صدق من قال «إذا زاد الشيء عن حده، انقلب إلى ضده».. فقد حذر خبراء بريطانيون من الإفراط في تناول مسكنات الآلام.. وقالوا إن ما يزيد على مليون شخص في بريطانيا قد يعانون من الصداع المزمن بسبب تناول مسكنات الآلام أكثر من اللازم.
وطبقاً للمعهد القومي للصحة والامتياز الإكلينيكي «نايس» الذي يعنى بتوجيه الخدمة الصحية في إنجلترا وويلز، فإن الأقراص التي يتناولها الأشخاص لتسكين الصداع والصداع النصفي قد تؤدي إلى مضاعفات أكثر سوءاً.. وذكرت صحيفة «الغارديان» البريطانية إن «نايس» كشف عن معاناة واحد من بين خمسين شخصا من الصداع المزمن هم في الحقيقة ضحايا الإفراط في استخدام العقاقير المسكنة.
وأشارت «الغارديان» إلى أن المشكلة تبدأ مع تناول مسكنات التوتر والصداع والصداع النصفي، والتي غالباً ما يداومون على تناولها لفترة طويلة تزيد على 15 يوماً في الشهر.. وطبقاً لـ «نايس» فإنه في حال استمر الأمر لفترة تزيد على ثلاثة شهور، فإن العقار ينتهي بالتسبب في المشكلة التي تناوله المرء لعلاجها.
وأوضحت «نايس» إن الخطورة تهدد هؤلاء الذين يتناولون عقاقير الباراستيمول، والأسبرين، وعقاقير الاسترويد المضادة للالتهابات، مثل الإيبوبروفين لعلاج الصداع، سواء كانت مفردة أو مركبة، وذلك لمدة 15 يوماً في الشهر أو أكثر. وذكر تقرير «نايس» أن الخطورة تهدد أيضاً هؤلاء الذين يعانون من الصداع النصفي، ويتناولون عقاقير التريبتان والأرجوت والمضادات للحساسية لفترة تزيد على عشرة أيام في الشهر أو أكثر.
ويحذر الخبراء أيضاً من أن التناول العشوائي للمسكنات يزيد الألم بدلاً من أن يزيله ويسبب أمراضاً خطيرة أهمها الفشل الكبدي والكلوي.. كما أوضحت دراسة أخرى أن العقاقير المسكنة للألم والشائعة الاستعمال مثل «الأسبرين» و»إيبوبروفين» و»أسيتامينوفين» قد ترفع ضغط الدم، ومن ثم تؤدي لزيادة احتمالات الإصابة بأمراض القلب بين الرجال.
وكشفت دراسة حديثة أن النساء اللواتي يأخذن مقادير يومية من مسكنات الألم غير الإسبيرينية كأقراص «تايلنول» المقواة هن أكثر عرضة لتطوير ضغط دم مرتفع من النساء اللواتي لا يستعملنها.. وأقراص التايلنول هي الدواء الوحيد المضاد للالتهاب الذي لا ينتمي إلى فئة العقاقير غير «الستيرويدية» التي تنطوي على مخاطر الإصابة بمشاكل قلبية.
كما أكدت دراسة أخرى أن هناك أنواعا معينة من المسكنات ربما تزيد من مخاطر التعرض للإجهاض.. وذلك من خلال الدراسة التي أجريت على النساء اللائي يتناولن عقاقير مثل «الأسبرين» و»ايبوبروفين» في بداية فترة الحمل، كن أكثر عرضه للإجهاض مقارنة بمن يتعاطينه في مرحلة متأخرة.
وأضافت الدراسة أن تناول عقار «باراسيتامول» لا يزيد من مخاطر الاجهاض، ويرجع لأن هذا العقار يعمل فقط في النظام العصبي المركزي، في حين أن عقار «ايبوبروفين» يؤثر على الجسم فيزيد من فرص الإجهاض.
وأثبتت دراسة أخرى أن تناول المسكنات يزيد من احتمال إصابة الرجال في منتصف العمر وكبار السن بمشكلات ضعف جنسي، وتشمل قائمة هذه العقاقير المستخدمة على نطاق واسع مثل «ايبوبروفن» أو «نابروكسن».