عرض مشاركة واحدة
قديم 30-08-2014 , 02:36 PM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,358
أخر زيارة : اليوم 01:50 AM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة متواجد حالياً

Icon29 الكراهية لا تدحر الإرهاب .. بل تتوجه !



حسن المصطفى

مساء الثلاثاء المنصرم أعلنت الداخلية السعودية عن إلقائها القبض على خلية من ثمانية أفراد يقومون بالتحريض على السفر للقتال مع الجماعات المتطرفة في الخارج و تحديداً مع "داعش" في سورية و العراق . الخبر الذي تناقلته وسائل الإعلام قد يمر على البعض مرور الكرام خصوصاً أن عدد أفراد المجموعة ليس كبيراً ، ما قد يدفع للقول إن هؤلاء لا يشكلون خطراً على المجتمع و إنما هم فئة محدودة قوة و نفوذاً . إلا أن ما غفل عنه أصحاب هذا الخطاب التبريري أن المحرضين الثمانية ما هم إلا نموذج مصغر لمئات إن لم نقل لآلاف من السعوديين الذين يتبنون الفكر "المتطرف" و يؤمنون به ، و البعض يصرح به جهاراً فيما البعض الآخر يلوذ بالصمت خوفاً من الملاحقة القانونية والقضائية له ! إن إشكالية التطرف في المجتمع لا تقتصر على الأفراد المقاتلين الذين يحملون السلاح في الخارج أو حملوه من قبل في الداخل ، و إنما في سياق واسع من خطباء ، و أئمة مساجد ، و أساتذة جامعة ، و معلمين في المدارس ، و رجال أعمال ، و أفراد حسبةٍ ، يجمعهم فكر يقود بشكل تلقائي لنسق محدد متشدد , أحادي لا يمكن أن يتجاور مع الأنساق المجتمعية الأخرى بل هو رافض لها تماماً ، و هنا تكمن المعضلة التي يحاول الكثير الهروب منها و هي معضلة ثقافية و دينية و مجتمعية في لبنتها الأولى . إن فكر "داعش" ليس نبتاً من عدم ، و الشباب السعودي الذي راح يمارس "توحشه" في ساحات فتن و حروب مجاورة إنما خرج من مدنه و منازله و هو مهيأ لأن يكون قاتلاً و مجرماً يهلك الحرث و النسل مع جماعات "النصرة" و"القاعدة" و"داعش"، و إلا لما خرج ممتطياً جناحين من نار ودخان . حتى من يدعون أنهم ضد فكر "داعش" و يسعون للتنديد بممارساته نرى كثيراً منهم يواجهون هذا الفكر بفكر لا يختلف عنه كثيراً بل يشابهه في نبذه و رفضه للآخر و التحريض على كراهيته . أحد الدعاة و في معرض هجائه ل"داعش" راح يستخدم ألفاظاً "مذهبية" و"طائفية" يحرض فيها ضد شركاء له في الوطن و ضد مواطنين سعوديين متساوون معه في المواطنة . الواعظ المسكين يعتقد أنه برميه الداء على "الآخر" أو تجاه "الخارج" سيستطيع بذلك شفاء السقم و أن يعيد للمجتمع عافيته ، فيما هو يعمق الجراح و يزيدها تقرحاً . إن خطاب هذا النوع من الدعاة هو كما يقول الإعلامي تركي الدخيل "خطر و ضد المشروع الوطني الذي تقوده السعودية ، و ضد رؤية الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي يستقبل بمجلسه أطياف المجتمع بالعمائم و المشالح و من شتى المذاهب و الطوائف". و الذي اعتبر في مقاله في الزميلة "عكاظ" أن خطاب التحريض هو خطاب "خاطئ و مسيء و لا يحلل القضايا أو يضعها في مجالها الصحيح". إننا بحاجة لمراجعة نقدية و شجاعة للخطاب الديني المحلي الذي وقع في أكثر من فخ أثناء نقده لحركات العنف السياسي و الديني . و يمكن في هذا الصدد استذكار ملاحظة د. توفيق السيف و الذي أشار في مقال له بصحيفة "الاقتصادية" إلى أن مواقف عدد من رجال الدين المعارضة لأفعال "داعش" إنما كانت مبنية على أن هذه الأعمال "مسيئة لصورة الإسلام في العالم و ليس بكونها في ذاتها أفعالاً قبيحة مخالفة لقيم الدين والإنسانية". و هذه إشكالية فكرية عميقة لأن شتان بين موقف مبني على الخوف على "الذات" و سمعتها و موقف مبني على فلسفة إنسانية عميقة ترى أن الحرمة للإنسان أياً كان مذهبه أو دينه أو عرقه . فالأُولى تبريرية لا تخلو من مكر وطهرانية زائفة فيما الثانية تعلي من شأن القيمة الأخلاقية و هو ما نحن في أمس الحاجة له .

تعليق : للاسف هذا هو الواقع في الخليج الذي نحاول تجنبه , فكر متشدد كاره للأخر و متخلف في خطابه و مقاصده و غير انساني أو متسامح . لذلك نرى الشباب المسمى ملتزم يؤيد افكار القاعدة و داعش و يعتبرهم مجاهدين و البعض حتى لا يجد حرج في أن يضع صورة الارهابي اسامة بن لادن كصورة رمزية له ؟ هولاء خطر على الخليج و على الأنسانية و يجب تغيير الخطاب الديني و جعله متسامح أنساني في اسرع وقت ممكن لوقف هذا الاجرام المتدفق لخراب الدين و الدنيا .