فارس بن حزام
عشنا هذه الأيام و سنعيش لأيام قليلة على وقع حملة تضليل عن الوفاق السني الشيعي في السعودية . حادثة واحدة فضحت واقع الكراهية المتبادلة بين السنة و الشيعة . أما حملة البيانات و الاستنكار و التنديد فلن تطول كثيراً و سيعود الجمع إلى عهدهم في تكريس الخطاب المتطرف . الكراهية بين السنة و الشيعة في السعودية ليست تمييزاً عن بقية الدول هذه مشاعر عامة لا حدود لها و سقفها تحدده أنظمة الدول . فهناك فرق بين بلد مستقر و قوي كالسعودية لا يسمح بتحويله إلى واقع ميداني ، و بلد مهترئ يجعل معاركه المذهبية من يوميات الحياة و من مشاريع الكسب السياسي . الواقع السعودي اليومي مليء بحملات الكراهية أسس لها رجال الدين و تماشى معها أبناء المجتمع و لا يوجد طرف بريء . فالمتطرفون في الحال سواء أكانوا سنة أم شيعة يتشابهون في أقوالهم و يغذون المجتمع بأفكارهم أمس و اليوم و غداً . و الحل لن يكون بحملة بيانات أو رومانسية الاستنكار السائرة هذه الأيام . فالتوقف قليلاً عند الخطاب الاجتماعي غير الظاهر إعلامياً يبرز حجم المعاناة بين الطرفين . كل طرف يغذي شريحته الاجتماعية بالمزيد من الأفكار السامة و المنفرة من الآخر . و هذا ما أنتج في العقود الأخيرة أزمات اجتماعية هائلة ميزت بين السني و الشيعي في لهجته و ملبسه و حتى في رسم شاربه و لحيته . و عندما يترك الأمر لرجال دين ليقرروا خيارات المجتمع فلا يتوقع منه الجنوح إلى السلم و التعايش , ستبقى شعارات للكلام و ليست للأفعال . و لنا في المناسبات الدينية خير مثال عندما تحولت إلى مشاريع تغذية للكراهية لأن كل طرف ينطلق من قواعد دينية في تقييمه الآخر . و في الأحوال كلها لم نشهد أنها قواعد للتعايش و الشراكة إلا في المؤتمرات الإعلامية و حفلات الكذب المستمر . حفلة الوطنية الجارية حالياً هي إنكار صريح للذات , الخطاب الاجتماعي العام منفر,لا تكذبوا.
تعليق : مقال صادق و كاشف للحقيقة , يجب مواجهة مشاكلنا و حلها بالعقل و المصلحة و ليس بالتطرف و اقصاء الأخر . اهم شي ابعاد رجال الدين من الطرفين من توجية علاقات المجتمع لانهم من تجارب التاريخ لا يزرعون غير الكراهية و العنف . يجب على علماء الاجتماع و الاستثناء من رجال الدين المتنورين الذين لا يحرضون على الكراهية أن يكون لهم دور في تشكيل وعي يدعو للتسامح و العيش المشترك و ترك امور الاختلاف لله يفصل فيها يوم القيامة . الحكم على البشر في الدنيا ليس من اختصاص البشر و الدين يجب أن يكون عامل بناء و ليس هدم و أن يكون بين العبد و ربه .