عرض مشاركة واحدة
قديم 02-07-2016 , 05:12 AM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,334
أخر زيارة : اليوم 07:32 PM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة غير متواجد حالياً

Icon29 كيف نحكم على الأمور ؟



عماد الدين اديب

قال لى الأستاذ الدكتور زكى نجيب محمود ، أستاذ علم المنطق ، و المفكر العظيم : إن أزمة العقل المتخلف فكرياً هى عدم فصل «الشخص» عن «الموضوع». و ضرب لى مثالاً بموقف بعض القراء من مقالات الأستاذ محمد حسنين هيكل لأنهم على خلاف مع حركة الجيش فى عام 1952 لذلك يهاجمون كل ما كتبه الأستاذ هيكل ، و قال إنه قرأ ذات المقال حرفياً على الهاتف لأحدهم لكنه ادعى بأن كاتبه هو الأستاذ مصطفى أمين فأثنى عليه ثناءً كبيراً ، و حينما كشف له عن الحقيقة عاد و هاجم المقال ذاته . و هناك قصة أخرى تدلل على عدم الموضوعية و التحيز الفكرى الموجود عند بعض الناس حينما قام بعض الشباب المسيحى فى هولندا الذين يقفون ضد الطائفية و العنصرية بعمل تجربة كاشفة و مثيرة . قام هؤلاء الشباب باستقصاء رأى الناس فى الشارع حول بعض القواعد الدينية و كانوا يقرأون من كتاب غلافه مكتوب عليه القرآن الكريم ، و قام بعض المتعصبين بالتطاول على الإسلام و المسلمين . و فى نهاية الأمر كشف الشباب عن حقيقة الأمر و قالوا لهم إن هذه النصوص من الإنجيل و التوراة و ليست من القرآن ، و إن كل ما فعلناه أننا وضعنا الغلاف الخارجى للكتاب معنوناً باسم القرآن . من هنا تأتى أهمية فصل «الشخص» عن «الموضوع» و فصل «المصالح» عن «المبادئ» و فصل الانحيازات عن الحقائق . و لعل أخطر ما واجهناه مؤخراً هو تلك المعادلة المخيفة التى تقول إن كل من يعادى الرئيس السيسى يرى أن تيران و صنافير مصريتان ، و كل من يحب الرئيس السيسى اقتنع بأنهما سعوديتان . فلتكن تيران و صنافير مكسيكيتين و لكن بناء على الحق و الحقيقة و المنطق و القانون الدولى و ليس بناء على الكيد و النفاق ، أو بناء على الأهواء و المواقف الشخصية . إن استمرار منطق «شخصنة» الأمور فى إدارة شئون بلادنا و حياتنا هو أقصر طريق إلى التفكك و الهلاك السياسى و التشرذم المدمر . انتبهوا فهذه الحالة فى استفحال ، و هذا الفيروس يكاد يفتك بنا جميعاً .