الجواد العربي الأصيل يمثل مكان الصدارة بين خيول العالم ، ويحوز على اهتمام المربين ، لأنه كذلك فإن ثمة أسئلة عديدة تثار حول ماهية هذا الحصان النبيل .
ما هو الجواد العربي الأصيل ؟ وما الفرق بينه وبين أنواع السلالات الأخرى ؟ وما الذي يميّز هذا الحصان عن غيره من الخيول ؟
هذه الأسئلة وغيرها، تتبادر إلى مخيلة كثير ممن ليسوا خبراء في هذا المجال مع كونهم من محبي الخيول بحسب الفطرة البشرية.
الواقع أن ما يميّز الحصان العربي الأصيل ، عن غيره من سلالات الخيول في العالم ، جملة مواصفات في تكوينه الجسدي والنفسي ، إن صح التعبير . وهذه الخصال الحميدة تكونت فيه ، عبر قرون ، نتيجة الظروف المناخية والمعيشية وصفات عديدة ، مثل الصلابة وقوة التحمل والسرعة ، والصبر على الجوع والعطش والحرارة والبرودة ، والتآلف مع الإنسان العربي الذي ساسه ، حتى نشأت بينهما علاقة مساعدة متبادلة في الحرب والسلم . وبالدرجة الثانية كان دور الإنسان العربي كبيراً ، في مجال تحسين الأنسال بالتزويج الانتقائي المنتخب ، عبر فترة طويلة من الزمن ، وتجميع الخصال الجمالية والنفسية الحميدة والمرغوبة، عن طريق انتخاب الفحل الأفضل، من حيث التكوين والسرعة والوفاء والصبر ، وما إلى ذلك من بين الفحول الأصيلة المتاحة ، وتلقيح الأفراس المناسبة له ، وهذه العملية حملت صفة الاستمرارية لفترة طويلة، ومن كل جيل جديد من الأجيال ، انتقى كذلك الفحل الأفضل ، وطعمت دماء الأفراس منه ، وهكذا مما انتج لدينا المميزات الرئيسية الأساسية ، للحصان العربي الأصيل ، بشقيها الجسدي والنفسي .
وتتمثّل صفاته الجسدية بالجمال والتناسق ، ولعل السمة المميزة للسلالة في الجواد العربي هو الرأس ، وما يميزه من جبهة عريضة ، وعينين نجلاوين بارزتين منتصبتين نوعاً ما، بجحوظ على جانبي الرأس ، ثم يضيق الرأس لينتهي إلى طرف دقيق الأنف ، ذي فتحتين كبيرتين رقيقتي الجلد . ويكون الرأس ذا منظر جانبي محدب عند الجبهة ، وقعر عند المنتصف .
الحنك يكون كبيراً ومستديراً ومكسواً بطبقة رقيقة من اللحم، والمسافة ما بين الحنكين من الأسفل، تكون واسعة بشكل يسمح لقبضة اليد بالدخول بينهما.
أما الأذنان فدقيقتان معتدلتا الطول، ومدببتان من الأعلى تميل الوحدة نحو الأخرى عند الانتصاب.
الرقبة طويلة ومقوسة والصدر عريض وبارز العضلات، الظهر قصر وعريض من الأعلى، يوحي بالقوة.
الذيل ذو ارتكاز عالٍ على الكفل ، يرفع عند الركوب أو الجري الطليق. والكفل مستدير والمسافة ما بين الإزار بعيدة ، والجلد رقيق أسود تحت الشعر وذو علامات زهرية تحت الحجول . والشعر لامح وقصير وناعم ذو مظهر متناسق يوحي بالرشاقة والقوة .
أما عن الصفات النفسية فأبرزها الذكاء المتميز ، والرشاقة ، الصلابة وقوة التحمل ، والألفة وسرعة الاستجابة ، ونبل الطبع وقوة التوريث . للصفات الحميدة والقدرة على الأداء الرياضي .
هذا الجواد يعتبر الكمال في عالم الخيول ، فلا يمكن إضافة أي صفة أخرى إلى جملة المواصفات التي يحملها ، عن طريق مزج دمه بأي من دماء السلالات الأخرى ، للحصول على سلالة أفضل ، تحظى بالتكامل الجمالي والنفسي ، بل العكس صحيح، حيث كان دم الجواد العربي يستعمل دائماً، لتحسين باقي أنواع الخيول ، ولا تكاد تخلو سلالة من سلالات الخيول ، في العالم اليوم، من نسبة ما كثيرة أو قليلة من دم الجواد العربي . بعد كل هذا نستطيع أن نجمل خصائص ومميزات الحصان العربي في ست مميزات هي (الجمال وسلامة النسب، الصبر والثبات وتحمل المتاعب، السرعة وقطع المسافات الطويلة، الخصوبة «الفحولة والتناسل»، الشجاعة النادرة ، الذكاء والاستعداد للتعلم) .