عرض مشاركة واحدة
قديم 25-08-2014 , 06:06 PM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,358
أخر زيارة : اليوم 01:50 AM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة متواجد حالياً

Icon29 هل الإرهاب نبتة سلفية ؟



عادل الكلباني

في كل مرة نرى فيها شبّاك الفتن يجترف شباباً كالأغصان اليانعة من أبنائنا و تخطفهم خيوطه إلى هاوية سحيقة لا يخرجون منها إلا بأنياب تقطر دمًا ، نقول و قد عضضنا أصابع الندم : من أين جاءنا هذا ؟ و كيف و قعوا فيه ؟ و كأنه لم يكن بمقدورنا أن نفعل شيئاً قبل ذلك ، بل قد يكون الجزء الأكبر من انحرافهم سببه إهمالنا ، و أعني بضمير الجمع جيل الآباء و وجوه المجتمع من العلماء و المعلمين و الخطباء و الفقهاء و الشخصيات الاجتماعية ذات الصلة المباشرة بالمجتمع ، و لا أنسى الإعلام بكل وسائله المسموعة و المقروءة و المرئية بما يقدمه أولئك من كلمة ، أو كتابة ، أو خطبة ، أو دراما ، أو أي إبداع فني و ارتباط حيوي من شأنه أن يقرأ أفكار الشباب و يساهم في توازنها ، مُستَثنيًا أولئك القلة القليلة الذين بحّت أصواتهم و هم يحذرون من منهج الغلو و التطرف المنسوب إلى السلفية . نعم إنها نبتةٌ نبتت في دمنةِ المتجاوزين في الأحكام على الآخرين و يسمون أنفسهم ادعاءً "سلفية"، فكم كفّروا ! و كم ضللوا ، و كم بدّعوا ، و كم فسّقوا ، و كأن الساحة قد خلت لهم ، فلا لائم يلومهم ! و لا قاض يأخذ على أيديهم ! بل قوبلوا بالتوقير و التعظيم الزائف ، و فُتحت لهم الساحات يغرسون في أذهان شبابنا أن ذاك ضال ، و هذا مبتدع ، و ذاك مميع للدين ، لم يسلم من قدحهم حتى أكابر علماء الماضي و الحاضر ! ينشرون المبادئ الإسلامية بصورة مشوهة تجعل الرؤية منعدمة أو مشوشة ، و هي تحفظ نواقض الإسلام ، وتزن الحاكم و العالم و طالب العلم بل حتى عامة الناس بما حفظت ولم تعيها ، و ترى أن من حقها أن تحكم بردتهم و أن تقيم عليهم حدود الله التي عطلت ، و تعيد للتوحيد رونقه وبهاءه ! هذه الفئة التي لا ترى غيرها و من يساندها منبعا للخير و حاميا لجناب التوحيد الذي رضعت منذ الصغر أن عامة المسلمين في بقاع الأرض كلها لا يعرفونه ، و لا يوحدون الله ، بل هم مشركون يعبدون القبور و يتوسلون بالصالحين و يتبركون بالآثار ، و لا عالم حق سوى علمائهم و من يتبعهم ! فالعالم الذي يحبون و يتبعون ، و له يسمعون و يطيعون ، و بأقواله يجرحون و يعدلون هو وحده فقط من يملك الحق و من يتبع منهج السلف الصالح ، و حامل راية التصحيح و مجدد العصر و بقية السلف ... الخ . هؤلاء ينتشرون و يتكاثرون على مسمع و مرأى من الجميع ، يدعون إلى اتباع الشيخ الفلاني و الى أخذ كلامه جملة و تفصيلا ، و شرعوا في تصنيف الناس و الدعاة و العلماء ، فذاك الشيخ لا يُسمع له لأنه أخبث من اليهود و النصارى ، و هذه الفتوى شاذة و من يتبناها لا يصلى خلفه و لا يجالس و لا يؤاكل و لا كرامة ، و طفقوا يشوهون حملة المنهج المتسامح و يحيلون بين الشباب و بين العلماء الربانيين العارفين بما يؤول إليه أمر أولئك و ما سيسببونه للأمة من متاعب . و في الواقع العلمي لا ارتباط بين منهج أولئك الغلاة و بين منهج السلف ، فمنهج السلف سماحة و رفق و لين و لا مكان للغلو و التزمت فيه ، و هو منهج ينشر المحبة و الإخاء و قبول الآخر بين المسلمين ، و التعايش مع غير المسلمين ، لكنّ الشأن كل الشأن في فهمه و تطبيقه و اقعاً لا ادّعاءً ، تطبيقا متناغمًا متجانساً بين عراقة الماضي و متطلبات الحاضر . إن المقام مقام تقديم رؤية لإصلاح الأفكار و ليس مقام عتاب ولوم ، و ردود و مساجلات تنظر إلى العَرَض و تتعامى عن المَرَض ! فلا يزال في الوقت متسع لإعادة تأهيل أولئك نظرياً و عملياً ، و الحيلولة دون تقسيم المجتمع إلى أطياف و فرق تتبع أعيانًا تحيطهم بهالة من العصمة والتقديس ، و كل فرقة ترى أن لها الحق في توجيه الأمة و استيعاب شبابها . إن النبتة لا تكون إلا كأصلها فإن أردناها نبتة صالحة نافعة فيتوجب على الجميع العناية بأصلها من حيث منبع ريها و تمدد أغصانها و خصوبة أرضها و ذود ما يؤذيها من الأفكار و اللقاحات التي تجعل ثمرتها و بذورها سموماً تتجرعها الأجيال و ينشأ عليها الصغار و تنبت نابتة لا مكان للرحمة فيها ، و لا ذكر للمحبة و الألفة في قواميسها ، و نخشى أن نسمع مَن يتمثل فينا قولَ بشر بن عوانة : تِلك العصا من هذه العصيّة هَل تلد الحيةُ إلا حيّة ؟


تعليق : هذا مقال و فكر مستنير يفضح المتطرفين بيننا الذين شوهو الاسلام بتشددهم و جهلهم حتى صار بيننا من يؤيد افكار القاعدة و داعش و يقول عن الارهابي اسامة بن لادن الشيخ اسامة ؟ خطاب الملك عبدالله و غضبه من هيئة العلماء يجب أن تكون البداية ضد الجهل و التطرف الذي شوة ديننا و ايقاف هولاء الجهلة عند حدهم و الضرب على ايديهم حتى يرتدعو و يفوا إلى امر الله و الدين الحق و يكفو عن تشويه صورة السلف الصالح الذي يدعوون زورا" و بهتانا" أنهم يمثلونه .