[شفافية]

في احدى مدارس البنات الإعدادية اجتمع طالبات المرحلة الثالثة في مصلى المدرسة

وهو قاعة واسعة للصلاة ولإلقاء المحاضرات الوعظية وبعض الأنشطة الدينية

كان الاجتماع بناءً على طلب معلمة أرادت وعظ المراهقات الصغيرات

ونصحهن حول مواقع التواصل الاجتماعي تويتر وفيسبوك والمنتديات

كانت أعمار الطالبات تتراوح بين الرابعة عشر والخامسة عشر

بدأت المعلمة الواعظة بإلقاء الأسئلة على الطالبات وكانت كالآتي :

من منكن لديها حساب في تويتر وفيسبوك ؟! ارتفعت معظم الأيادي

من منكن مسجلة في منتدى ولها مشاركات وردود على الأعضاء بنات وشباب ؟! ارتفعت معظم الأيادي

هل تضعون صور لبنات متبرجات سواء في البروفايل أو رمزية خاصة لشخصيتك ؟!

أجاب الطالبات نعم نضع صور جميلة

في بداية المحاضرة كان الجو مريح وتعلو وجوه البنات ابتسامات بريئة



ولكن فجأة بدأت المعلمة الواعظة تُلقي موعظتها كالحمم البركانية تحرق قلوب الصغيرات فزعاً وخوفاً

أخبرتهن أن وضع الصور النسائية حرام وأنها تفتن المتصفحين وفي هذا أثم كبير يقعن فيه

وأن هذه الصور سوف يستمر إثمها بعد الممات ولن يمحوها أحد فيستمر العذاب ولا ينتهي

وتحدثت عن التواصل مع الشباب في المنتديات وأن ذلك محرم ويغضب الله تعالى

وكان أثر الموعظة سيئاً على نفسية الطالبات بسبب أسلوب التخويف والترهيب الذي انتهجته المعلمة

حيث ضج المصلى بشهقات الطالبات الباكيات من شدة الخوف والوعيد بالعذاب



إحدى الطالبات كانت تحب أن تحاور وتناقش عند عدم اقتناعها بالرأي

وعندما بدأت بطرح الأسئلة طلبت منها المعلمة أن تناقشها بعد المحاضرة

وبعد المحاضرة سألتها الطالبة لماذا نتعذب بعرض الصور الرمزية أو البروفايل

نحن لم نلتقطها ولكن هي موجودة في النت أصلاً نحن فقط نقلناها من مكان لآخر

أجابت أنتي سهلتي النظر إليها بجودها في المنتدى أو تويتر وفيسبوك وفتنتي كل من ينظر اليها

ردت الطالبة لا يمكن أن تفتن الصورة أحد لأنها مجرد صورة

فردت أنت ما زلتي صغيرة لا تدركين ما يدركه الكبار من أمور الحياة

فسألت الطالبة ولماذا حرام التعامل مع الشباب المحترمين إذا كان التعامل راقي وكأنهم أخوة لنا

فأجابت لأن الشيطان سيكون ثالثكما !

فردت الطالبة نحن في بيتنا وهم في بيوتهم فكيف يكون الشيطان ثالثنا

ممكن لو كان بينهما لقاء وخلوة أن يكون الشيطان ثالثهما

قالت المعلمة هذه خطوات الشيطان لأن البداية تكون محادثة في النت ثم صور وارقام ولقاء

وأخيراً كارثة تفقد البنت عفتها وشرفها

اعترضت الطالبة على التعميم وقالت ليس جميع الشباب خبثاء هناك شباب نبلاء وتعاملهم راقي

وأخيراً بدأت المعلمة تقدم لها النصيحة بالتخويف من الموت المفاجئ وأنها سوف تموت على معصية

ويكون الله سسبحانه وتعالى غاضب منها وستتعذب بسبب هذه التصرفات

وحذرتها بأنها صغيرة وجميلة ولو علموا بهذا لاستغلوا ذلك وأوقعوها في الحرام

اعترضت الطالبة بأن تربيتها قائمة على الدين والأخلاق النبيلة والتعامل الراقي

وأنها ليست غبية وساذجة ولكنها ذكية وتستطيع أن تميز الخبيث من الطيب

انتهت المناقشة بخوف الطالبة الشديد من كلام المعلمة ولكنها كانت لا تعلم هل تصدق أم لا فهي غير مقتنعة

وعادت إلى المنزل في حالة نفسية سيئة خوفاً من أن تموت فجأة ويعذبها الله على تلك الصور التي في المنتديات .



و الأسئلة المطروحة للنقاش :

1 / ما رأيك في أسلوب الوعظ الذي انتهجته المعلمة ؟

2 / هل كانت إجاباتها للطالبة تدل على وعي و فهم للحكم من المنظور الشرعي ؟

3 / و هل كان في أسلوبها الوعظي مراعاة لسن الصغيرات و إقناعهن ؟

4 / ما هو موقفك و كيف تتصرف لو حصل هذا الأمر مع ابنتك و عادت للمنزل وقد انخلع قلبها خوفاً و فزعاً ؟


حصرياً لمنتديات القطرية / شفافية نجمة القطرية