياسية يأتي العنف في سياق طبيعي , هكذا تنشأ الدول و الإمبراطوريات - و ربما الأديان و الطوائف أيضا - كما قال ماركس ، هذا عنف الوهابية و ذاك عنف الثورة الفرنسية , و قامت الولايات المتحدة على إبادة الهنود الحمر و بضع حروب أهلية . الكاتب السعودي أحمد عدنان
تعليق : فيه خطاء كبير يجب عدم تصحيحه و هو أن حركة محمد بن عبدالوهاب ليس لها علاقة من قريب او بعيد بحركة الوهابية الاجرامية التي أتت قبلها بفترة طويلة في بلاد المغرب العربي في حدود 200 هجرية بينما ولد محمد بن عبدالوهاب في الجزيرة بتاريخ 1115 هجرية . و ليس لها وجود في الجزيرة العربية كفكر أو اتباع . و اسسها شخص يدعى عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم الخارجي الأباضي .