عرض مشاركة واحدة
قديم 24-06-2013 , 10:18 PM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,360
أخر زيارة : 05-11-2024 10:04 PM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة غير متواجد حالياً

افتراضي نريد احترام القانون كما فعل ونستن تشرشل !



في غمرة الحرب العالمية الثانية عندما كانت طائرات المحور تدك لندن مدينة الضباب والمدن البريطانية الأخرى وتسويها بالأرض كانت هناك في إحدى البلدات الإنجليزية قاعدة جوية تقلع منها وتهبط فيها طائرات الحلفاء ويبدو أن بعض أهل تلك البلدة لم يرق لهم أن تكون بلدتهم مرهونة بخطر استهداف تلك القاعدة الجوية من قبل طائرات المحور وأثروا السلامة فتوجهوا إلى السلطة القضائية ليطلبوا منها حكمًا بوقف تحليق الطائرات من وإلى تلك القاعدة ، ورأت المحكمة الممثلة للسلطة القضائية أن أهل البلدة محقون فأصدرت حكمًا قضائيًا بوقف التحليق من وإلى القاعدة، وأرسل الحكم إلى السلطة التنفيذية ممثلة بالحكومة التي كان يرأسها اللورد ونستن سبنسر تشرشل والذي كان في تلك الأيام بخوض معركته التاريخية معركة، أن تكون أو لا تكون، مع أدولف هتلر وكان أمام الرجل خياران إما أن يكسر الدستور البريطاني أو أن يغامر بخسارة الحرب إذا وقّع على تنفيذ حكم المحكمة، لكن الرجل وقّع على تنفيذ الحكم وقال قولته الشهيرة "نخسر الحرب ولا يخسر القضاء البريطاني هيبته"، كان يدرك هذا القائد أن عدم تنفيذه الحكم هو انتهاك لدستور المملكة المتحدة وانتهاك لدولة القانون وتشريع لسابقة سيكون لها ما بعدها ولربما توارد لذهن هذا الرجل الفذ احتمالية أن يكسب المحور الحرب ويدخل المملكة المتحدة محتلاً وأن نتيجة هذا الاحتلال سوف تكون حكمًا قمعيًا يعصف في طريقه بالنظام السياسي البريطاني برمته وعندها قد يفقد المواطن البريطاني حافزًا مهمًا على الثورة في وجه المحتل عندما يتذكر أن أول من عطل الدستور وانتهك القانون ودق أول مسمار في نعش النظام السياسي للمملكة هو رئيس وزرائها الإنجليزي.

انتهت الحرب وانتصر تشرشل وانتصرت بريطانيا عسكريًا على ألمانيا لكن نصر الإنجليز الحقيقي كان يوم استطاعوا أن يبنوا نظامهم العريق الذي لا يعلوا أحد فيه فوق القانون مهما كان ومهما كانت ظروف المملكة حتى لو كانوا يخوضون حرب حياة أو موت.

هكذا تكون الدول وكذلك هم قادتها عظام كشعبهم إنها دول تستمد قوتها الأساسية من تجاربها الإنسانية الصحيحة ليسوا ملائكة إنهم بشر مثلنا تعلموا من تجاربهم وأنجزوا النموذج الصحيح للدولة التي يجب أن يكون لها مكان على الأرض، إنها دولة القانون فلا دولة تستحق كلمة الدولة إلا دولة القانون وغير ذلك هو العبث بأم عينه.